هيئة الصحة بأبوظبي تبدأ برنامجاً للكشف عن سرطان القولون والمستقيم

أعلنت هيئة الصحة - أبوظبي أمس عن انطلاق المرحلة التجريبية للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، مستهدفة المواطنين بين سن الخمسين والخمسة والسبعين عاماً في منطقة بني ياس والمقدر عددهم بـ 15 ألف مواطن ومواطنة. وأوضح زيد السكسك مدير عام هيئة الصحة – أبوظبي في مؤتمر صحفي أمس أن برنامج الكشف عن السرطان في مرحلته التجريبية يهدف إلى تقييم جدوى ومدى قبول الكشف عن سرطان القولون والمستقيم وتحديد النهج الأكثر فعالية وأنسب الطرق لتشخيص المرض في وقت مبكر مع أقل قدر من التوتر وعدم الراحة بالنسبة للمرضى. وتهدف الهيئة من الحملة إلى إيصال رسالة لعامة الجمهور مفادها أن سرطان القولون والمستقيم يمكن السيطرة عليه بشكل فعال من خلال الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب. ويحتل سرطان القولون المرتبة الرابعة ضمن قائمة الأورام السرطانية الأكثر انتشاراً لدى النساء، وفي المرتبة الثالثة لدى الرجال في إمارة أبوظبي، حيث يشكل ما نسبته 9% من مجمل حالات السرطان، وفق السكسك الذي أشار إلى أن سرطان القولون يصيب خمسة من كل مائة ألف شخص سنوياً، علماً بأن الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان قد يؤدي إلى الشفاء التام بنسبة 90% من الحالات. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الفحص الاختياري على شريحة مختارة من المواطنين والمواطنات في مركز بني ياس الصحي وفقاً للفئة العمرية بين الخمسين والخمسة والسبعين عاماً، حيث ستتم دعوة الأفراد من الفئة المختارة لحضور دورة تثقيفية خاصة لشرح مزايا الكشف المبكر عن سرطان القولون، وتشجيعهم على الخضوع في بروتوكول الكشف والذي يتضمن فحص عينات من البراز بحثاً عن وجود آثار دموية خفية تدل على وجود تقرحات قد تكون مسرطنة، وفي حال كانت نتيجة الفحص إيجابية فسيتم تحويل المريض مباشرة إلى قسم الأورام بمستشفى المفرق لمتابعة عملية التشخيص. وأكد دكتور عماد رحماني من مستشفى المفرق أن سرطان القولون معروف بأنه ينمو بشكل صامت ولكن إذا ما اكتشف مبكراً فيمكن العلاج منه بشكل كامل، فهو السرطان الوحيد الذي يمر بمرحلة ما قبل السرطان حيث يكون عبارة عن زوائد لحمية قد تتطور إلى سرطان مع مرور الزمن. وخلال المؤتمر، أكد عمر العامري رئيس بلدية الوثبة، وهم شركاء في تنفيذ المرحلة التجريبية، أن البرنامج يهدف بالأساس إلى تحقيق التوعية لدى عامة الجمهور للوقاية من الإصابة بسرطان القولون عبر اتباع نظام غذاء صحي، سيما وأن أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض تتمثل في الغذاء غير الصحي الغني بالشحوم والبروتينات الحيوانية والفقير بالألياف، والبدانة إضافة إلى قلة النشاط البدني. وقال الدكتور سليم أديب مدير الصحة العامة في هيئة الصحة- أبوظبي إن الهيئة تأخذ زمام المبادرة لوضع برنامج شامل وفعال من حيث التكلفة لفحص سرطان القولون والمستقيم في دولة الإمارات ومنطقة الخليج. وتشير الأرقام إلى أن سرطان القولون والمستقيم يعتبر من المشاكل الصحية المتنامية في إمارة أبوظبي، حيث يأتي في المرتبة الرابعة من بين العشرة الأوائل من أنواع السرطانات بعد سرطانات الثدي والدم والغدد الليمفاوية، ويتم تسجيل 50 حالة إصابة جديدة بالمرض كل عام في إمارة أبوظبي وحدها. وأوضحت الدكتورة مريم الشحي رئيس قسم الأمراض غير المعدية في الهيئة أن الأشخاص من ليس لديهم تاريخ عائلي أو شخصي من أمراض القولون والمستقيم، فإن تناول وجبات غذائية غنية بالألياف من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وكميات قليلة من الدهون الحيوانية يقلل من احتمال الإصابة بسرطان القولون. وفي إطار حملة التوعية بسرطان القولون، عرضت هيئة الصحة بالتعاون مع شركة روش في صالة الاستقبال بالهيئة مجسماً للقولون بما يتيح الفرصة للجمهور التفاعل مع المرشدين الصحيين التي ستتمثل مهمتهم في التعريف بأعراض المرض وخيارات العلاج، إضافة إلى تشجيع الأشخاص الأصحاء على إجراء فحوصات منتظمة خاصة بالأورام الحميدة التي قد تتطور إلى الإصابة بالسرطان مع مرور الوقت منذ بلوغهم سن الخمسين. كما يمكن من خلال المجسم معرفة المزيد عن الكيفية التي يبدأ بها السرطان وكيفية انتشاره إذا لم يتم اكتشافه أو في حال تركه دون علاج. وتتمثل أعراض سرطان القولون والمستقيم في الألم غير معروف الأسباب في البطن أو المستقيم، والتغيرات المعوية التي تستمر لأسابيع دون سبب واضح، أو ظهور دم في البراز والتعب الشديد. ويمكن فحص سرطان القولون عبر فحص الدم في البراز إن وجد، أو الفحص المباشر للأمعاء بواسطة أنبوب رفيع ويعرف باسم منظار القولون، أو من خلال المسح المقطعي بواسطة الحاسوب أو بما يعرف بالرنين المغناطيسي.