الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران ومرشحو انتخابات الرئاسة

8 مايو 2013 23:27
جيسون ريزيان طهران في إيران ليس كل شخص يُسمح له بتولي الرئاسة في البلاد، لكن في المقابل الجميع يستطيع التقدم بترشيحه وتجريب حظه، لذا يمثل تزاحم المرشحين في صفوف طويلة يوم الثلاثاء الماضي أمام مقر تلقي الترشحيات فرصة للاطلاع على مدى الغموض وعدم اليقين الذي يلف الانتخابات الرئاسية التي لا يفصلنا عنها سوى ستة أسابيع. فبانتهاء ذلك اليوم كان 62 مرشحاً قد سجلوا أسماءهم رسمياً، فيما يُنتظر انضمام مئات الآخرين خلال الأيام المقبلة قبل انتهاء مهلة التسجيل يوم السبت القادم. لكن في النهاية، ورغم الإقبال الكثيف على الترشح، فقط بضعة أفراد سينجحون في البقاء على القائمة النهائية، مع تولي مجلس خاص مهمة فحص الطلبات واستبعاد الكثير منها، وهو المجلس الذي يعينه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، ويعكس رغبته النهائية. ويرى بعض الخبراء أن الترشح للانتخابات الرئاسية في إيران، ومتابعة مجرياتها يوفر فرصة للمرشحين للاقتراب من أصحاب النفوذ والقرار واختبار قدرة المؤسسـة الدينيـة الرسمية في البـلاد علـى قبـول مرشحين من خـارج التيار السائد. ولعل من بينهم «علي رحيمي»، الجراح البالغ من العمر 59 سنة الذي تقدم بترشيحه قائلاً: «أعتقد أن مؤهلاتي تتجاوز بكثير الشروط المفروضة، لذا أريد التعرف إلى الحجة التي سيتم بها إقصائي من الانتخابات». و«رحيمي»، الذي يتقن الإنجليزية، تخرج من جامعة أميركية، ويحمل الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى الألمانية والإيرانية، مؤكداً أنه سيعمل على رأب الصدع في العلاقات المتوترة بين بلاده والولايات المتحدة «التي استمرت طويلاً حول أشياء تافهة»، كما يقول. وتبقى حظوظ أغلب المرشحين في الوصول إلى القائمة الأخيرة لخوض الانتخابات ضئيلة للغاية لدرجة أن الرئيس نجاد واجه سبعة خصوم فقط في الولاية الأولى، فيما تقدم أكثر من ألف شخص بطلبات الترشح. ويرى البعض في إيران أن الوقت قد حان لتغيير قانون الانتخابات الرئاسية في البلاد، لأن الإجراءات الحالية التي تسمح لهذا العدد الضخم من الأشخاص بالتقدم بطلبات الترشح تسيء لسمعة إيران، لكن مشروع قانون طرح في السابق على البرلمان فشل في الحصول على تأييد النواب. والنتيجة أن انتخابات السنة الجارية ستشهد نفس العدد الكبير لطلبات الترشح، وبموجب الدستور الإيراني يتولى مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يضم 12 شخصاً عملية اختيار مرشحي الانتخابات وإقصاء من لا تتوافر فيهم الشروط، مثل الحصول على قدر من التعليم والولاء التام، لمبادئ الثورة الإسلامية والنظام السياسي، لكن الخطوة الأولى لتقديم الترشح، تبقى مفتوحة أمام الجميع دون استثناء، حيث طُلب إلى العدد الكبير الذي اصطف أمام مقر وزارة الداخلية المكلفة تلقي الطلبات الترشح أخذ رقم وانتظار الدور ليساقوا لاحقاً إلى قسم خاص بالانتخابات لاستكمال الملف وتعبئة الطلب وأخذ البصمات. ورغم أن العديد من الأشخاص غير المعروفين سجلوا أسماءهم في قائمة الانتخابات، كانت هناك أيضاً وجوه معروفة تنتظر حسم موقفها من الترشح مثل الرئيسين السابقين، محمد خاتمي، وأكبر هاشمي رفسنجاني، بالإضافة إلى كبير مستشاري الرئيس الحالي، إسفنديار رحيمي مشائي. وفي حال قرر أحد هذه الشخصيات الترشيح رسمياً للانتخابات سيكون لذلك تأثير على مجرى الانتخابات التي لم تفرز حتى الآن مرشحاً كبيراً ينافس على المرتبة الأولى. ومن بين الأسماء المعروفة التي سجلت اسمها كان حسن روحاني، كبير مفاوضي إيران السابق وأحد المعتدلين السياسيين، والذي يقال إنه يحظى بتأييد رئيسين سابقين، لكن هناك أيضاً من استغل عملية الترشيح المفتوحة لخطف الأضواء لا أكثر مثل علي ناصري الذي اعتلى المنصة، وهو يرتدي ملابس خُطت عليها آيات من القرآن، كما حمل باقة من الورود وعلم الجمهورية الإسلامية، وأيضاً توشح بكفن في إحالة إلى استعداده للتضحية بنفسه دفاعاً عن الوطن، لكن بعد بضع دقائق من الاستعراض لحق به حراس الأمن الذين طالبوه بإفساح المجال أمام بقية المرشحين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©