الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين... دلالات الترحيب بعباس ونتنياهو

الصين... دلالات الترحيب بعباس ونتنياهو
8 مايو 2013 23:26
سارا ميلر لانا باريس زار كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الصين هذا الأسبوع، ما يبرز رغبة الصين في لعب دور أكبر في دبلوماسية الشرق الأوسط. وكان بيان لوزارة الخارجية الصينية الأسبوع الماضي عرض تسهيل المحادثات بين الزائرين قد أثار سيلاً من التخمينات الدولية التي ذهب بعضها إلى أن بكين ربما تطالب بدور مباشر لها في عملية السلام بالشرق الأوسط. ولكن لقاء من هذا القبيل لم يكن محتملاً أبداً؛ ذلك أن «عباس» غادر بكين قبل وصول نتنياهو إلى العاصمة الصينية من شنغهاي. ثم إن المراقبين هنا ليس لديهم أي وهم حول حدود قوة الصين ونفوذها في المنطقة المبتلية بالنزاع. وفي هذا الإطار، يقول «ين جانج»، الذي يعد من أبرز الخبراء الصينيين في الشرق الأوسط: «في الشرق الأقصى نحن رقم 1. أما في الشرق الأوسط، فإننا رقم 12». غير أن الرئيس الصيني، فقد فعل شيئاً لم يسبق لأي من الزعماء الصينيين أن قام به من قبل حين اقترح مخططاً للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين يتألف من أربع نقاط. ورغم أن المخطط لا يضم «أي شيء جديد»، يقول «شياولين»، المراقب المستقل لسياسة الصين في الشرق الأوسط، إلا أن أهم شيء هو أن الرئيس الصيني قام بالعرض أصلاً. ومن جانبه، يقول «ما»، وهو مراسل سابق لوكالة الأنباء الرسمية شينخوا في الشرق الأوسط: «هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس صيني بتوضيح مبادئ سياستنا للشرق الأوسط». والواقع أنه لطالما دعمت الفلسطينيين في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة؛ وقد حافظ «مخطط السلام» الصيني على هذا التقليد، حيث دعا الرئيس الصيني إسرائيل إلى وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة، ورفع حصارها الاقتصادي عن غزة. غير أن الصين تربطها بإسرائيل علاقات اقتصادية قوية على نحو متزايد؛ حيث ارتفعت التجارة بينهما من 50 مليون دولار سنوياً قبل عقدين من الزمن إلى 10 مليارات دولار اليوم، حسب الأرقام الصينية. ويقول د. ين: «إن الصين ترغب في الحفاظ على موقف محايد». وفي السياق ذاته، جادلت افتتاحية في عدد يوم الثلاثاء من النسخة الإلكترونية لصحيفة «بيبلز ديلي»، وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم، بأن «الصين لديها ظروف فريدة للقيام بمساهمات من أجل سلام الشرق الأوسط، مضيفة أن «الصين تحافظ على علاقات جيدة مع جميع البلدان، وتحظى بسمعة جيدة في هذه المنطقة». المقال زكى الفكرة الأساسية لافتتاحية يوم الاثنين في الصحيفة نفسها، وتقول إن الصين، وبالتوازي مع ازدياد قوتها الوطنية، ستلعب دورا نشطاً وبناء أكثر في الشؤون الدولية. غير أن الشرق الأوسط يقدم حالياً فرصاً محدودة لمثل هذه الطموحات الدبلوماسية، يقول «ما» محذراً. ذلك أن الصين، مثلاً، غير مستعدة بعد لاستثمار المال في هذا الصدد؛ إذ تسهم بكين بمبلغ متواضع في ميزانية السلطة الفلسطينية، مقارنة مع مانحين كبار، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبينما بنت اليابان مطاراً في غزة، فإن الصين بنت مدرسة ابتدائية واحدة. كما أن الصين ليست عضواً في «الرباعية»، التي تتكون من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا والأمم المتحدة، والتي تقود الجهود الدولية منذ أكثر من عقد من الزمن لرعاية اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني. وأخيراً، فإن إسرائيل سترفض رؤية الصين تلعب دوراً أكبر في المنطقة على الأرجح، نظراً لدعم بكين التقليدي للمواقف الفلسطينية، كما يقول «ما»، ليذهب إلى أن «الصين غير قادرة على أن تصبح لاعباً أساسياً». ولكن إذا كانت الصين ربما «خارج النظام الأساسي لحل مشكلة الشرق الأوسط»، يقول ين، «فإننا لسنا غرباء تماماً». وإذا لم تكن لدى الصين أي مصالح اقتصادية في المنطقة تقريباً قبل 20 عاماً، فإنها اليوم تعتبر أكبر مستورد لنفط الشرق الأوسط في العالم، كما يقول. ويضيف: «إن الصين ترغب في شرق أوسط مستقر؛ ولهذا، يجب علينا أن نقوم بشيء ما بخصوص هذا الموضوع، وعلى الصين أن تلعب دوراً أكبر». ويقول محللون صينيون إن بكين لا نية لها في إضعاف الجهود الأميركية لرعاية السلام، ناهيك عن محاولة الحلول محل واشنطن. غير أن بكين وقفت ضد واشنطن خلال العامين الماضيين بخصوص ما ينبغي القيام به بشأن الحرب الأهلية السورية؛ حيث انضمت الصين ثلاث مرات إلى روسيا في استعمال الفيتو ضد قرارات لمجلس الأمن الدولي مدعومة من الغرب تهدف إلى ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد. ومن جهة أخرى، فإن الصين استعملت أيضاً نفوذها للتوسط، وإنهاء نزاعات لم تستطع القوى الغربية أن تفعل بخصوصها أي شيء. وعلى سبيل المثال، فإن دبلوماسية الرحلات المكوكية الهادئة التي قام بها المسؤولون الصينيون هي التي ساعدت مؤخراً على حل نزاع دام 16 شهراً بين السودان وجنوب السودان حول تقاسم عائدات النفط، واستئناف تدفق نفط جنوب السودان، الذي يعتبر مصدر الدخل الرئيسي بالنسبة لهذا البلد الفتي. هذا الاتفاق خدم مصالح الصين؛ على اعتبار أن العملاق الآسيوي يعتبر أكبر مستورد لنفط جنوب السودان. ويتوقع «ما» أن المصالح الاقتصادية المتزايدة للصين في الشرق الأوسط هي التي ستقف إلى حد كبير وراء دورها المتزايد في المنطقة. ويقول «ما» إن الصين قد لا تلعب دوراً دبلوماسياً قيادياً، ولكنها «ستستثمر أكثر في المنطقة، وستصبح أكثر انخراطاً فيها. وذاك ما سيزيد من نفوذ الصين». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس موينتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©