الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتياجات المراسل الحربي بين معارك كوريا والعراق

15 يناير 2006

ما الذي يحتاجه المراسل الحربي في عمله الخطر داخل بؤر التوتر والصراعات والحروب؟ يختلف الامر كثيرا بين الماضي والحاضر من حيث تنوع المعدات وكلفتها· ففي تحقيق نشرته ليز كوكس في مجلة Columbia Journalism Review عرضت لما كان يحتاجه المراسل عند تغطية الحرب الأهلية الصينية بين العامين (1946 و1949)، من واقع ما كانت تتضمنه جعبة المراسل سيمور توبنغ، وهي عشرة اغراض: آلة طباعة صغيرة من نوع 'هرمس'، معطف للوقاية من المطر، بطانية، كاميرا 35 ملم، مصباح كشاف آلي، سكين، عقار 'السلفا' المضاد للأمراض البكتيرية حيث لم تكن المضادات الحيوية قد اكتشفت في حينها، حبوب لمنع الإسهال، جعبة مليئة بالعملة الفضية للامبراطورية الصينية، وقبعة صوفية يمكن تغطية الوجه بها ليلا للحماية من القوارض مثل الجرذان التي اشتهرت بها الصين·
وكان المراسل سيمور توبنغ يكتب الرسائل السريعة للوكالة العالمية للأخبار عند تواجده في المدن· وهو يتبوأ اليوم منصب أستاذ في قسم الدراسات العليا الصحافة العالمية في جامعة كولمبيا، ويشير إلى أنه كان يطبع تقاريره ويسلمها لأي مركز بريد صيني قائلا: 'لم أكن أعلم حينها اذا كانت الرسائل تصل أم لا'·
اما اليوم فإن احتياجات المراسل الحربي، اصبحت اكثر تنوعا وكلفة ويمكن ايجازها بالتالي:
أول الاحتياجات هي بوليصة التأمين المكلفة جدا· وتتضاعف قيمة بوليصة التأمين على حياة المراسل الحربي وفقا للشهرة التي يحصل عليها خلال سنوات عمله· وتتفاوض وسائل الاعلام قبل كل مهمة صحافية في مناطق الحروب مع شركات التأمين على القيمة المضافة على بوليصة التأمين وفقا لتقديرات شركات التأمين حسب المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الصحافي هناك·
وفي تقرير نشرته صحيفة التايمز اللندنية جاء ان شركات التأمين البريطانية الكبرى مثل 'نورويتش يونيون' و'ليغال اندغلوستر' و'برادنشال' و'ستاندارد لايف' وغيرها من الشركات الصغرى مثل 'سكوتيشبرو فيدنت' و'ماركس اند سبنسر' و'فايننشال سرفيس' و'سكوتيش اكيتابل' و'ليفربول فيكتوريا' و'فريندز بروفيدنت' رفضت توقيع عقود تأمين على حياة الجنود ووسعت نطاق قرارها ليشمل مراسلي الحرب من مصورين وصحافيين من الذين عملوا على تغطية الحرب ضد العراق·
وقد تزود المراسلون الحربيون في العراق كما في دول النزاعات الأخرى بالمعدات الحديثة التي تحميهم من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين· ومع اختلاف نوعية المعدات المستخدمة تختلف المبالغ المرصودة لتجهيز المراسل الحربي بين 16000 و35000 دولار اميركي· ومن المعدات التي يحملها المراسل ما هو للرأس والجسم وما هو للاستعمال الشخصي ولضرورات الحياة اليومية· فيحمل المراسل في جعبته قناعين واقيين من الغازات (بين 150 و250 دولار)· وأقنعة للوقاية من الاسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية كالتي يحملها مراسلو 'أن· بي· سي·'·
ويحمل المراسل عبوة للمياه (زمزمية)، وقبعة قتالية مصنوعة من الكربون المقوى (200 دولار)، بالإضافة إلى قبعة للوقاية من الشمس (62 دولارا)، وقبعة تزلج تلبس تحت القبعة (8 إلى 20 دولارا)· ومن الضروري التزود بنظارات شمسية (40150 دولارا)، ومنديل رقبة يستعمل كماسح للعرق وغطاء للرأس (5 دولارات)· أما لحماية الجسم فيجب امتلاك بدلتين واقيتين من المواد الكيماوية (55 دولارا)، وسترة واقية من الرصاص (500 الى 1800 دولار)· وحزام لوضع الاموال يتسع لمبلغ بين 10000 و15000 دولار أو يورو· وذلك لتغطية مصاريف شهر بكامله ويشمل مصاريف السكن، المأكل، استعمال المراكز الصحافية، خدمات السائق والتنقلات، خدمات المترجم، وحقيبة ظهر متينة لحمل الأغراض الضرورية عند التجول (350 دولارا)·
ويحتاج المراسل لكيس للنوم يتلاءم مع كل الفصول (200 الى 400 دولار)، مع ملاءة ارضية ذاتية النفخ (40 الى 75 دولارا)، ومجموعة لزرمان للسكاكين والمقصات وأدوات للطعام (45 الى 70 دولارا)· ولأن المراسل الحربي قد يمضي وقتا طويلا لا يغتسل فهو بحاجة للمناديل المرطبة (4 دولارات)، ومنبه صغير (25 دولارا)·
أما معدات الاتصال التي يحتاجها المراسل الحربي فهي تلفون عبر الاقمار الصناعية 'ثريا' ثمنه 80 دولارا، بطارية (50 دولارا)، شاحن بطارية للسفر (20 دولارا)، برامج كومبيوترية (سوفت وير) وشريطان ناقلان للبيانات (200 دولار) بالاضافة الى الكمبيوتر والتلفون الدولي، والكاميرا الرقمية·
وانتشرت بين الصحافيين في حرب العراق تقنية الفيديو فون وهو الهاتف الذي يبث بالصوت والصورة عبر الأقمار الاصطناعية·
وهناك أيضا G4 أو الجيل الرابع للاشارة من النماذج الجديدة من أجهزة الكومبيوتر النقالة من نوع 'ماكينتوش'· وهي الأمثل لإجراء عمليات المونتاج بسبب شاشتها الكبيرة وقدرتها العالية على تنفيذ الغرافيكس بكلفة منخفضة جدا نسبة إلى كلفة الاستوديو النقال التقليدي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©