يشهد فصل الصيف تحسنا في أعمال إدارة وصيانة العقارات، خاصة الفلل، وأعمال تنسيق الحدائق، فضلا عن أعمال متابعة تحصيل الإيجارات والتواصل مع المستأجرين أو الملاك المسافرين، بحسب مسؤولين بشركات إدارة العقارات.
وأرجع عاملون بالقطاع ذلك إلى الضغط الذي تسببه حرارة الصيف على المرافق بالمنازل والفلل، مثل أنظمة التكييف، وكذلك طول فترة الإجازة الصيفية هذا العام، وتوقع امتداد سفر بعض العائلات إلى مابعد شهر رمضان المبارك، ما يعني حاجتهم لمتابعة المنازل أثناء غيابهم لهذه الفترة الطويلة.
وتشمل أنشطة شركات إدارة العقارات العديد من المجالات منها التأجير، وإعادة البيع، والصيانة، والتنظيف، وهندسة المناظر الطبيعية، وخدمات المسابح، وإدارة مراكز الصحة واللياقة البدنية، وخدمات الاستشارات في التصميم والتطوير، فضلا عن إدارة مركز خدمة العملاء، بالإضافة إلى مجموعة متنامية من الخدمات المتخصصة.
وقال عبدالله سعيد القمزي عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة «خدمة» المتخصصة في إدارة العقارات إن كافة النشاطات التي تتعلق بالقطاع العقاري تأثرت بالأزمة، إلا أن قطاع الإدارة ربما يكون أفضل نسبيا من قطاعات أخرى.
وأوضح عاملون بالمجال لـ«الاتحاد» أن فترة الصيف تشهد سفر كثير من العائلات للخارج، حيث يفضل بعض المسافرين إجراء بعض عمليات الصيانة خلال فترة سفرهم للخارج، فضلا عن أعمال تنسيق الحدائق، إضافة إلى رغبة بعض الملاك في القيام بفحوصات دورية لمنازلهم وفللهم الشاغرة بهدف ضمان سلامتها من المشاكل والأضرار المختلفة خلال الصيف.
تجاهل الأزمة
وقال عبدالله سعيد القمزي “طالما يوجد مبني فسوف يحتاج إلى صيانة وخدمات أمن ونظافة”، موضحا أن الشركة تعتمد في نشاطها على جدول زمني محدد يتم الاتفاق عليه مع المالك، بما يضمن تنسيق الأعمال طوال العام. وقال القمزي إن بعض العملاء قد يفضلون تنفيذ أعمال الصيانة خلال فترة سفرهم، عبر اسناد المهمة لشخص موثوق به، وبالتالي فإن هذا التوجه يختلف من عميل لآخر، وأضاف أنه من ناحية أخرى فإن زيادة الضغط على أجهزة التكييف خلال أشهر الصيف، يسهم في مزيد من النشاط بنشاط الصيانة في هذا الجانب.
وأوضح القمزي أن دخول عدد كبير من المشروعات العقارية الجديدة خلال الفترة الحالية سوف يسهم في انتعاش ونشاط الأعمال بشركات الإدارة المتخصصة، خلال الفترة المقبلة.
وأوضح القمزي أن نشاط الشركة في مجال إدارة العقارات يشمل تقديم نحو 16 خدمة منها الصيانة، والتنظيف، والتأجير، فضلا عن إدارة مركز خدمة العملاء، بالإضافة إلى مجموعة متنامية من الخدمات المتخصصة.
وكانت شركة “صروح العقارية” قد أطلقت شركة “خدمة” المتخصصة في خدمات الإدارة الشاملة للعقارات العام الماضي بالتعاون مع شركة “كابيتال للاستثمارات المحدودة”.
وتدير “خدمة” نحو 1500 فيلا تابعة لصروج فقط، بخلاف المشاريع الأخرى، من بينها الفلل بحدائق الجولف وقرية ساس النخل وقرية الخالدية والوحدات التجارية ببرج الخالدية/الكورنيش بأبوظبي، وقرية العيون بالعين، بالإضافة إلى برج ليك شور بدبي، وتقدر قيمة العقارات التي تديرها الشركة حاليا بنحو 3.5 مليار درهم.
عروض خاصة
من جانبه قال تشارلز نيل الرئيس التنفيذي لشركة لاندمارك العقارية “طالما ترافقت فترة الصيف بالقلق حول مسائل إدارة العقارات، إذ تولد فترة الغياب الطويلة خلال فترة الصيف حاجة متزايدة على الخدمات والتسهيلات لتلبية احتياجات الملاك على اختلافهم وتنوع مطالبهم”.
وأوضح نيل أن الملاك يحتاجون عند سفرهم خلال فترة الصيف إلى القيام بفحوصات دورية لمنازلهم وفللهم الشاغرة بهدف ضمان سلامتها من المشاكل والأضرار المختلفة والتأكد من إجراء الترتيبات الخاصة بالحدائق، وسقاية النباتات، وصيانة أحواض السباحة. وأضاف “بالنسبة لملاك العقارات المؤجرة، فإن الهم الأكبر هو كيفية إدارة استفسارات وتساؤلات المستأجر وعملية تجديد عقود الإيجار خلال فترة عطلة الصيف، بالإضافة إلى ضمان الحافظ على عقاراتهم بحالة ممتازة”.
وقال نيل ان الكثير من العائلات تترك منازلها وعقاراتها شاغرة خلال فترة الصيف، ومع حلول رمضان في شهر أغسطس هذا العام، فمن المحتمل أن تبقى الكثير من العائلات بعيداً عن منازلها وعقاراتها لمدة شهرين أو أكثر، مؤكدا ضرورة اهتمام الملاك برعاية عقاراتهم والحفاظ عليها على مدار العام لضمان صلاحيتها واستمرارية تدفق العائدات من هذا الاستثمار.
وكانت لاندمارك قد أعلنت مؤخرا عن عروض خاصة لإدارة العقارات للمسافرين خلال فترة الصيف.
استقرار الأسعار
من جهته أوضح يوسف التميمي رئيس شركة الكنز لإدارة العقارات أن أسعار الخدمات المرتبطة بالعقار تشهد استقرارا حاليا، حيث لم تشهد أي ارتفاع أو تراجع رغم الانخفاض الطفيف في أسعار العقارات والإيجارات بالعاصمة.
إلا أن التميمي توقع ارتفاع وشيك في أسعار أعمال صيانة العقارات فور انتهاء المهلة التي منحتها بلدية أبوظبي للمكاتب الاستشارية الهندسية والشركات بمختلف أنواعها، لنقل عمالهم من داخل أبوظبي إلى المناطق المخصصة للعمال بالمدن العمالية الجديدة خلال 3 أشهر بدأت من يونيو الماضي.
وأوضح التميمي أن تكلفة العامل حاليا قد تزيد بنسبة 50%، وهو ما سوف ينعكس بالطبع على أسعار الخدمات العقارية المختلفة وفي مقدمتها أعمال الصيانة.
وكانت بلدية مدينة أبوظبي قد دعت مؤخرا ملاك المباني التجارية والفلل السكنية والعقارات في الأحياء السكنية والتجارية لعدم تأجير الممتلكات لفئة العمال بشكل فردي أو جماعي، وأكدت أهمية عدم تغيير أو تعديل تصاميم وهياكل المباني لهذا الغرض.
ودعت البلدية جميع الشركات والمؤسسات لتسوية أوضاع العاملين بها، وتوفير السكن المناسب لهم خارج الأحياء السكنية، وذلك حرصا على أمن وسلامة المجتمع وللحفاظ على المظهر المتميز لمدينة أبوظبي، مؤكدة أن جهات الاختصاص وفرت لهذه الفئات مرافق ملائمة في مناطق مخصصة لسكن العمال، بها كافة معايير السلامة والأمن والخدمات.
عدد اليوم
