الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

آلاف السلفيين يغادرون معقلهم الرئيسي شمال اليمن

آلاف السلفيين يغادرون معقلهم الرئيسي شمال اليمن
16 يناير 2014 15:06
غادر آلاف من أتباع الجماعة السلفية المتشددة في اليمن أمس الأربعاء معقلهم الرئيسي منذ عقود في منطقة «دماج» في صعدة «شمال»، حيث أحكمت جماعة «الحوثيين» المسلحة قبضتها على جميع مناطق المحافظة على الحدود مع السعودية. وذكرت مصادر في الجماعة السلفية لـ «الاتحاد» أن آلاف الأشخاص غادروا صباح أمس منطقة دماج «على متن مئات الحافلات والشاحنات» وفرتها السلطات اليمنية بناءً على اتفاق أبرمته مع زعيم الأقلية السلفية في صعدة، الشيخ يحيى الحجوري، لإنهاء الصراع المسلح مع جماعة «الحوثيين» الذي نشب أواخر أكتوبر وخلف أكثر من مائتين قتيل بينهم مدنيون. وأوضحت المصادر أن من بين المهجرين نساء وأطفال وبعضهم من أهالي منطقة «دماج»، الواقعة على بعد سبعة كيلومترات جنوب مدينة صعدة، حيث يقيم الحاكم الإداري للمحافظة المعين في مارس 2011 من قبل الحوثيين المتمردين على الحكومة المركزية في صنعاء منذ مارس 2011. وقال مقبل الوادعي، وهو من أتباع الجماعة السلفية ونزح قبل عشرة أيام إلى العاصمة صنعاء، لـ «الاتحاد»: :«أنا من أبناء منطقة دماج، لكني لا أستطيع العودة إليها بعد الآن. سيتم تصفيتي من قبل الحوثيين حال عودتي». وأضاف: «لقد تركت منزلي وممتلكاتي في دماج وغادرت مع أولادي إلى صنعاء بعد أن اشتد القتال بيننا والحوثيين»، الذين شنوا هجومهم على المعقل الديني للسلفيين منذ ثمانينيات القرن الماضي بحجة احتوائه على مركز لتدريب المقاتلين الأجانب. واتهم الوادعي الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي والحكومة الانتقالية بالتخلي عن واجبهما في حماية الجماعة السلفية التي تعد أقلية دينية في محافظة صعدة ذات الأغلبية الزيدية. وقال: «غادرنا دماج استجابة لولي الأمر (الرئيس هادي)، لكن يبدو أن الدولة لا تنظر إلى الطرف الأقوى»، في إشارة إلى «الحوثيين» الذين تنامى نفوذهم في العامين الماضيين بعد سنوات من الإقصاء والملاحقة إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي شن ست جولات من القتال ضد الجماعة المذهبية المتهمة حكوميا بالارتباط بجهات دينية في دولة إيران. وأبدى الوادعي مخاوفه إزاء تقاعس السلطات الحكومية عن الإيفاء بالتزاماتها في توفير مركز تعليمي ديني ومنازل ومسجد للجماعة السلفية في محافظة الحديدة الساحلية (غرب)، حسب الاتفاق الذي غادر بموجبه زعيم السلفيين، الحجوري، مساء الثلاثاء برفقة نحو مائة شخص من أتباعه وطلابه منطقة «دماج» على متن أربعة مروحيات عسكرية إلى صنعاء حيث حلوا في مسجد «السنة» الذي يديره عالم الدين السلفي المتشدد، محمد مانع، ويقع في منطقة «سعوان» شرقي العاصمة. وذكر سكان في منطقة «سعوان» لـ «الاتحاد» أن مسلحين سلفيين انتشروا الليلة قبل الماضية في الأحياء والشوارع المحيطة بمسجد «السنة» فيما تم نصب ثلاث خيام كبيرة بجواره لإيواء أتباع الشيخ الحجوري. وأضافوا إن السلفيين أغلقوا سوقا شعبيا بجوار المسجد واستحدثوا نقاط تفتيش في جميع الشوارع المؤدية إلى المسجد، فيما شوهد مسلحون يتمركزون على سطوح بعض المنازل المجاورة. ونفت مصادر في الجماعة السلفية تقارير إعلامية تحدثت عن رفض الشيخ الحجوري لقاء الرئيس عبدربه منصور هادي لبحث ترتيبات انتقال اتباعه إلى محافظة الحديدة التي تشهد منذ عام حراكاً شعبياً مطلبياً. وأمس الأول، أعلن ما يُسمى ب«الحراك التهامي السلمي»، الذي يقود الاحتجاجات المطلبية في الحديدة، رفضه قرار نقل السلفيين إلى الحديدة، مشيراً إلى أن هذا القرار لن ينهي الصراع السياسي والديني وإنما ينقله من محافظة إلى أخرى. وحذر الباحث والمحلل السياسي اليمني، نبيل البكيري، من تداعيات تهجير الأقلية السلفية من محافظة صعدة، وقال لـ«الاتحاد»، إن ذلك سيعيد «ترتيب الفئات الاجتماعية على أساس مناطقي ومذهبي ما يشكل تهديدا للسلم الاجتماعي في البلاد». وأضاف :«تهجير السلفيين من صعدة سيخلق صراعات مذهبية ومناطقية جديدة في اليمن»، حيث تتصاعد حدة الاضطرابات وأعمال العنف منذ تنحي الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، مطلع 2012 تحت ضغط انتفاضة شعبية عارمة استمرت طيلة عام 2011. وقال البكيري: «كان يجب على الدولة حماية حق الاختلاف وحماية الأقليات الصغيرة وإلزام جماعة الحوثي بحقوق الجوار والتعايش السلمي مع معارضيها». وندد حزب الإصلاح الإسلامي السني، وهو أكبر الأحزاب السياسية في البلاد بعد حزب الرئيس السابق، أمس الأربعاء، بـ«تهجير» أبناء منطقة دماج في صعدة، وقال إن عملية التهجير «الطائفي والمذهبي» تفتح «الباب واسعاً أمام كثير من المخاطر». وذكر بيان صادر عن الأمانة العامة لحزب الإصلاح، إنه «كان يفترض بالدولة أن تقوم بدورها الوطني في ترسيخ الأمن وتعزيز السلم الاجتماعي والاستقرار في كل ربوع الوطن بما في ذلك نزع الأسلحة الثقيلة من أيدي الجماعات المسلحة»، في إشارة جماعة الحوثي التي تحالف معها الحزب إبان الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وحذر البيان من «استمرار نشاط الجماعات المسلحة وتنامي العنف نتيجة الانفلات الأمني وانتشار الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي من شأنه أن يخلق مزيدا من الصعاب أمام تقدم العملية السياسة» الانتقالية التي دخلت حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2011 بموجب خريطة طريق قدمتها دول الخليج العربية لمنع انزلاق اليمن إلى حرب أهلية بعد تفاقم الاحتجاجات ضد صالح. من جهتها، أعلنت لجنة الوساطة الرئاسية التي أشرفت على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع بين السلفيين والحوثيين في صعدة، أن الحلول التي تضمنها الاتفاق «جرت بتوافق بين كل الأطراف واللجنة بما في ذلك إيقاف إطلاق النار وإحلال القوات المسلحة محل الأطراف المتنازعة». وذكر مصدر مسؤول في اللجنة الرئاسية إن خروج الشيخ الحجوري ومن أراد من أتباعه إلى محافظة الحديدة «تم بناءً على مقترح مقدم وفق منطلق شرعي من الشيخ الحجوري» نفسه، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن زعيم «الحوثيين»، عبدالملك الحوثي، أكد في رسالة إلى الرئيس هادي التزامه رعاية سكان وأهالي دماج أسوة بجماعته «لهم ما لهم من الحقوق وعليهم نفس الواجبات». وأضاف المصدر أن الحوثي أبلغ الرئيس هادي رغبته في «فتح صفحة جديدة من التلاقي والتآخي والتقارب في إطار وطن واحد»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. في غضون ذلك، ألمحت وزارة الدفاع اليمنية إلى عدم التزام جماعة الحوثي بتنفيذ الاتفاق فيما يتعلق بتسليم مواقعها العسكرية في المناطق المضطربة في دماج. ونفى مصدر عسكري مسؤول تسلم الجيش مواقع «الحوثيين» في دماج، وقال إن القوات الحكومية تسلمت الثلاثاء المواقع التابعة للمقاتلين السلفيين فقط.واتهم رئيس لجنة الوساطة الرئاسية، يحيى أبو إصبع، في تصريحات صحفية، «الحوثيين» بعدم السماح للجيش بتنفيذ خطة انتشاره في دماج. الحوار الوطني من جهة ثانية، تبدأ اليوم الخميس الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد في صنعاء منذ مارس، حسبما أعلنت مصادر في هيئة رئاسة المؤتمر الذي يشارك فيه 565 متحاوراً من ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة. وقالت المصادر إن الجلسة الختامية ستناقش الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار التي ستضم مخرجات جميع فرق العمل التسع. وبحث الرئيس عبدربه منصور هادي أمس الأربعاء مع عدد من زعماء قبائل محافظات الجوف، مأرب، والبيضاء، الترتيبات النهائية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيفضي إلى صياغة دستور جديد للبلاد يعرض لاحقا في استفتاء شعبي. وقال هادي: «حان الوقت للخروج بنتائج مرضية للجميع وملبية لطموحات اليمنيين في إطار دولة اتحادية من عدة أقاليم». وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية أن زعماء قبائل المحافظات الثلاث طالبوا الرئيس الانتقالي، الذي سيرأس لجنة خاصة تكلف بتحديد أقاليم الدولة الاتحادية الجديدة، بأن تضم محافظاتهم في إطار إقليم واحد أسموه «سبأ»، مؤكدين في الوقت ذاته تمسكهم بالوحدة الوطنية المعلنة بين الشمال والجنوب في مايو 1990. قتيل بغارة لطائرة من دون طيار في حضرموت عدن (أ ف ب) - قتل عنصر مفترض من تنظيم القاعدة في غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية، منتصف الليلة قبل الماضية في ضواحي مدينة شبام التاريخية بمحافظة حضرموت في جنوب شرق اليمن حسب ما أفاد مسؤول محلي. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس، إن «طائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية شنت غارة على احد أعضاء القاعدة عندما كان مترجلاً في إحدى ضواحي شبام فقتل وتحول جسده إلى أشلاء». وكان البرلمان اليمني صوت في ديسمبر الماضي على قانون جديد يمنع استخدام الطائرات من دون طيار لشن هجمات في اليمن. وغالبا ما تستهدف غارات جوية تنظيم القاعدة في اليمن. والولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي يملك طائرات بلا طيار في المنطقة، علماً بأنها استخدمت بشكل مكثف هذا العام لدعم السلطات اليمنية في حربها ضد القاعدة، وقتلت عشرات المسلحين.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©