الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تصبح أباً ناجحاً

3 نوفمبر 2008 01:06
يحلم الآباء أن يصبح أولادهم ناجحين وأن تثمر تربيتهم في إعداد جيل صالح يفخرون به، فيشعرون بالسعادة عند نجاحهم في هذه المهمة الشاقة· لكن وللأسف يقوم الآباء بهذا العمل وهو أبعد ما يكون عما يجب تطبيقه لتحقيق مبتغاهم·· فالناظر لأحوال الآباء وأساليبهم يدرك كم مقدار ذلك الفرق الشاسع بين المرجو والواقع· ربما يتساءل بعضهم: كيف أصبح أباً ناجحاً؟ للإجابة على هذا السؤال نحتاج الوقوف عند عدة محاور، هي: أولاً: الفعل ثم القول نظرا لأهمية عنصر القدوة في حياة الابناء، فقد أرسل الله تعالى المرسلين وأمرنا بالاقتداء بهم، وهذا ما يجب علينا كآباء تجاه أبنائنا·· فالفعل أبلغ من القول· والقدوة الصالحة من أعظم المعينات على تكوين العادات الطيبة حتى إنها لتيسر معظم الجهد في كثير من الحالات، لأن الابن يحب المحاكاة من تلقاء نفسه وأطفال المسلمين يحاكون آباءهم في الصلاة حتى قبل أن يتعلموا النطق ويصبح تعويدهم عليها أمراً سهلاً في الموعد المحدد· والأبناء في استقائهم الخلق وتشربهم بالسلوك لا يقنعون بالظاهر منها فحسب بل يتعدون ذلك إلى مستويات أعمق بكثير مما يظن الآباء·· فالأب يعيش في بيته على طبيعته بغير تكلف وهو الأمر الذي يجعله يتصرف بما وقر في يقينه، والولد يقلد أباه فيما رآه منه على الحقيقة لا على التكلف والأبناء يلحظون الصغير الدقيق من السلوك والأخلاق كما يلحظون كبيرها· ثانيا: الاستقرار النفسي للابن ناتج من رحمة والده، فالأب الناجح هو الأب الرحيم العطوف بأبنائه وأسرته الذي يمنحهم الحب والعطف والحنان ويشملهم برعايته ويحتويهم بقلبه الكبير ويشعرون معه بالسعادة والأمان·أما الأب القاسي فهو المتسبب الأول في الأمراض النفسية لدى أبنائه والمشجع الأول على الأمراض القلبية لهم من غل وحسد وحب ذات· وقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- خير قدوة في رحمته وعطفه وملاطفته الصغار وملاعبتهم والتبسط معهم والتحبب إليهم وعدم العبوس في وجههم·لكن للأسف بعض الآباء لا يراعون الرحمة مع أبنائهم، فيكونون أشد عليهم من الغرباء، ويتركون في نفوسهم جروحاً غائرة لا تزول حتى بمرورالسنين· ثالثا: التوازن بين الحزم والرحمة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:( إن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق) لكن ليس معنى ذلك أن يتهاون الأب مع أولاده في مواطن الحزم فوضع السيف موضع الندى مضر كوضع الندى موضع السيف، والحكمة فعل ما ينبغي في الوقت المناسب ولا يمكن أن يرى الأب ابنه يفعل السيئات أو المخالفات، ويتركه على ما هو عليه تحت شعار الحكمة والرحمة· ولكن الحزم والحكمة تستدعيان من كل أب أن يقف مع ابنه وقفة حازمة وقوية يضع له الحدود ويبين له القواعد التي ينبغي ألا يحيد عنها، وهكذا فإن ما يتعلمه الابن من هذه المواقف، ومما يشاهده من قدوة صالحة يرسخ الأخلاق الكريمة في ذهنه ويصبح سلوكه قويماً وصالحاً· جمعة سالم الحوسني مدرسة عبد الجليل الفهيم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©