الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حلب الضباب لتوفير مياه الشرب

حلب الضباب لتوفير مياه الشرب
23 يوليو 2010 20:15
يحتوي الضباب على كثير من المنافع من بينها مئات من اللترات من مياه الشرب على سبيل المثال، أغلبها من أفضل مياه الشرب جودة. ولابد أن معظم الناس يعرفون ضباب لندن، على الأقل سماعاً، أما الضباب في مدينة أكويك شمال تشيلي فليس معروفا سوى للقليلين، رغم أن هذه المدينة الواقعة على المحيط الهادي تعد بمثابة "قبلة" الباحثين المتخصصين في الدراسات المتعلقة بالضباب. وعبر البروفيسور أوتو كليم الأستاذ في علم المناخ بجامعة مونستر عن انبهاره بمدينة أكويك وخاصة ضبابها. وأشار كليم إلى أن هذه الضباب كثيف للغاية ومصاحب للرياح وأنه "الأمثل للحلب". وتنتشر الكثير من الشباك العملاقة في أمريكا الجنوبية وغيرها من بقاع العالم للحصول على ماء الشرب من الضباب. سيكون هذا الموضوع غداً الأحد على قائمة جدول أعمال المؤتمر الدولي الخامس للضباب والندى والذي يلتقي فيه نحو 140 خبيرا من أكثر من 30 دولة للمرة الأولى في أوروبا. وتعتبر حقيقة أن أكثر مناطق العالم فقرا في المياه هي الأكثر ضباباً غاية الأهمية للأجيال المقبلة. ويشار هنا إلى أن مدينة أكويك تقع على هامش صحراء أتاكاما، الأكثر جفافا في العالم. وتأتي هذه الأهمية لأن هذا الضباب الكثيف يسمح بالحصول على المياه في المناطق التي يقل فيها الماء أو عندما يصبح الماء نادرا في المستقبل. ولا يعني العلماء بذلك جنوب أمريكا أو أفريقيا بل أسبانيا، التي يتوقع أن تعاني خلال 50 إلى 100 من نقص شديد في المياه. ويفكر المسؤولون الأسبان في تحويل مجاري أنهار أو في إقامة منشآت عملاقة لتحلية مياه البحر. غير أن بعض المناطق الأسبانية لديها ضباب وفير. وأوضح البروفيسور كليم الخصائص الجغرافية المميزة لمثل هذه المناطق الأسبانية قائلا "تقع سلاسل جبلية في المنطقة الساحلية في شرق أسبانيا، على سبيل المثال في فالينسيا، بشكل مشابه للسلاسل الجبلية على سواحل المحيط الهادي في أمريكا الجنوبية أو في أفريقيا الشرقية، وتتكون طبقات من السحب فوق البحر ثم تهب نحو اليابسة فيتراكم الضباب على قمم الجبال ويمكن حلبه". ويقول "آرنست فروست" رئيس مؤسسة المياه "كان الناس يضحكون منا قبل سنوات قليلة بسبب هذا الرهان ولكننا استطعنا مؤخرا أن نحقق نجاحا في إمداد صغار المزارعين أو المدارس في إريتريا بالماء.. يمكن حلب ما يصل إلى 170 لترا من الماء الأكثر جودة يوميا بشبكة خاصة في موسم الضباب وهو ما يكفي لعائلة كبيرة". ويشير كليم المتخصص إلى انخفاض أسعار شباك الضباب، فالشباك نفسها التي تسمى أواني تجميع الضباب لا تكلف أكثر من عشرة يورو تقريبا، أما حواملها فيتم صناعتها غالبا من المواد المتوفرة في المنطقة. وضاف أن الشباك "عبارة عن أنسجة من الألياف الصناعية تستخدم في المناطق الحارة كحماية من الشمس للجراجات المفتوحة للسيارات على سبيل المثال أو تستخدم في زراعة الحدائق". وسيناقش الخبراء المئة والأربعون خلال المؤتمر الذي سيستمر 5 أيام كيفية تعقب أماكن الضباب باستخدام الأقمار الصناعية للحصول على معلومات هامة بالنسبة للأرصاد والملاحة الجوية والمواصلات. وعن القضايا المطروحة أمام الخبراء يقول كليم:؟" سنتناقش في الكثير من الأساسيات العلمية، سنبحث مثلا في كيفية تكون الضباب وتطوره ومدى تلوثه وما هي التفاعلات الكيميائية التي تتم فيه". واختار البروفيسور كليم مكانا مناسبا لأبحاثه مع طلابه وهو غابة غنية بالضباب في تايوان حيث يقضي طلابه ليالي طويلة لتعقب أسرار ضباب الغابات بأساليب تقنية معقدة.
المصدر: مونستر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©