الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سنة أولى مدارج!

15 يونيو 2018 03:18
لأن المرأة كائن جميل فهو لا يدخل مكاناً إلا ليضيف إليه شيئاً من شذى الريحان وعطر الياسمين، ويحوله من مكان أجوف بلا رائحة ولا لون إلى بحيرة يقفز فيها سمك السلمون وتحوي كنوز الدنيا، ولأن هذه المرأة تسعى منذ أمنا حواء إلى حشر أنفها في كل ما يعني الرجل ـ وإلا لما كنا خرجنا من الجنة ونزلنا إلى هذه الأرض ـ فإنها أصبحت تنافس الرجل على الحضور بقوة داخل مدرجات الملاعب بل أصبحت تصيح وتهتف أكثر من الرجل، خاصة أن حبالها الصوتية متعودة على هذا الفعل بحكم كثرة الشؤون المنزلية وهرج الصغار داخل البيت، وبالتالي صار حضور النساء في الملاعب ظاهرة عالمية شدت إليها الأنظار، وفرضت نفسها على المشهد الرياضي في قلب أكثر من حدث. ونحن لا نذيع سراً عندما نعتبر المرأة العربية بصفة عامة ما زالت سنة أولى ابتدائي في علاقتها مع المدارج، برغم أن هذه المرأة هي الأكثر طلباً للمساواة مع الرجل في كامل أرجاء العالم، وكان من الطبيعي أن تكون المرأة في بلدان شمال أفريقيا أكثر حضوراً في المناسبات الرياضية، بحكم أنها كسرت القيود مبكراً، وفكت طلاسم عقلية الرجل قبل غيرها، وصارت تقاسمه المأكل والملبس والملعب بلا عقد، فأصبحت جزءاً لا يتجزأ من الصورة حتى أنه في تونس ـ مثلاً ـ تشجع الدولة الحضور النسائي في الملاعب ـ على عكس حضورها في المسارح أو دور السينما أو معارض الكتاب والمنتديات الفكرية ـ حتى وصل بها الأمر إلى إعفاء المرأة من أي معلوم مادي لدخول الملاعب، بما جعل الرجل الذي كانت مشكلته الأزلية مع زوجته هي مباريات الكرة، يجد في هذا القرار متعة لا توصف، برغم إدراكه بأن شؤون العائلة ونظامها سيضطرب بعض الشيء.. أما المرأة فلم تجد في هذا القرار غير الانتصار لذاتها والانتقام من الرجل الذي كان يتركها عشية كل أحد ليتلهى بمعشوقته الثانية «الكرة»، وأكيد أن حضورها في الملاعب هو انتصار للحب الثاني على الحب الأول، وفوز بالضربة القاضية على «ضرة» آن لها أن تخفي رأسها في الرمل.. وبالتالي لا غرابة في رؤية عائلة بطم طميمها داخل الملعب، طالما الوالد يدق الطبل، والوالدة ترقص على كل الأنغام، والأطفال يصفقون ويؤكدون بالصوت العالي «الله يدوم هذه النعمة». بقي سؤال وحيد لكنه مهمّ يقول: من يحرس الدار؟ على جناح الأمل في قلب مدرجات المونديال ستركز الكاميرا على الحسناوات المتناثرات في الأرجاء، وقد تعلن بعض القنوات عن مسابقة لأجل لاختيار الأجمل، وقد تستعر حمى الاختيارات في مختلف أرجاء الأرض لاختلاف الذوق والرؤى، لكن صدقوني لن تجدوا امرأة أجمل من أمي وهي تحوم كالفراشة داخل الدار لتوزع رائحة البخور المتصاعد من كانونها، ولن تسمعوا أفضل من دعائها للمنتخب بالنجاح والتفوق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©