الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قائد مسيرة تخضير الصحراء وعاشق البيئة

قائد مسيرة تخضير الصحراء وعاشق البيئة
2 نوفمبر 2008 02:35
انطلق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- في تعامله مع البيئة وحرصه على حمايتها والحفاظ عليها من فلسفة عميقة ورؤية ثاقبة وسياسات حكيمة، استهدفت تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة من خلال تبني مبادئ التنمية المستدامة، وإدخال الأبعاد البيئية في التخطيط الوطني التنموي، والحفاظ على حق أجيال المستقبل في المصادر الطبيعية، فهو -طيب الله ثراه- بحق حامي حمى البيئة وفارسها الأول· وقد شكلت قضية البيئة محوراً مهماً من محاور اهتمامات فقيد الوطن -طيب الله ثراه- منذ مطلع الأربعينات من القرن العشرين عندما انتقل من أبوظبي إلى المنطقة الشرقية، والتصق هناك بالبيئة الصحراوية، وأدرك واقعها وتحدياتها والحاجة الملحة إلى تنمية الموارد الطبيعية لتحقيق التوازن بين ممارسات البشر وسلوكياتهم والطبيعة والبيئة والتنمية· وتأصلت منذ ذلك الوقت المبكر قضية الحفاظ على البيئة في فكر زايد واهتماماته· وقد حظيت البيئة بعطاء سخي وجهود جبارة من الشيخ زايد -رحمه الله- تبوأت بها دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة عالية على خريطة الدول التي تحافظ على البيئة وتنميتها· ويؤكد ذلك التقدير العالمي لجهود الشيخ زايد في حماية البيئة، فقد حصل على 16 جائزة ووساماً وشهادة تقدير عربية ودولية، منها أنه أول رئيس دولة يحصل على جائزة بيئة عالمية هي جائزة ''الباندا الذهبية'' من الصندوق العالمي للمحافظة على البيئة عام 1997م، تقديراً للجهود التي بذلها سموه للحفاظ على البيئة وحماية الحياة البرية· وفي العام ذاته منحه الرئيس الباكستاني أعلى وسام عن البيئة والذي يمنح لأول مرة لرئيس دولة· كما منحته جامعة عين شمس المصرية- في العام ذاته أيضاً- شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الزراعة، تقديراً لجهوده في مشاريع التنمية الزراعية في دولتي الإمارات ومصر، وتعبيراً عن المحبة والاعتزاز الذي يكنه الشعب المصري لسموه· أما مسيرة التكريم فقد بدأت قبل ذلك بعدة سنوات، فقد منحت جامعة الدول العربية الشيخ زايد وشاح رجل الإنماء والبيئة لعام ·1993 واختير الشيخ زايد الشخصية الإنمائية لعام 1995 على مستوى العالم، في الاستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات الإعلامية في جدة· وفي العام ذاته تسلم -رحمه الله- جائزة تقديرية وميدالية ذهبية من منظمة الأغـذية والزراعة الدولية ''الفاو'' تقديراً لجهوده في نشر التنمية الزراعية داخل الدولة، فضلاً عن مساهمته في عدد من الدول النامية في هذا الميدان· وفي عام 1989 اختارته ''هيئة رجل العام الفرنسية'' باعتباره أبرز شخصية عالمية لعام ،1988 تقديراً لجهوده في مكافحة التصحر والاهتمام بالبيئة والمشاريع الإنمائية· وفي العام ذاته حصل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على لقب ''داعية البيئة'' من منظمة المدن العربية عرفاناً بجهوده المتميزة في الحفاظ على البيئة واهتمامه الشخصي بالتشجير والتخضير وإقامة المحميات الطبيعية· ولكي نتعرف على الجانب الإنساني العميق في اهتمام زايد بقضايا البيئة نتوقف عند نموذج يوضح فضاء رؤيته الواسع، فالمعروف أن من يهوى شيئاً يحاول أن يجمع عناصره لديه ويحتفظ بها في حوزته، ولكن نجد زايد يتجاوز ذلك إلى فضاء أوسع، فهو يهوى القنص والصقور، وخرج في رحلات عديدة لممارسة هذه الرياضة، ولكن نجده يطلق صقوره ويعيدها مرة أخرى للبيئة لكي تتم دراسة مسارتها وأنماط هجرتها، فيعتبر برنامج زايد لإطلاق الصقور واحداً من أبرز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للحفاظ على الحياة البرية والفطرية، وقد بدأ البرنامج منذ عام 1995م، حيث كان أول إطلاق لصقور الشيخ زايد في أبريل من ذلك العام، بإطلاق 107 صقور من منطقة خاران الواقعة في محافظة بلوشستان غرب باكستان، واستمر بعد ذلك لسنوات عديدة· وعلى مستوى آخر أخذ اهتمامه برعاية الطيور منعطفاً هاماً بإنشاء المركز الوطني لبحوث الطيور، والذي يقوم بدور هام في رعاية طيور الإمارات وخاصة طائر الحبارى الآسيوي· ولم يكن هذا الاهتمام بالبيئة مجرد هواية شخصية لديه، وإنما حوله زايد إلى مؤسسات وهيئات ومناسبات وأفعال مستمرة، بحيث أصبحت حماية البيئة عنصراً أساسياً في عملية التنمية خلال مسيرة بناء الوطن، نجد صداه في مختلف أرجاء الدولة· وتبقى المحميات الطبيعية التي أنشأها الشيخ زايد للحفاظ على عناصر البيئة داخلها، شاهدة على عمق هذه الرؤية البيئية للشيخ زايد، من أمثلة هذه المحميات في إمارة أبوظبي: محمية جزيرة السمالية، وجزيرة صير بني ياس، وجزيرة أبوالأبيض، وجزيرة قرنين، ومحمية الوثبة، ومحمية الياهلية، ومحمية ليوا، ومحمية عرجان، ومحمية الوضيحي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©