الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوء الفهم معضلة تستحق وقفة

3 نوفمبر 2008 01:06
تعرفت مصادفة على إنسانة تعاني من الوحدة وكانت متقوقعة على ذاتها، ترفض الخروج إلى العالم الخارجي ترفض الاحتكاك مع الناس، لا صديقات لا جارات، استغربت وقلت لها: لا يمكن أن تعيشي وحدك فنحن جزء من المجتمع وعلينا أن نحتك بالناس ونتعرف عليهم ونتبادل معهم الرأي، فبادرتني هذا ما أعيشه حتى داخل بيتي لا يوجد نقاش وتبادل رأي مع زوجي· بصراحة لا أحد يفهمني والكل يسيئ فهمي فقررت الابتعاد عن الناس· فأنا أقضي وقتي في البكاء· فطرحت السؤال على نفسي هل الناس هي التي لا تفهمنا أم نحن مسؤولون معا عما يحدث من سوء فهم ؟ تمعنت كثيرا في كلامها فوجدت أن أغلب المشاكل التي نواجهها في حياتنا الخاصة أو العامة تعود إلى سوء الفهم، وهذا يعود إما أن المتحدث لم يتمكن من شرح وجهة نظره، أو أننا أسأنا فهمه أو لم نعطه فرصة لشرحه، أو أن أحدنا متعصب في رأيه، متسرع في رده، أو بسبب وجود موقف ما من المتكلم، عناد و تحد بين الطرفين، أو نتيجة لعدم الارتياح للآخر، مما ينتج عنه خلافات و صراعات أو مشادات كلامية كل هذه دوافع تبعدنا عن التواصل والتفاهم مع بعضنا· كما نعاني من سوء الفهم كثيرا في حياتنا الزوجية فتجد هذه الشكوى عند الزوج والزوجة، لكن الحقيقة هي أن كلاهما لا يعطي للآخر فرصة للحديث أو يكون أحدهما متشبث برأيه أو يرى أنه على صواب أو يربط الحوار بأشياء حدثت في الماضي ·وبهذا يخرجا عن صلب الموضوع مما يفقد كل واحد منهما القدرة على سماع الآخر و يمكن أن يتعالى صوتهما و تجد كل واحد يصرخ في وجه الآخر مما يدفعهما الى إنهاء الموضوع و بهذا تتراكم المشاكل و تتفاقم، ومن هنا نجد عبارة '' لا يفهمني'' أو ''لا تفهمني''· وقد يعمق حالة سوء الفهم الاعتماد على الاتصالات اللاسلكية سواء عبر النت أو الجوال لأن المتلقي للحديث الهاتفي أو المقال المكتوب، قد يفهمه بمعان وصور عديدة على سبيل المثال: قد يعتبر أحد الطرفين أن الطرف الآخر على الخط لم يجب جيدا، أو أن صوته ينطوي على نوع من السخرية ؟ أو '' يبدو أن له موقفا مني'' · وهكذا نترك عقلنا يسرح و يتوهم أشياء قد تكون غير حقيقية· فكيف نتجنب سوء الفهم ؟ أول نقطة علينا أن نهتم بها ونؤمن بها قبل الحوار هي وجود الاختلاف فالناس تختلف مستواياتها الدراسية والثقافية وأيضا هناك اختلاف يتعلق بالتقاليد والعادات، والتربية، والبيئة· ثانيا الابتعاد عن الكلمات المبهمة أو التي تحمل في طياتها مرادفات متعددة، تفاديا للوقوع في سوء الظن·· قال تعالى : ''إن بعض الظن إثم '' ثالثاً :ألا نحاول البحث أثناء الحديث عن أي خطأ للطرف الآخر كأننا نريد أن نوقع به ·أو نبني الرد كله على كلمة سمعناها منه و نتشبث بها داخل أذهاننا مما يمنعنا من الاستمرار في سماع الطرف الآخر و بالتالي عدم فهمه· و عدم الانصات للطرف الآخر من أكبر المعوقات خصوصا عند الزوجين· لذا لنفهم الآخر و نحس بكلامه ونقتنع أيضا علينا أن نحسن الانصات والاستماع المصحوب بالوعي والذي يؤدي بدوره إلى الفهم· مزنة أيوب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©