السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحب الأول··· مشاعر لا تخبو أ وهم كبير؟

الحب الأول··· مشاعر لا تخبو أ وهم كبير؟
3 نوفمبر 2008 01:24
الحب نقاء القلب وطهر الروح، دمعة فوق خد القمر، وأغنية حزن على شفاه النجوم· يقول الأديب إحسان عبدالقدوس: في حياتنا وهم كبير يسمى ''الحب الأول''· ويقول الشاعر نزار قباني: ليس هناك حب أول وثان وثالث··هناك حب عميق، وموقف مؤثر، ورحلة عشق بلا انتهاء· أما الفلاسفة فقد عبروا عن ذلك أيضاً· قال أفلاطون: الحب نقاء القلب، وطهر الروح ونسعى إليه دائماً· وقال سقراط: في الحب تكتشف ذاتك، لأن المرأة قادرة على إثارة أدق الأحاسيس الإنسانية في أعماقنا· فهل الحب الأول في حياتنا وهم؟ هل هناك اللحظة الأولى والخفقة العذراء، والقمر الذي يبكي على وسائد العشاق كل مساء؟ يحاول مجموعة من الشباب أن يعبروا عن آرائهم من خلال الإحساس بالحب الأول، هل هو حقيقة واقعة تحيا وتلازم العمر، وتبقى سنبلة خضراء في حدائق الحياة، أم يذبل مثل الوردة· ترى ماذا يقول هؤلاء؟! ميرنا ـ أ موظفة، تقول: لا شك أن كل فرد يمر بتجربة الحب الأول، أو يعايشها، ويلمس جوانب كثيرة منها، وقد تؤدي إلى الزواج، أو تتلاشى مع غياب شمس الظهيرة· تضيف ''مررت بتجربة الحب الأول، لكن العلاقة انتهت منذ مدة وتركت آثارها في قلبي، وتأثرت كثيراً، إنني أعاني من أثر هجر الحبيب، ولو تجددت العلاقة، فسوف أكون سعيدة، لأن الحب في رأيي للحبيب الأول، والحب الأول لا بد أن يؤدي إلى الزواج، سيما إذا وجد الترابط الفكري والتقارب الاجتماعي''· وتؤكد ميرنا أنها تضحك أحياناً من صورة الحب الأول التي نراها عبر الأفلام والمسلسلات العربية لأنها لا تعبر عن الواقع، وفي رأيها أن الحب الأول دائماً مشحون بالعذاب ويلازمه الحزن، مؤكدة أن هذا هو الحب الحقيقي الذي يترك أثراً في القلب، وليس مجرد أهواء وتلاعب بالمشاعر· ويعترف محمد ـ ع موظف قائلاً: مررت بتجربة الحب الأول، وتركت في قلبي آلاماً كثيرة، وسلبيات في علاقتي بالناس، ومن فرط هذا الحب الأول أهملت دراستي، وصرت شخصاً انطوائياً، وإذا جلست مع أسرتي أكون شارداً، وأحب أن أكون وحيداً، كما أن مشاعري رقيقة جدًا، أتأثر بكل شيء حولي· يضيف: حين خلوت إلى نفسي تأكدت أن هذا الحب الأول لن يؤدي إلى الزواج، لأن زواج الحب الأول ظاهرة نادرة وغير موجودة في مجتمعنا، وإذا تم مثل هذا الزواج يكون فاشلاً، وقد عبر إحسان عبدالقدوس في روايته''الوسادة الخالية'' عن هذه الظاهرة، حيث البطل لم يتزوج ''حبه الأول'' وأفاق من الوهم الذي سجن فيه حياته مدة طويلة· أما المدرسة مجد م فإنها تنفي وجود ما يسمى الحب الأول وترى أنه ليس من الضروري أن يمر الإنسان في هذه التجربة لأن من مساوئ ذلك إما الفشل أو الفراق وكلاهما يؤدي إلى صدمة نفسية في الحياة· وتعترف أنها مرت بتجربة الحب الأول لكنها عانت كثيراً، وفي النهاية تغلبت على أحزانها، مؤكدة أنها لن تعود مجدداً إلى الحب الأول لأنه فاشل ولا يؤدي إلى الزواج، بل ربما يؤدي إلى الجنون· تضيف: نصيحتي إلى الشباب، الذين يمرون بهذه التجربة الآن، أن يكونوا أقوياء أمام المشاكل والصعاب، ذلك أن الأيام سوف تذلل كل ما يعترض حياتهم حتى يوفقهم الله إلى ما فيه السعادة· وتقول سوسن ع: الحب الأول ليس أكذوبة، أو وهماً كبيراً، بل هو تجربة واقعية، ونحن قد نتأثر ونعيش، مع الأحلام والخيال، ولكن تجربتي كانت مريرة، لقد أدت تعاستي وجدانياً ونفسياً إلى فشل في الدراسة حيث توقفت عن الذهاب إلى الجامعة، لكنني تغلبت على ذلك وأصبحت أكثر قدرة على التحكم في الأمور ووضعها في نصابها الصحيح، وتعلمت الكثير، وأعتقد أن المرأة ليس من السهولة إقناعها بالحب الأول، لأن ذلك يتطلب دراسة وصبراً وتفاهماً عميقاً، وأتمنى أن تتوج كل المشاعر الصادقة الرقيقة بأحلام الزواج والحياة الجميلة، فليس هناك أجمل من هذه العلاقات العاطفية المملوءة بالحب والمثالية والقيم الرائعة، ومع صعوبة نجاح الحب الأول قد نلمح بعض النجاحات النادرة، وعلى كل حال فإن الحب وردة الربيع في كل فصول السنة· وترسم م ص هذه الصورة الوردية عن الحب الأول فتقول: الحب الأول تيار من السعادة يتدفق ويسري في أعماقنا، وقطرات من الدمع تسيل على وجه القمر، وفراشات حالمات يتكسرن عند منحنى الضوء، أضافت لقد عشت بعض هذه الأحلام، وتأكدت أنه ليس شرطاً أن يؤدي هذا الحب إلى الزواج، ربما يبدأ بالصداقة ثم يتحول مع الزمن إلى حب يعيش ويبقى ويقاوم المشاكل والصعاب التي تعترض حياة الناس، كما أرى أن الحب الأول يجب أن ينشأ من داخل المجتمع وليس من خارجه، بحيث ترعى الأسرة هذا الحب وتدعمه وتسانده، وهنا يصبح الحب الأول له شرعية مؤقتة حتى يتوافق مع العادات والتقاليد في مجتمعنا الشرقي· مذاق خاص يحدثنا المهندس م أ عن تجربته مع الحب الأول، فيرى أن له مذاقاً خاصاً، لأنه يحول الإنسان من مراهق إلى شاب يعتمد على عقله وفكره ولباقته، ويشعر أن هناك تطوراً في نظرته للأمور، كما أن الحب الأول كما يقولون يبصر الإنسان على كل ما هو جميل في الحياة، فأنت إذا أحببت وجدت نفسك تحب الزهور والقمر والسماء والطيور والشجر، وقد يؤدي هذا الحب إلى النظرات المستقبلية للحياة، حيث يرتبط الاثنان معاً في رحلة حب تعيش أبد الدهر، وأشار إلى أن الشعراء الأقدمين أحبوا أمثال قيس بن الملوح، وجميل بثينة، وعنترة بن شداد، ومن عاشوا تجربة الحب الأول تركوا لنا في ديوان الشعر العربي أعمالاً أدبية رائعة ما زالت عابقة بنسائم الحب، ذلك أن الحب هنا تجاوز للحياة، انطلاقة ونجاح وفروسية وإبداع
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©