الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبارك بن قران: زايد مدرسة لا مثيل لها وحكمته وحدت القبائل

مبارك بن قران: زايد مدرسة لا مثيل لها وحكمته وحدت القبائل
2 نوفمبر 2008 02:37
يسهب الشيخ مبارك بن قران المنصوري في وصف مواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لكن قدرته على الوصف تعجز إحقاق الراحل حقه، فيسكت مكتفياً بالقول ''لو قضيت سنوات في وصفه ما أوفيه حقه مطلقاً''· ''فالشيخ زايد كان مدرسة لا مثيل لها، وحكمته أبهرت العالم، وتصرفاته أثبتت بعد بصيرته، وحنكته في التعامل مع جميع المواقف''، كما يقول الشيخ مبارك الذي رافق الشيخ زايد في حله وترحاله· يعصر ابن قران ذاكرته ليعود إلى أول لقائه بالراحل أبان فترة حكمه للعين منتصف القرن الماضي· يقول إن زايد أحكم قبضته على القبائل في العين ولما يبلغ من العمر عشرين عاماً· فأدار الحكم بشيء من اللين وشيء من الشدة، حتى تسلم مقاليد الأمور، وأصبح جميع أبناء الشعب أبناءه، ووحد الصفوف وجمع الكلمة، بما يخدم الوطن ويرتقي به، فكان القائد والحاكم والوالد''· ويستذكر ابن قران قدرة الشيخ زايد ''رحمه الله'' على بناء نهضة في ظل شح الإمكانيات· فحرص في بداية حكمه على تشييد المساكن الحديثة، لجميع أبناء الشعب، لتوفير حياة كريمة لهم، وشرع في إنشاء المدارس واستقطاب المدرسين من شتى الأقطار، ليبني جيلاً متعلماً قادراً على العطاء، إيماناً منه بأن نهضة الأمم ورقيها تقاس بما لديها من أجيال متعلمة· وفي سبيل ذلك، يتابع ابن قران، سخر الشيخ زايد- رحمه الله- كل الموارد للطلبة، لتشجيعهم على التعليم؛ فقهر الصحراء، بتمهيد الطرق، وحول الرمال الصفراء التي تذروها الرياح، إلى جنان خضراء يانع ثمرها، قادرة على الفيض بخيراتها· ويشرح مطولاً مواقف الشيخ زايد وتعامله الإنساني مع جميع من حوله، ''لم يكن يأكل من صيده، حتى يشاركه الجميع، ويتقاسم كل شيء مع رفاق دربه، مترفعاً عن أوهام الكبر ''أصر في إحدى الرحلات على أن ينام أربعة منا في خيمته، وهو رئيس الدولة''، كما يستذكر ابن قران· ويروي الشيخ الوقور بلاغة الشيخ زايد في ردوده وأفعاله، ''فالراحل كان سلسا في إقناعه، حكيما في تعاملاته''· يقول ''سأله أحد الصحفيين: إن ما تفعله مع شعبك يفسد الشعب، حيث إنه يعطى كل شعب بلا مقابل من أراض ومساكن ومزارع وغيرها من منح كبيرة، وهو ما سيعوّد الشعب على الكسل، فما كان من الشيخ زايد الذي أنصت باهتمام لكل ما قاله الصحفي حتى فرغ من سؤاله إلا أنه رد متسائلاً: إذا كان لديك عشرة من الأبناء ولديك مال، ماذا كنت ستفعل معهم في التعليم والمسكن وغيره؟، فرد الصحفي بلا تردد: سأبذل كل جهدي حتى أؤمن لهم المسكن المناسب والتعليم الجيد وفرص العمل الملائمة، فضحك الشيخ زايد قائلاً: هكذا أفعل مع أبنائي، فجميع أبناء الشعب أبنائي''
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©