أب حنون ·· ورب أسرة كبيرة هي الإمارات

عندما نتحدث عن زايد ''الإنسان''، فإننا نحتاج إلى ملفات عديدة، فأياديه البيضاء وصلت إلى كل أنحاء العالم تقريباً، انطلاقاً من قناعته التامة بأن الإمارات جزء لا يتجزأ من هذا العالم، وأن الخير العميم الذي حبا الله به دولة الإمارات من الواجب أن نساعد به الجميع، لذا انتشرت المدن والمشروعات في عدد كبير من دول العالم بدعم كبير من دولة الإمارات، وظهرت العديد من المدن التي تحمل اسم ''الشيخ زايد'' في معظم قارات العالم، وحظي الشعب الفلسطيني بدعم كبير من الشيخ زايد- رحمه الله- في كل المناسبات، فضلاً عن ما قدمه للشعب العراقي الشقيق والعديد من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، حتى باتت دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في عمليات الدعم والإغاثة وإعادة البناء· ومواقف زايد الإنسانية أكبر من أن تعد أو تحصى، فنال عدة جوائز عالمية تجسد إنسانيته وتعبر عن تقدير العالم لمواقفه التي لا يمكن أن ينساها والتي تعكس كل صفات ''زايد الخير والعطاء''· واتسمت شخصية الشيخ زايد على المستوى الإنساني بالتواضع الجم والتعامل الراقي مع الصغير والكبير، فاكتسب احترام الجميع، فهو الرجل المهاب الذي يحظى بحب كل من يتعامل معه· ويتذكر كل من عاصر زايد تلك اللقاءات المفتوحة التي كان يحرص عليها الشيخ زايد للقاء المواطنين والاستماع إلى شكواهم، والأكثر من ذلك زياراته للمواطنين في منازلهم وحرصه على حضور مناسباتهم المختلفة في نموذج رائع للعلاقة بين القائد وأبنائه، ودائماً ما كان يردد أن الله سبحانه وتعالى أعطانا هذا المال واختبرنا به حتى نشعر بما يعانيه الفقراء· كما كان الشيخ زايد يوصي مرافقيه والقريبين منه بأن ينقلوا إليه أي شكوى تتعلق بهموم الناس ومشاكلهم، ولم يكتف بذلك بل كان يتجول بين الناس ليتعرف على مشاكلهم على الطبيعة· وذات يوم زار الشيخ زايد المبزرة الخضراء في مدينة العين، وكان سعيداً وهو يشاهد الجبل الأصم الذي تحول إلى حدائق غنّاء، ولمس بنفسه حجم السعادة التي يشعر بها رواد هذا المتنزه الرائع، وأمر بإعداد عشاء على شرف كل المتواجدين في تلك اللحظة بالمبزرة، فتم إعداد 3 آلاف وجبة عشاء هدية من زايد لرواد المبزرة من منطلق أنه كان يسعده ما يسعد الناس· وكان الشيخ زايد يوصي أبناءه دائماً بالاهتمام بحل مشاكل المواطنين، وأن يكونوا دائماً قريبين منهم، وأوصاهم أيضاً بالتواضع مع كل المواطنين· لقد كان زايد إنساناً بكل معنى الكلمة، لذا كان من الطبيعي أن ينال بعد وفاته لقب ''فقيد الإنسانية''