الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العين.. تاريخ مرصع بالذهب والأمجاد

العين.. تاريخ مرصع بالذهب والأمجاد
9 مايو 2015 23:05
العين (الاتحاد) الصدفة وحدها لعبت دوراً رئيسياً في تأسيس نادي العين الذي بدأت قصته في مطلع الستينات، عندما حرص عدد من الصبية على متابعة تدريبات كرة القدم التي يؤديها الجنود البريطانيون ويمارسونها بصفة يومية، وعشقوها وأعجبوا بها كثيراً، واستهواهم ما شاهدوه، وزرعت المستديرة في نفوسهم حب التحدي، وقرروا على الفور أن يتحولوا من مجرد متفرجين إلى ممارسين لهذا النوع من الرياضة، ولو على سبيل الهواية. وبعد مرور بضعة شهور من المتابعة اليومية، كان تنفيذ القرار والتطبيق الفعلي.. كانوا يتجمعون في وقت محدد من كل يوم ليمارسوا لعبة كرة القدم التي ألموا بها إلماماً عاماً من خلال متابعتهم لتدريبات الجنود البريطانيين. وكانت المدارس هي محطة الانطلاقة التي مارس شباب العين على ملاعبها الترابية لعبة كرة القدم ردحاً من الزمن إلى أن أتتهم فكرة تكوين أول فريق من اللاعبين الهواة، كان ذلك في منتصف الستينات وكانت الانطلاقة بملعب ترابي في المنطقة الواقعة بالقرب من سينما الواحة في ذلك الوقت، وهي التي يشغلها حالياً السوق المركزي في مدينة العين. ومثل طبيعة معظم الأندية، بدأت فكرة تكوين العين نادياً رياضياً يعتمد فقط على كرة القدم، إلا أنه ومع مرور الوقت أضيفت إليه أنشطة عدة ومختلفة مثل الكرة الطائرة واليد والسلة، والتي شيدت لها لاحقاً صالة مغلقة خاصة، بالإضافة إلى السباحة والتايكواندو، وأخيراً الجو جيتسو التي نجحت بدورها في تعميق كيان النادي بالإنجازات المختلفة، وإلى ذلك كانت هناك لعبتا كرة الطاولة والتنس الأرضي إلا أنهما ألغيتا تماماً. وتواصلت فصول الحكاية وكان الحلم الذي بدأ صغيراً يكبر مع مرور الزمن حتى صار حقيقة لا تخطئها العين المجردة وواقعاً ملموساً يملأ نفوس أهالي مدينة العين وأبناء الإمارات فخراً وعزة، وجعل منها قبلة لاستضافة أكبر البطولات القارية والعالمية في مجال كرة القدم، وغيرها من الأنشطة الرياضية الأخرى، وآخرها مونديال الناشئين تحت 17 سنة الذي احتضنته الدولة في أكتوبر 2013، وكانت مدينة العين إحدى المحطات الست التي شاركت في تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير على ستاد خليفة بن زايد الذي كان مسرحاً لاستضافة مباريات إحدى المجموعات. وفي كل عام ومع بداية كل مرحلة، كانت المدينة الخضراء تشهد الجديد، وتحتضن الإنجاز الأكبر والأفضل مقارنة بسابقه، حتى وصلت بنا الحكاية إلى أعلى القمم، والمتمثلة في بناء وتشييد ستادات ومنشآت رياضية ضخمة وملاعب على أجمل طراز وأعلى المعايير وبمواصفات عالمية عالية الجودة، وفي غاية من الروعة والجمال تضاهي تلك التي شيدتها أكبر الدول التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين، وآخرها ستاد هزاع بن زايد التحفة المعمارية الرائعة والمتفردة ودرة ملاعب الإمارات والحائز مؤخراً على لقب الأفضل في العالم. تكون الفريق الجديد في منتصف الستينيات من مجموعة من الشباب المواطنين المؤسسين الذين شكلوا الرعيل الأول، من بينهم ناصر ضاعن الذي يعتبر أول من عمل مشرفاً على تدريب الفريق، وخليفة ناصر السويدي، ومحمد صالح بن بدوة، وعبدالله المنصوري، وإبراهيم المحمود، وإبراهيم محمد رسول خوري، وعبدالله مطر، وعبدالله هزام، وفالح النعيمي، ومانع أحمد عجلان، وعبدالله أحمد عجلان، وجمعة الناجم، ومبارك الناجم، والمرحوم عبدالله الناجم، والمرحوم صالح محمد عبدالرحيم، وسعيد خميس المويسي الشامسي، وسالم حسن المهري، وسالم عبيد، ومحمد بن شرمان، وسعيد غنوم. واللاعبون علي سعيد، وأحمد الراشدي، وربيع إبراهيم والحارس جاسم الظاهري الذي يعمل حالياً مدرباً لحراس المرمى في أكاديمية نادي العين، وفايز سبيت والد محمد وفوزي لاعبي الفريق الأول حالياً، وشقيقهما عبدالعزيز الذي انتقل في الموسم الماضي إلى صفوف الوصل، وغيرهم من اللاعبين الهواة في ذلك الوقت الذين انضموا إلى العين، بعد دمجه مع التضامن عام 1973. وتولى أعضاء الفريق تخطيط الملعب بشكل مستمر وتجهيزه بأنفسهم، ويساعدون بعضهم بعضاً في شراء الملابس ويتكفل بعضهم، من ميسوري الحال، بشراء الكرات وغيرها من مستلزمات كرة القدم من أبوظبي أو دبي، نظراً لعدم وجود متجر في العين خلال ذلك الوقت لبيع الأدوات الرياضية. كبرت الطموحات وتوسعت دائرة الأحلام، وكان القرار تشكيل وفد ضم كلاً من عبدالله هزام الظاهري، والد محمد بن هزام، الأمين العام المساعد الحالي لاتحاد الكرة، وناصر ضاعن وعبدالله المنصوري، لمقابلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي كان في ذلك الوقت ولياً للعهد، وبالفعل التقوا سموه وطرحوا عليه قضيتهم وأفصحوا عن احتياجاتهم، ليقرر سموه على الفور مساعدتهم وتحقيق طلباتهم، حيث أمر بتخصيص مقر لناديهم الجديد عبارة عن بيت شعبي في منطقة الجاهلي، ما زال موجوداً ويقطنه حالياً عدد من العاملين بالنادي، إلا أن موقعه كان بعيداً عن معظم مساكن لاعبي الفريق، وبعد أن عرف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المعاناة التي يواجهونها وصعوبة الوصول إلى النادي أمر لهم بسيارة «لاند روفر» سهلت عليهم كثيراً وساعدتهم في تنقلاتهم من منازلهم إلى النادي والملعب وبالعكس، وكذلك في ترحالهم فيما بعد إلى أبوظبي ودبي لخوض المباريات الودية، وذلك في فبراير 1969. بجانب العين، هناك ناد آخر يحمل اسم التضامن، والتنافس بين الفريقين على أشده في المباريات الودية، ودائماً ما تكون كفة العين هي الأرجح، نظراً لما يضمه من عناصر اكتسبت خبرة ميدانية لا بأس بها، وبعد مرور خمس سنوات على إنشاء العين اتفقت إدارتا الناديين على الدمج بينهما، وتوحيد جهودهما، بما يخدم مدينة العين، وبالفعل تمت الخطوة بنجاح عام 1973، وحمل النادي الجديد اسم نادي العين، وانضم إليه من توأمه التضامن عدد من العناصر المتميزة في أكثر من لعبة وبصفة خاصة فريق الكرة الذي ارتفع مستواه، وأصبح منذ ذلك الوقت من أبرز الفرق التي تنافس على بطولة الدوري. عندما يكون الحديث عن تاريخ الرياضة بالدولة، فلابد لنا من المرور على سطور سجلها التاريخ بأحرف من ذهب، لتحكي الأسطورة التي بطلها العين صاحب الرقم القياسي في عدد البطولات المحلية والإنجازات القارية، والذي يعد صرحاً من بين الصروح التي تفخر بها مدينة العين، وهو النادي الوحيد الذي يمثل المدينة. ويعتبر العين أول نادٍ بالدولة يعمل على تطبيق الاحتراف، كما أنه من أوائل الأندية التي حصلت على شهادة نظام الجودة العالمية «آيزو» على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى أنه أول نادٍ رياضي يحصل على جائزة الشيخ خليفة للتميز، والتي تمنح للشركات المتميزة، وفق أعلى المعايير، فضلاً عن حصوله على جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي في دورتها الثانية كأفضل مؤسسة محلية، خصوصاً بعد النجاح اللافت الذي تمثل في جملة من الإنجازات التي تحققت على المستويات كافة محلياً وإقليمياً وقارياً. يتمتع العين بمزايا عدة كونه النادي الوحيد الذي يمتلك ثلاثة ملاعب مستوفية لشروط دوري الخليج العربي تتمثل في ستاد خليفة بن زايد وستاد طحنون بن محمد وأخيراً ستاد هزاع بن زايد التحفة المعمارية الرائعة إلى جانب ستة فروع تم تزوديها بأفضل التقنيات الحديثة، من أجل تطوير المواهب وتأسيسها على نحو جيد وهي اليحر، الهير، المقام، مزيد، زاخر والقطارة، فضلاً عن أكاديمية ومدرسة نادي العين لكرة القدم. وأصبح العين عنواناً للتاريخ المرصع بالذهب والأمجاد محلياً وإقليمياً وقارياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©