الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخيمـة ملاذ الأجداد ومتعة السواح

الخيمـة ملاذ الأجداد ومتعة السواح
3 نوفمبر 2008 01:26
أبوظبي- ضمته تحت سقفها وبين سواترها مئات السنين قبل ظهور بيوت سعف النخل والطين وغيرهما، فكانت أمانه المتنقل حيث حلّ وارتحل· والخيمة أول ما كان يحمله البدوي من متاعه بعد الزاد خلال ترحاله في البوادي سعيا وراء العشب والماء· ولذا احتفظت الخيمة بمكانة ''عظيمة'' في وجدان الإماراتي، وظل يحرص على المحافظة على استمرارها كتفصيل تراثي حميم يتصل بالملاذ السابق لآبائه وأجداده· إلى ذلك، يقول مضيف خيمة القرية التراثية في نادي ''تراث الإمارات'' أبوعبدالله: ''كان أجدادنا يقيمون في الخيام التي لم تكن تختلف فيما بينها من حيث اللون والنوعية، فجميعها تحاك من الصوف بلون الرمال أو القهوة، وبرسوم متشابهة كخطوط عرضية أو طولية، إنما تختلف في الحجم، فثمة خيمة مثلثة أو مربوعة أو مخمسة، أي مرفوعة بعدة أوتاد تفصل بين مجلس الحريم ومجلس الرجال ومكان النوم· بينما الخيمة المسدوسة تكون سكن شيخ القبيلة أو كبير القوم، حيث تضم إلى جانب أماكن النوم والمجالس، مكانا مخصصا لضيوفه والدخيلين في حماه''· ويصب أبو عبد الله فناجين القهوة للضيوف، ويضيف: ''تبعا لأهمية الخيمة ودورها في حياة أجدادنا، وبهدف المحافظة عليها كموروث شعبي قديم، فإن الخيام التي تسمى في البلاد العربية ''بيت الشعر'' تنتشر في كافة أماكن ومرافق ''نادي تراث الإمارات'' سواء بشكلها التقليدي القديم أو الجديد المطوّر، حيث يقصدها آلاف الزوار والسياح للاستراحة داخلها وتناول مختلف أنواع التمور وأصناف الحلوى الشعبية والقهوة، والتمتع بالضيافة العربية''· إرث شعبي ترى مهندسة الديكور فوزية المزروعي أنه لم يعد للخيمة في العصر الحالي وجود فعلي إلاّ في البوادي· تقول:''غابت الخيمة نتيجة للنهضة العمرانية التي تشهدها الدولة، لكن تمسك ابن الإمارات بتراث أجداده جعله يُدخل الخيمة إلى مزرعته وحديقة بيته، وهناك من جعلها ضمن التصميم الداخلي لسكنه، تأكيداً على كونها إرثاً خاصاً وعاماً في آن معاً''· وتلفت المزروعي إلى أن ''صناعة الخيام اليدوية كانت إحدى الحرف المحلية التي جاهدت للبقاء والاحتفاظ بهويتها كفن يدوي، لكن التطور السريع في تكنولوجيا الصناعة النسجية أعاد الخيمة إلى الواجهة مجددا وإن من خلال الآلة لا الحرفة اليدوية، وباتت متوفرة بأشكال وألوان وتصاميم عصرية جميلة، ودخلت في ديكور القصور والفلل والمؤسسات والأندية''· رحلة الخيمة ويؤكد المسؤول في شركة لصناعة الخيام محمد البداد أن ''تعديلات عديدة طرأت على الخيمة القديمة، لتلبي الاحتياجات العصرية، فحلت محلها الخيام المطبوعة والمعالجة صناعيا، والتي تنسج بساعة زمنية واحدة فيما يحتاج نسج الخيمة اليدوية شهراً حيث تمر بعدة مراحل، فبعد غزل الخيوط، تدخل إلى مرحلة الصباغة، ومنها الألوان الطبيعية التي تؤخذ من النبات كالحناء والزعفران والكركديه وقشور الرمان، حيث يوضع النبات في الماء المغلي إلى أن يتلون ثم يصب في حوض الصباغة، لتصبغ خيوط الخيمة باللون المطلوب، وبعدها تجفف وتقدم إلى النساجين لتبدأ مرحلة النسج، عبر عقد خصل الصوف حول خيوط ''السدى'' وتقص الخصل المكونة للخميلة أو الوبرة، لإظهار الرسوم المنسوجة في حال كانت الخيمة مزخرفة أو ملونة''· وعن طريقة تثبيت الخيمة في الأرض الرملية أو سواها، يقول البداد: ''تعتبر الأثافي الخشبية أو الأوتاد المعدنية ركائز الخيمة، التي تتألف بدورها من أربعة جدران وسقف وأرضية شأنها شأن الغرفة الحجرية· تُضرب الأثافي الأربعة في عمق الرمل وتوثق بحبل سميك وتُشد جيداً، بحيث تبدو على شكل مستطيل، ثم تضرب ثلاثة أوتاد من كل جهة، بحيث يصل بين كل وتدين عمود أفقي يُلقى فوقه قماش الخيمة، ثم توثق الأعمدة الأفقية بقماش الخيمة الداخلي، لئلا تهزه الرياح''· خيام معاصرة ويبحث سياح زائرون لأبوظبي بمجرد وصولهم إلى الأماكن السياحية ومرافق الإمارة، عن الخيمة العربية، ليستلقوا بين أحضانها ويتمتعوا بمشاهدة محتوياتها، وفق السائح شانت ميرياني الذي يقول:''نقصد الخيمة مع الوفد السياحي لالتقاط الصور التذكارية والاستمتاع بالجلوس فوق الفراش الملون الأنيق، ونستند إلى الوسائد المريحة، لنستمع إلى شروحات الدليل المشرف، بينما نحتسي القهوة العربية الشهيرة''· وتقول سالبي آرمينو (سائحة) ''أجد راحة لامثيل لها خلال جلوسي في الخيمة سواء كانت في الصحراء أو أماكن السياحة، فضلاً عن التمتع بجمالياتها الفنية وألوانها ورسومها البديعة التي دفعتني بعد زيارتي السابقة لأبوظبي إلى شراء خيمة صوفية لبيتي في هولندا''· ولا يختلف الأمر لدى المقيم العربي في الدولة، إذ لاتقل عنده متعة الجلوس في الخيمة العربية حيث نُصبت، تقول رحاب السيد (موظفة): ''يعجبني في الخيام ذلك التداخل والتماهي الجميل بين الخيمة القديمة ''بيت الشعر'' والخيمة الملونة المعاصرة التي تتواءم ومعطيات العصر''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©