مشروع إماراتي خليجي يضبط مواصفاتها وتداولها

دقات قلب سريعة، وارتفاع في ضغط الدم، والجفاف، وتأكسد الخلايا أعراض قد يصاب بها الذي يفرط في تناول ''مشروبات الطاقة'' لاسيما من المراهقين والأطفال مما دفع بعدد من الدول إلى منعها أو حصر بيعها في الصيدليات· في وقت تدرس فيه ''هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس'' وضع مواصفات ونسب وشروط تنظم تداول مشروبات الطاقة في إطار مشروع خليجي شامل· وتقول سلمى إنها لاحظت إفراط ابنها (14 سنة) في شرب أنواع متعددة من مشروبات الطاقة، وتأكدت أن الكافيتيريا في المدرسة لا تبيع هذا النوع من المشروبات غير أن الأولاد يشترونها من البقالات بالمال المخصص لهم للتصرف به في نهارهم· وتضيف: ''عانيت سابقا من حيوية ابني الفائقة للحد المتعارف عليه، فلجأت إلى تسجيله في نشاطات رياضية متنوعة لتفريغ طاقته في المكان المناسب، وقد نجح الأمر إلى أن استدعاني مدرب كرة السلة ليحذرني من إفراط ابني في تناول مشروبات الطاقة، لافتا نظري إلى أن هذه المشروبات خطر على صحة المراهقين''· وليست سلمى الوحيدة التي لا تعرف بمضار الإفراط في شرب هذا النوع من المشروبات، فكثير من الأولاد يشترونها من البقالات كما يشترون البوظة والشوكولاته والعصائر· ويؤكد شاب (فضل عدم ذكر اسمه) أنه يبادر إلى شرب علبة من مشروب الطاقة المفضل لديه ما إن يستيقظ، ليتبعها بخمسة أخرى موزعة على يومه، مشيرا إلى أنه لم يعد يتمكن من أداء عمله بدون أخذ جرعات من مشروب الطاقة· في الإطار ذاته، تقول أخصائية التغذية هنا صباغ إن هذا النوع من المشروبات صنّع في الأساس كي يستعمل من وقت إلى آخر وعند الحاجة فقط ولكبار السن· وتشير إلى الحالات التي تصبح فيها هذه المشروبات مؤذية كما في حالة الإفراط في تناولها، لتتحول إلى نوع من الإدمان عليها فيصبح عندها الشخص بحاجة إلى هذه المواد لتشعره بالنشاط حتى لو لم يكن يعاني من الإرهاق أو التعب· كما تظهر خطورتها لدى مزجها مع مشروبات غازية أخرى عصير، أو مشروبات طاقة أخرى، فتتضاعف قوة مشروب الطاقة بطريقة سلبية ما يجعلها مضرة جدا· وتشرح صباغ الأعراض التي يصاب بها المفرطون في تناول مشروبات الطاقة، وهي: دقات قلب سريعة، وارتفاع في ضغط الدم، والجفاف، وتأكسد بعض الخلايا، لافتة إلى أنها''عوارض قد تظهر منفردة أو متحدة، وفي كلا الحالتين تؤدي مع الوقت إلى تلف في بعض الخلايا الذي قد يسبّب بداية أو تفاقم بعض الأمراض''· وتفسر مضار تناول تلك المشروبات من قبل الأولاد والمراهقين، قائلة: ''لا يجب شربها من قبل الأولاد، لأن الأولاد لا يحتاجون إلى منشطات للطاقة· الولد يحتاج إلى الراحة عندما يستنفد طاقته ولا يجب أن يُجبر على العمل أو الجهد أكثر من طاقته الجسدية''· وتشير إلى أن هذا النوع من المشروبات تسبّب أرقا لدى الصغار ويمكن أن تؤدي إلى القلق والتوتر، خصوصا أن الولد ليس بحاجة لهذا الفائض من الطاقة· وتبين أن ''مشروبات الطاقة أو أي نوع من المنشطات تعطي طاقة جسدية، ولكن لا علاقة لها بالقدرة الفكرية· هذه المنشطات تستعمل عادة من وقت لآخر من قبل أشخاص راشدين يتعرضون مؤقتا لضغط عمل معيّن يستهلك طاقتهم بأكملها، وفي هذه الحالة فقط يمكن الاستعانة بمنشط للطاقة لفترة قصيرة تساعد على إتمام مشروع ما بوقت محدد''· وعمّا إذا كانت مادة الكافيين هي المؤذية، تقول :''إن مادة الكافيين بحدّ ذاتها غير مؤذية إذا استعملت بكميات معتدلة، بل لديها بعض الإيجابيات، ولكن حين تتعدى نسبا معينة أو عندما يتم مزجها مع مواد منشطة أخرى، يتضاعف مفعولها وتصبح مؤذية''· وتشير صباغ إلى أن المرضى الذين يعانون من ارتفاع في نسبة السكر في الدم (مرضى السكري)، ومرضى القلب، والحوامل عليهم الامتناع عن تناول مشروبات الطاقة، مشيرة إلى أن العبوات التي يكتب عليها ''خالية من السكر''، يكون قد استبدل السكر في مكوّناتها بمحلّي إصطناعي لا يرفع من نسبة السكر في الدم، ولكن هذا لا يعني أنها غير مضرة لمرضى السكري، لأن مريض السكري معرض لأمراض القلب أكثر من سواه، وتتأكسد خلاياه أكثر من سواه، ويجب أن يتجنّب أي شيء يمكن أن يفاقم تدهور وضعه الصحي· أما بالنسبة لمريض القلب، فتبين أنها مضرة كونها تتسبّب بتسارع دقات القلب وترفع من نسبة ضغط الدم، كما أن أكسدة الخلايا تؤثر سلبا على نسب الدهون السيئة في الدم مما يمكن أن يرفع من نسبة الكولسترول السيء (LDL)· وللحوامل، فإن مشروبات الطاقة ''غير مستحبة'' ويجب الابتعاد عنها قدر الإمكان، مضيفة أن كل المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من المنبّهات، مضرة للأم والجنين إذا استعملت بنسب عالية· وتشير صباغ إلى أن مكونات مشروبات الطاقة تختلف حسب المنتج ونوعه، لكن المشترك بينها هو المياه الغازية، بالإضافة إلى واحد أو عدد من العناصر المنشّطة كالكافيين والغوارانا والجنسنغ وسواها، بالإضافة إلى السكر أو المحلّي الإصطناعي· وعلى صعيد الخليج العربي، تقوم الإمارات بوضع مواصفات أو شروط للمنتج، من حيث المواد المكونة ونسب كل منها في العبوة، ويتحدث مدير إدارة المواصفات في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس سلطان المزروعي عن المشروع لـ ''دنيا الاتحاد''، ويقول:''ثمة مشروع لشروط تداول مشروبات الطاقة تعدّه الهيئة، وهو مشروع إماراتي خليجي''، مشيرا إلى أنه ''مشروع خليجي يُدرس إماراتيا''· وكانت دول منعت بيع مشروبات الطاقة مثل كندا، واستراليا، والدانمارك، وماليزيا وتايلاند، أما فرنسا فحصرت بيعها في الصيدليات· ويرى أن المشكلة في مشروبات الطاقة تكمن في ''الإفراط في تناولها أو الإدمان عليها''، مبينا أن الهيئة تضع لائحة المواصفات بناء على دراسات علمية تقوم بها اللجان الفنية المتخصصة وتعرضها على مجلس إدارة الهيئة في حال كانت هذه اللائحة اختيارية، أما في حال إلزامية اتباع نقاطها (شروطها) فستعرض على مجلس الوزراء ليقرّها، فيما تتولى الجهات الرقابية المعنية بمراقبة السوق استيرادا وانتاجا''· ويزيد المزروعي أن ''العمل جار حاليا على تحديد نسب مكونات مشروبات الطاقة والمواد المستخدمة في التصنيع، ويبقى منع استخدامها من قبل الأولاد والمراهقين من صلاحيات وزارة الصحة بحسب رؤيتها للجانب الصحي في الموضوع''· ويقول: ''إذا كان لا بد من منع بيع هذه المشروبات للأولاد أو لمن هم تحت السادسة عشرة من عمرهم، فإن الحكومة ممثلة بوزارة الصحة هي المعنية باصدار مثل هذا القرار· غير أننا لا نصدر أو حتى نعمّم المواصفات التي نتوصل إلى وضعها، إلا بعد موافقة كل الجهات المعنية الرسمية''· ويوضح المزروعي أن الهيئة تستعين برأي اللجان الفنية في الهيئة، ثم توزّع لائحة المواصفات على الجهات الرقابية وذات الاختصاصات المعنية لتبدي ملاحظاتها عليها، وإذا كان هناك ملاحظات تُردّ اللائحة إلى اللجان الفنية لدراستها وإلا تأخذ مجراها بحيث تعرض على مجلس إدارة الهيئة· الادمان فنون اعتدنا على ربط الادمان بالمواد التي نتناولها من قهوة وسجائر او شيشة وسواها بشكل لا يمكننا الاستغناء عنها· انما بوسعنا القول فلان مدمن على القراءة او مدمن على استخدام الانترنت ··· الادمان وان كان عل اشياء ليست مضرة يعبر عن نمط يتحكم بنا اكثر من سواه من الامور، وثمة من يرفض الادمان كمبدأ يتبعونه في حياتهم· إذا لاحظ محاربو الادمان ان ثمة نمطاً معيناً يحكمهم يسرعون للتخلص منه بناء على فكرة ان العقل اقوى من العادة السلوكية ويتبعون بقوة الارادة ان بوسعهم مثلاً ان يتخلوا عن القهوة الصباحية او السجائر من دون الشعور بالقلق والتوتر لاستغنائهم عنه