محمود عزب: الثورة المصرية تفرج عن «حكومة شو» بعد عامين

تسببت الثورة المصرية في رفع الحظر عن برنامج «حكومة شو» للفنان محمود عزب الشهير بـ «عزب شو»، والذي كان مقرراً عرضه في رمضان عام 2009، وقامت قنوات النيل المتخصصة التي تولت إنتاجه بعمل البروموهات الخاصة به، ولكن تم منعه فجأة لانتقاده أداء حكومة الدكتور أحمد نظيف تجاه العديد من القضايا التي تعرض لها المجتمع المصري. أكد محمود عزب أن البرنامج سيعرض قريباً وفي توقيت واحد على شاشة عدد من المحطات الفضائية، من بينها «نايل كوميدي» وموجة كوميدي والمحور. وعن فكرة البرنامج، قال إنه بعد تقديم برنامجه «كوميك شو» الذي كان يقلد فيه شخصيات لم يسبق تقليدها، ولها مكانة في المجتمع مثل الداعية عمرو خالد والدكتورة ملكة دراز وأحمد شوبير ووائل الإبراشي ومدرب النادي الأهلي مانويل جوزيه، والذي حقق نجاحاً لافتاً، اقترح عليه صديقه مؤلف البرنامج عادل سلامة تقديم «حكومة شو» شريطة حصولهم على مساحة من الحرية لتقديم الوزراء بشكل ساخر، وحدثه مسؤولو قناة «الحياة» لتقديم البرنامج الجديد لصالحهم، ولكنه فوجئ باتصال من المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري السابق، أكد له فيه أنه حين يتم انتقاد حكومة مصر فلا بد أن يحدث هذا من خلال تليفزيون الدولة. أزمات وإخفاقات وأضاف عزب: رغم المبلغ الكبير الذي كنت سأحصل عليه من قناة «الحياة»، فضلت وجهة نظر الشيخ، وقدمنا ثلاث حلقات مكتوبة ولم يحدث تعليق على أي شيء وبدأنا التصوير. ونفى عزب وجود رقابة عليهم أثناء تصوير البرنامج. وقال: كان أسامة الشيخ يعتقد أننا سنقدم البرنامج بشكل كاريكاتيري يعتمد على السخرية من الشخصية أو شكلها، ولكنني والمؤلف وفريق العمل قررنا عمل دراسة على الأداء الحكومي، واتفقنا على أن يتعرض البرنامج للمواقف والأزمات والإخفاقات التي كانت تحدث في حكومة نظيف. وقال: كنت أنظر إلى الوزراء كشخصيات عامة وكانوا في هذا الوقت شخصيات أشكالهم غير معروفة، وبحثت عن مشاهد من خلال اجتماعات وزارية لشخصيات غير معروفة جماهيريا ولاحظت أداءهم، وأنا لا أعتمد على التقليد بنسبة مئة في المئة، ولكنني أظهر تفصيلة من الشخصية توصلني إلى روحها، ولكن الأداء هو أدائي الشخصي، أي أنني لا أقلد مثل الببغاء، حيث توجد تفاصيل لي كممثل، وكنت أعتمد على المشاهدات، وأرسم تركيبة الشخصية في ذهني وأدرسها جيداً، وتعمدت تحويل هؤلاء الوزراء إلى شخصيات كاريكاتورية ووصلت بي الأمور أثناء التسجيل إلى أنني سأقدم ما بداخلي وكأن هؤلاء المسؤولين تم استبعادهم. مواقف باهتة وأوضح أنه سبق له تقليد شخصية الدكتور أحمد نظيف في مسرحية «يمامة بيضا» أمام علي الحجار وهدى عمار وتأليف جمال بخيت وإخراج حسام الدين صلاح، وهذه المسرحية جعلتني أتجه إلى السياسة، حيث غنيت فيها أغنية من كلمات جمال بخيت وألحان عمار الشريعي هي «شريف شريف، لطيف خفيف، بإيدين نضيفة وضمير نظيف» ولم تعرض المسرحية إلا موسمين وتم وقفها. وعن أبرز القضايا التي تناولها البرنامج قال: صورنا 30 حلقة زمن كل واحدة منها من 20 إلى 25 دقيقة، وبطل الحلقات الدكتور نظيف، والحلقات ليست عن الشخصية ولكنها عن قضية أو موقف باهت من الحكومة مثل سرقة الأعضاء وحادث الدويقة وغرق العبارة ونقل تمثال رمسيس والإهمال في المستشفيات وأزمة التعليم وحريق مجلس الشورى والاحتكار والضرائب، بما فيها ضريبة عن «الشبع» وانفلونزا الطيور، وتبدأ الحلقة بمكتب نظيف ثم الوزير المعني بالقضية، ثم رأي بعض الوزراء في القضية، ثم رأي الشارع والبرلمان وأخيراً طرح القضية من خلال أحد برامج «التوك شو» المعروفة وهذا ما يتم في كل حلقة. «بورتو طرة» ويعتقد عزب أن نص البرنامج كان سيبقى كما هو لو تم تقديمه بعد ثورة 25 يناير. وقال: لو كنت قدمته الآن لم أكن لأضيف إليه أي جديد، رغم ظهور العديد من الجرائم التي اقترفها كبار المسؤولين تجاه المجتمع والأسرار العديدة التي ظهرت بعد إلقاء القبض عليهم. وكشف عن أن المسؤولين في التليفزيون المصري حالياً طلبوا منه تقديم برنامج يتناول مساجين سجن طرة من الوزراء وكبار المسؤولين عنوانه «بورتو طرة»، لكنه رفض؛ لأنه يحب حين يقدم شخصية لها نفوذ أن يقدمها في وجودها على الساحة وليس وهي حبيسة زنازين السجون.