السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

موسكو أجمل مما توقعوا !

موسكو أجمل مما توقعوا !
15 يونيو 2018 03:18
محمد حامد (دبي) «موسكو أجمل مما توقعنا» هذه هي الكلمات التي تتردد على ألسنة ضيوف روسيا الآن، فقد تدفق ما يقرب من مليون زائر على العاصمة الروسية لحضور مباريات كأس العالم، والاستمتاع بأجواء البطولة، سواء في الملاعب أو خارجها، وكذلك التعرف على هذا الجانب الآخر من العالم، والذي يسمى في أعراف السياسة وأروقة الاقتصاد بـ«العالم الثاني». المفاجأة السعيدة لروسيا وعاصمتها أنها لم تكن تعلم أنها أجمل مما توقع غالبية زوارها، والذين اعترافوا بذلك، فقد كان دافعهم الأول القدوم لمساندة منتخباتهم، ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام فرصة للاستمتاع بعاصمة «الجمال النائم» وهي واحدة من الأساطير التي تحولت إلى حقيقة وواقع، وهذا هو المكسب الحقيقي من استضافة حدث كبير في حجم بطولة كأس العالم لكرة القدم. فقد أنفق الروس ما يقرب من 6 مليارات دولار من أجل الظهور في أبهى صورة خلال المونديال، سواء البنية التحتية، أو الملاعب، ووسائل المواصلات، وغيرها من مقومات التنظيم، وجاء الحصاد مباشراً وفورياً، وهو ما تمثل في رد فعل الجماهير والزوار الذين أجمعوا على شيء واحد، وهو أن موسكو أجمل مما توقعوا، وفي نهاية المطاف لن يكون هناك مكسب روسي أقوى ذلك، فقد لا يذهب منتخبهم بعيداً في البطولة، وقد يشعر جمهورهم بنوع من الغضب في مباراة ما، ولكنهم لن يتذكروا سوى انبهار الزوار بعاصمة الجمال. الساحة الحمراء في موسكو، وهي الأشهر على الإطلاق، تعكس بصورة واضحة التجمع الجماهيري العالمي في المونديال، فقد نقلت وسائل الإعلام العالمية هذه الأجواء من قلب الساحة التي تجمع الجميع، فالجماهير المغربية بأعلامها المميزة تتدفق عليها، وفي الجانب الآخر أسرة روسية تهرع صوب مجموعة ترتدي القبعات المكسيكية المميزة، من أجل التقاط صورة معها، وتتألق وسط كل ذلك حديقة زاريادي، لتكتمل روعة المشهد الذي لم يتوقع الكثيرون جماله. مشجع لمنتخب بيرو أتى من الولايات المتحدة لمتابعة منتخب بلاده، نقلت عنه صحيفة «الجارديان» قوله:«التحركات هنا في موسكو أكثر سهولة مما توقعنا، والمدينة بكاملها أجمل كثيراً مما كنا نتوقع، هذا يجعلني أشعر بالسعادة والرضا التام عن هذه الرحلة حتى الآن على الأقل، وبتابع كارلوس البالغ 39 عاماً:«الحافلات متاحة وكذلك القطار، ووسائل المواصلات الأخرى، واللافت في الأمر أن هناك دقة في تنظيم كل ذلك مما يجعل الزائر يشعل بالارتياح ويتفرغ للاستمتاع بكافة التفاصيل الأخرى». كأس العالم هو الحدث الأكبر في العاصمة موسكو منذ استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 1980، وقد احتضن ملعب لوجنيكي الافتتاح، وهو ملعب الختام أيضاً، وفي موسكو بشكل عام تقام 10 مباريات أخرى مناصفة بين لوجنيكي وستاد سبارتاك، وبعيداً عن استضافتها للمباريات، فسوف تكون موسكو جاذبة الأنظار للجميع، حيث يحرص الملايين على زيارتها كل صيف، ومن المتوقع تدفق عدد السياح الأكبر في تاريخها الصيف الجاري، وتقول المؤشرات الأولى في بدايات تدفق الجماهير عليها، إن هناك نوعاً من الشعور بالانبهار بالمدينة، ليس فقط لطابعها الروسي العريق الذي يتمثل في روعة المباني مثل الكرملين، أو سحر الساحة الحمراء، أو غيرها، بل إن المفاجأة الحقيقية في الحداثة التي تسيطر على المدينة، ما يجعلها على حد وصف الصحافة العالمية العاصمة الأكثر تطوراً وغيراً في القارة العجوز خلال السنوات الأخيرة، فمن المعروف أن المدن الأوروبية تحافظ على طابعها دون تغييرات جوهرية، ولكن موسكو على وجه التحديد حدثت بها نهضة كبيرة جعلتها أقرب للحداثة منها للطابع الروسي التقليدي القديم. يقول ألكسندر بولياكوف مدير أحد معاهد الدراسات في روسيا:«المونديال هو فرصتنا لكي نطل على العالم بصورة مختلفة، ولكي يرانا العالم على حقيقتنا، نعلم جيداً أن هناك صورة ذهنية غير صحيحة وغير عادلة عن روسيا في أذهان البعض، موسكو مثلاً أصبحت واحدة من أكثر مدن أوروبا والعالم حداثة، ولكن البعض لا يعلمون ذلك، وهذا هو سر شعور ضيوف المونديال بالانبهار مما شاهدوه. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لتقارير الصحافة الغربية هو الذي يقف وراء هذه النهضة الكبيرة، والتي سوف يشاهدها العالم على أرض الواقع في المونديال، وهذا هو سر سعادته باستضافة روسيا لكأس العالم، ولدى بوتين حكمة بسيطة أخذها من سائق سيارة تقليدي، حيث يقول دائماً:«لا تتجاوزني إلا إذا كنت واثقاً من نفسك» وفي تفسير ذلك، فإن بوتين يؤمن جيداً بأنه يجب عليه الانطلاق لجعل بلاده في المقدمة، حتى لو بدا ذلك على حساب قوى أخرى سبقت الجميع، وفي الوقت ذاته هو لا يسمح لأحد بتجاوزه، إلا إذا كان الطرف الآخر يستحق هذا التقدم والتجاوز. وتطبيقاً لذلك على استضافة المونديال، فإن بوتين وحكومته وشعبه وإعلامه يسعون لإبهار العالم، وتقديم النسخة المونديالية الأفضل في التاريخ من الناحية التنظيمية على الأقل، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي تشهد تنظيم كأس العالم في أوروبا الشرقية، ومن المعروف أن روسيا هي زعيمة الجزء الشرقي من القارة العجوز، وتريد تقديم نفسها للعالم بصورة جيدة في كأس العالم. الصورة المختصرة للتحولات الكبيرة في موسكو وفي روسيا بشكل عام يبرزها سيرجي سوبيانين عمدة موسكو، وماكسيم ليسكوتوف نائب عمدة المدينة، حيث أكدا أن الكافيهات والمطاعم الحديثة التي اعتاد عليها الملايين حول العالم أصبحت متوافرة في موسكو، بل إنها تطغى على مشهد المقاصف والمطاعم والأكشاك السوفييتية التقليدية التي كانت تسيطر على المشهد في سنوات مضت، ولكن التحول الروسي أصبح واقعاً، واللافت في الأمر أنه لم يتخلص كلياً من الماضي وطابعه العريق، وفي الوقت ذاته، لم يهمل الحداثة التي طغت على العالم غرباً وشرقاً، ما يجعل روسيا بشكل عام وموسكو على وجه الخصوص لها طابع مميز جذب زوار المونديال بقوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©