الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شبح الأزمات المالية التاريخية يقض مضاجع الألمان

3 نوفمبر 2008 01:19
عندما يناقش الألمان كيفية تحاشي انهيار مالي مدمر فانه يلح عليهم كما يلح على حفنة قليلة فقط من الدول الاخرى ذكريات تبخر أموالهم خلال القرن العشرين· ونتيجة لذلك فانه يمكن القول إن الشعب صاحب أكبر اقتصاد في أوروبا'' صار محافظا من الناحية المالية'' بحسب مانفريد شميت أستاذ العلوم السياسية بجامعة هيدلبرج الذي كتب مطولا عن القلق الألماني· في عام 1923 أطاح التضخم بأموال الالمان لاول مرة· وفي عام 1948 تبخرت غالبية المدخرات بجرة قلم عندما تم منع العملة القديمة من التداول· وفي عام 1990 جاء دور الالمان الشرقيين ليخسروا نصف قيمة مدخراتهم· وعلى مدى الاسابيع القليلة الماضية تحركت برلين لضمان المدخرات الشخصية في البنوك وتأمين استمرار الاقراض بين البنوك '' الانتر بنك'' ودعم البنوك المترنحة لكن الازمة العالمية تسببت في عدد محدود من حالات إفلاس البنوك أو البطالة بين المواطنين الالمان العاديين حتى الان· ويعود ذلك لأسباب أساسية منها غياب أي نوع من فقاعات العقارات مثل تلك التي شهدتها إسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة· وأبلغ وزير المالية بيير شتينبروك مجلس الشيوخ الالماني ''البوندسرات'' هذا الشهر قائلا '' العكس هو الصحيح''· فأسعار العقارات طوال العقد الماضي كانت منخفضة مقارنة بأوقات سابقة عليه· وأضاف '' النقطة الثانية التي تلعب دورا كبيرا هي أن لدينا معدلات إدخار عالية في المانيا تتراوح بين 10 إلى 11 في المئة '' بخلاف الولايات المتحدة التي سجلت فيها معدل إدخار سالب 5ر0 مما دفعها لاجتذاب الفوائض المالية لدول أخرى· واستطرد '' كما لم يحدث عندنا خلال الاسابيع والشهور الماضية انهيار إئتماني على الرغم من أن الشركات تحملت أعباء تمثلت في زيادة أسعار الفائدة على ما تحصل عليه من قروض· وبحسب استطلاع أجري مؤخرا فان الاسهم الألمانية أضيرت بيد أن واحدا فقط من بين خمسة ألمان شعروا بشكل شخصي بالازمة المالية الراهنة ولا تزال الغالبية العظمي منهم تثق بالبنوك· وقال شميت في مقابلة أن الالمان بطبيعتهم - مقارنة بأبناء الدول الناطقة بالانجليزية- يكون لديهم '' توقعات كبيرة بان الحكومة ستفعل شيئا '' لحل المشكلة· وقال إن من يرصد حاجة الالمان للامان جراء ما تعرضوا له ابان التضخم الكبير عام 1923 وتغيير العملة عام 1948 يكتشف أنهم لا يريدون فقدان مدخراتهم التي كسبوها بشق الانفس مجددا· وأردف '' لقد كانت تجربة مؤلمة لأمة بأكملها''· تذكر هيربرت بارتشوك '' 90 عاما'' وهو مهندس متقاعد من هامبورج هذا الأسبوع كيف أن تسعة أعشار قيمة مدخراته الشخصية شطبت من حسابات البنك عام 1948 عند بدء العمل بالعملة الجديدة ( المارك) التي طرحت لعلاج تراجع نقدي هائل· وقال '' الكل كان يعرف أنه يتعين عمل شيء ، لكن الجميع تأثر في النهاية بشكل أو آخر''· وقال الخبير الاقتصادي شميت إن إلغاء المدخرات كان اللحظة التي تم فيها تحميل الالمان كلفة شن الحرب العالمية الثانية· وأثبتت العملة الجديدة التي استمر العمل بها حتى تم إلغاؤها والعمل باليورو (دون أية خسائر للمدخرات) نجاحا بالنسبة لالمانيا· ويحرص الالمان منذ عقود من الزمان على الإدخار بقوة ولا يزال غالبيتهم يفضل الاستثمارات الآمنة ولو كانت بعائد متواضع
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©