الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجد ليُتوج

9 مايو 2015 22:55
وهمست المنصات في أذن صفحات التاريخ، قائلةً: بعض قصص المجد لا تنتهي أبداً. في بوستر التتويج، صاحب الملامح الهادئة يقف على طرف الصورة مثل الظل دون أن تلاحظ وجوده، كما لو كان موقعه يجسد عمله الصامت الذي كان نتاجه ترانيم فرح وسط صراخ البعض وتظلمهم، سيحتفظ المحبون بـ«بوستر الثانية عشرة»، لكن التاريخ وحده سيتذكر من كان سبباً فيه. يذهب بطلٌ للدوري ويأتي آخر ليسطر اسمه بحروفٍ من ذهب ويختفي في دفء الوسط تاركاً المنصة لبطلٍ ذي رغبة أكبر، وتدور معظم أندية الدولة وسط حلقةٍ مفرغه من نجاحٍ يسبقه ويخلفه الفشل وغياب الحافز، وهذا أمر طبيعي خصوصاً إذا كان النجاح غاية تذهب نشوتها ولذتها بعد تحقيقها. ولكن الأمر يبدو مختلفاً مع زعيمٍ لم يتعامل مع الذهب كترفٍ لا يدوم حيث أصبحت المنصة محطة لمنصةٍ أخرى والتتويج فاصلٌ للتاريخ لكي يلفظ أنفاسه ويدون إنجازه، قبل أن يحل بمنصة أخرى، أما البطولة فليست بالغاية بل هي أسلوب حياة اعتاد عليه الزعيم منذ الأزل. وحينما تدفع الأندية قيمة فريق مميز بمئات الملايين، وتجلب البطولات المحلية ثم تختفي، فإن النجاح يكون عبارة عن «سعر» يستطيع الغير دفعه. ولكن عندما يكون فريقك ضيفاً ثقيلاً أينما حل وارتحل وطرفاً دائماً في أي صراع دائر على اللقب رغم اختلاف الأزمنة والأشخاص، فتلك هي «القيمة». وما بين «القيمة» و«السعر»، ملحمة من البذل دونها المجد بـ12 نجمة في صفحات التاريخ. همسة: العين دائماً هو الداعم الأول للقرارات التي تصب في مصلحة الكرة الإماراتية، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس نادي العين، رئيس هيئة الشرف. وحنكة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس نادي العين ، نائب رئيس هيئة الشرف، جعلت من نادي العين هو صاحب الريادة، من حيث دعم المنتخبات والأندية باللاعبين، نادي العين هو شريان كرة القدم في الإمارات، فخر وطن، رمز مدينة، عشق أمة. سعيد بن عبيد الكعبي العين ما تشبع نظر نعم غداً يوم آخر على الجميع، إلا على العيناوية، غداً يعني بطولة أخرى، ومفهوم حصد البطولات لدى العين يتقارب مع مفهوم المشي، لقب ينقلني للآخر من دون توقف، في حضرة العين ترى الجميع مرفوعي الرأس، فالعين مثل السماء كلاهما مرتفع ومملوء بالنجوم. عزيزي اللاعب الطموح، عندما تأتي إلى العين، فإنك تتحصل تلقائياً على «لستة» خاصة من الامتيازات البنفسجية، قد لا تجد في العين فيلا في جزيرة، ولا شقة في برج عالٍ أو العديد من الملاهي نهاراً أو بعد منتصف الليل! لكن سنضمن لك أشياء عدة إذا قدمت لنا التالي، الروح، الإصرار، العزيمة، لتغنم بعدها بالتاريخ، المجد، الجماهير، تشريف الوطن، والخاصية الأهم أن يتكرر جميع ما سبق في كل موسم!. وعاد الدرع الضال إلى داره مضروباً به المثل (أعن له عنة الدرع للعين ما ذاق درع العين ذقته هنيا)، وما زال الزعيم ينادي: هل من مزيد؟ لم تكن العودة ميسرة للغالي إلى بيته، ولكن لأنه العين دائماً نرى من خلاله الأشياء أكثر سهولة، والخصوم أقل قوة، اعتمد الزعيم في هذا الموسم على مقابلة التحدي بالتحدي، ليرغم التحدي على الانحناء فنجح وأجاد تقديم دور المعلم مثل عادته. الدرس الأول: أن لا تفشل مهما كان سقوطك مؤلماً، الدرس الثاني: أن تبقى في المنافسة مهما كانت الظروف، الدرس الثالث: أن تتفوق محلياً وقارياً، وهنا لا مجال للإضافة، فقط تأمل وتعرّف، وإن كنت تقلل من هذا الشيء تذكر بأن العين حققها بدكة البدلاء، انتهى الفصل الأول!. في الختام.. النظرة الضيقة للتفاصيل المظلمة تسيء لجمال اللوحة.. أنظر لها بمنظور أوسع، تأمل تمازج الألوان، فليس هناك لون طاغٍ، وليس هناك لون شاذ، ستجدها خالية من العيوب، شكراً للإدارة واللاعبين والمدرب والجماهير، جميعكم ساهمتم في رسم هذه اللوحة الخلابة. أحمد الدرمكي أعذار الغياب واهية عندما يسدل الليل آخر ستائر النهار، ويلملم النهر قطراته التي ألهثتها ساعات الظهيرة، وعندما تنكمش أوراق الأشجار على بعضها البعض، في محاولة لبث الدفء في أوصالها التي ترتعش من شدة البرد، وعندما يهدأ الجميع، ينام الجميع، هنا وفي وسط كل ذلك الهدوء، يقف الحارس الأزلي لكرة الإمارات مستشعراً قيمته الحقيقية وواجبه تجاه جمهوره ووطنه، اسم الزعيم لم يأت من فراغ أو من لقب أطلقه كاتب أو معلّق مباراة أبداً، بل تحصّل عليه بتفان كبير وبتضحيات أكبر وبعزيمة فولاذية استمدّها من قوّة مسؤوليه وطموحات محبيه والقائمين عليه، أن يكون الزعيم المستيقظ الوحيد والبقية تغط في نومها العميق ممسكة بتفاصيل أحلام ذهبية مطرّزة بخيوط الوهم هي وتاريخياً وضعية ليست بجديدة في كرة الإمارات، لقد عوّدنا الزعيم على أن تكون طموحاته بلا حدود.. وأهدافه لا تنتهي، لقد عوّدنا أن ننظر معه إلى قمم الجبال وتشكّلات السحب، عوّدنا على أن الظروف ومهما كانت سيئة وقاسية هي خُلقتْ كي نتعامل معها لا أن نبرّرها ونركن خلفها. عوّدنا الزعيم وعلمنا أن سر الفوز بأي بطولة لا يبدأ أبداً من الملعب بل يبدأ من خارجه يبدأ من تقارب القلوب، ونشر الحب والاحترام والتآلف وبث روح العائلة الواحدة بين اللاعبين والإدارة والجمهور.. عوّدنا أن يكون لنا ذلك القلب الكبير الذي يحتضننا في لحظات الضعف ويعالج قلوبنا المتعبة من أثقال وأعباء الحياة، مع الزعيم تعلمنا أن البطولة الحقيقية ليست في آخر الموسم أبداً بل هي في كل لقاء يجتمع فيه العشاق الثلاثة «اللاعبون، الإدارة، الجمهور». تعلمنا مع هذا البطل ثقافة أن الأمل عبارة عن خيوط متدلّية، ولكنها ليست مترابطة وكل خيط من تلك الخيوط مهم وجدير بأن نتمسّك به حتى لو كان هو الخيط الأخير والرفيع في تلك المنظومة. مع الزعيم تربينا على عشق الطيران من خلال جناحيْه والتحليق بهما في فضاءات الفخر والعزّة والزّهوّ. الحارس الأزلي لكرة الإمارات وهو في قمّة وذروة الاحتفال يرفض النوم، يرفض استراحة المحارب ويرتدي بشت البطولة ممسكاً وفي اللحظة نفسها بسيفه الذهبي الذي نُقِشَ على حدّيْة عبارة «قالوا قديماً الغايب عذره معاه وجماهير الزعيم تقول عفوا إذا حضر الزعيم فكل أعذار الغياب واهية». همسة: العيناوية اليوم يزفّون عريسهم المتوج باللقب «12»، ولكنهم وفي اللحظة نفسها كل حواسهم وتفكيرهم وأمانيهم معلّقة بلقب آخر وفرحة أكبر وطموح أكبر وأكبر. سيف مصبح الكعبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©