الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيهود أولمرت المنبوذ من اليمين والمكروه لدى اليسار

14 يناير 2006

يعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلية بالوكالة أيهود أو لمرت أحد السياسيين الإسرائيليين الذين لعب معهم الحظ كثيراً رغم انه من الأمراء المنبوذين في اليمين الإسرائيلي والمكروهين في اليسار الإسرائيلي· وجد نفسه رئيساً للحكومة فوق اليمين واليسار، ومنافساً قوياً على رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة· وأولئك الذين أكثروا من رثائه واستخفوا بأدائه، من السياسيين والإعلاميين، سيجدون أنفسهم مضطرين على اعتياد اللفظ: سيدي رئيس الحكومة، عندما يمثلون أمامه وفقا لما ترى هيئة تحرير صحيفة هآرتس· ولد أولمرت في بنيامينا قرب مدينة الخضيرة في 30 سبتمبر 1945 لعائلة معروفة في انتمائها إلى التيار الإصلاحي المتمرد في الحركة الصهيونية· وكان زعيماً كبيرا في منظمة اتسل اليمينية إلى جانب عراب اليمين زئيف جابوتنسكي، ثم رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيغن· لذلك يعتبره اليمين من الأمراء في الحركة·ويوجد له شقيق آخر يحمل هذا اللقب، هو الدكتور يوسي اولمرت، الذي شغل منصب رئيس الوكالة اليهودية العالية ثم استقال واعتزل السياسة وعاد إلى صفوف البحث الأكاديمي·
عاش اولمرت طيلة عمره في القدس الغربية، وفي جامعتها العبرية تعلم المحاماة والفلسفة وعلم النفس · متزوج وله أربعة أولاد· لم يعمل في مهنة المحاماة تقريباً، إذ وجد نفسه في السياسة· وانتسب في البداية بشكل طبيعي إلى حزب حيروت، وهو النواة الصلبة لحزب الليكود· إلا انه ما فتئ أن دخل في خصومات مع أوساط عديدة داخله، فقد اتهموا بالتصنع والتعالي والفظاظة، فانسحب من الحزب وانضم إلى مجموعة انشقاقية شكلت حزباً باسم لعام، وهو حزب يميني لم يختلف بشيء عن حيروت، لكنه أضاف بعض البنود الاقتصادية التي تطالب بإلغاء السياسة الاشتراكية لحزب العمل وإدارة سياسة الاقتصاد الحر· في سنة ،1974 نجح ارييل شارون في توحيد صفوف أحزاب اليمين، وبينها حيروت والليبراليون الأحرار ولعام، في حزب واحد هو الليكود· وانتخب إلى الكنيست لأول مرة ،1973 وفي سنة 1988 اختاره رئيس الوزراء الليكودي، اسحق شامير وزيرا لشؤون الأقليات العرب في حكومة الوحدة الوطنية، فوضع خطة لتقليص الفجوة بين اليهود والعرب· إلا انه اتخذ موقفاً معادياً من الأحزاب العربية · ثم أصبح وزير الصحة في سنة ،1990 فوقعت في عهده عدة إضرابات للأطباء على خلفية المساس بحقوقهم·
عندما هزم الليكود في انتخابات 1992 لم يفلح أولمرت في اعتياد الجلوس في صفوف المعارضة، خصوصاً وان رفاقه في الليكود لم يكونوا على علاقة طيبة به وأبدوا في كثير من الحالات صدوداً عنه وتآمروا عليه· فاختار أن يعتزل السياسة القطرية ويجرب حظه في رئاسة بلدية القدس ولم تكن معركته صعبة، إذ أن منافسه كان تيدي كوليك، رئيس البلدية التاريخي الكهل من حزب العمل، فهزمه بسهولة، وعاد إلى مركز الأضواء في الليكود· وهذه المرة من مركز قوة كبير له احترامه الخاص· وبرز هنا في مشاريعه الكبيرة لتهويد القسم الشرقي العربي المحتل· وكان له دور أساسي في حفر النفق تحت أسوار القدس وباحة الأقصى المبارك، التي أدت إلى أول مواجهات مسلحة بين رجال الشرطة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الإسرائيلية وأسفرت عن مقتل 100 فلسطيني و25 إسرائيلياً·
وعاد أولمرت إلى العمل السياسي القطري في سنة 2001 لينافس على رئاسة الليكود· إلا أن منافسه شارون ألحق به هزيمة كبرى، فانضم إليه بعد الانتخابات وكان أحد أقرب المقربين إليه· وشغل في حكومة شارون الليكودية منصب وزير التجارة والصناعة ونائب رئيس الوزراء· وفي منصبه هذا بدأت تظهر عنده بوادر التغيير في الموقف السياسي، فأطلق تصريحات مؤيدة لإقامة الدولة الفلسطينية وراح يعد مع شارون خطة للالتفاف على خريطة الطريق بهدف تأجيل التسوية النهائية· ويقال انه كان أحد المبادرين إلى خطة الفصل في قطاع غزة· وانه يؤيد إقرار خطة فصل أخرى في الضفة الغربية· وهو مقتنع بأن على إسرائيل أن تسعى لتسوية الصراع في هذا الوقت بالذات، لأنه أفضل وقت يخدم مصلحتها·
وفي كل هذه المواقف كسب اولمرت المزيد من الخصومات والعداوات· ولولا دعم شارون له لكان اعتزل الحياة السياسية وتوجه إلى سوق الأعمال· فقد صرح غير مرة بأنه مل من قذارة العمل السياسي· وكان واثقاً من انه لو خاض انتخابات الليكود الداخلية لكان سقط ولم يرشح في لائحة الحزب للكنيست· لهذا فقد تحمس كثيرا لإقامة حزب كديما برئاسة شارون، وأخذ على عاتقه مهمات كبيرة في بنائه والدعاية له· وحسب التقديرات، فإنه كان يخطط للبقاء في الحكومة فقط في الفترة التي يكون فيها شارون رئيساً، ثم يعتزل، بيد أن الظروف والحظ شاءا أن يصاب شارون بالجلطة الدماغية، فيصبح أولمرت رئيساً للحكومة· وعلى ذمة رؤساء الحكومات، فان المقعد شديد الإغراء، ولذلك نراه يتمسك برئاسة حزب كديما وينافس على رئاسة الحكومة فكان معلمه شارون وفقا لما تعتقده هآرتس·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©