الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناورات... لتعزيز التحالف الأميركي-الكوري الجنوبي

مناورات... لتعزيز التحالف الأميركي-الكوري الجنوبي
23 يوليو 2010 21:35
تعكف الولايات المتحدة في هذه الآونة على إيصال رسائل متنوعة إلى كوريا الشمالية وأيضاً إلى حليفتها كوريا الجنوبية من خلال إظهار تضامنها على مستويات رفيعة مع الجنوب، هذا التضامن الذي يشمل إجراء إحدى أكبر المناورات العسكرية المشتركة في المنطقة منذ سنوات، بالإضافة إلى الزيارة التي يقوم بها إلى كوريا الجنوبية كل من وزير الدفاع روبرت جيتس، ووزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، وهما المسؤولان الأميركيان اللذان يحددان السياسة الخارجية الأميركية ويسهران على متابعتها، حيث من المتوقع أن يجتمعا بنظرائهما في سيول في مسعى لتمتين التحالف الوثيق بين البلدين في وقت بدا فيه هذا التحالف ضعيفاً، أو متذبذباً، وقد أُطلق على هذا الاجتماع بلقاء "اثنين + اثنين"، وهي المرة الأولى التي يحط فيها بالتزامن وزيرا الدفاع والخارجية في كوريا الجنوبية، حيث بدآ أصلاً في بعث الرسائل إلى المنطقة عبر تصريحاتهما حول متانة التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ومن أقوى الرسائل التي حرصت القيادة الأميركية على إيصالها إلى المحيط الإقليمي، وإلى المجتمع الدولي، التدريبات العسكرية المشتركة التي تقودها حاملة الطائرات الأميركية، جورج واشنطن، تلك التدريبات التي قال عنها وزير الدفاع الأميركي، ونظيره الكوري الجنوبي، "كيم تاي يونج" إن "الهدف منها هو إيصال رسالة واضحة إلى كوريا الشمالية أن عليها وقف تصرفها العدواني". ويبدو أن العملية برمتها تم تنسيقها على نحو محكم بين واشنطن وسيول للرد على إغراق كوريا الشمالية لـ"تشيونان"، وهي سفينة حربية تابعة لجارتها الجنوبية، في شهر مارس الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 46 بحاراً، ومن المتوقع أن تستمر المناورات التي تشارك فيها عشرون بارجة حربية أميركية وكورية جنوبية بالإضافة إلى 200 طائرة حربية لأربعة أيام. لكن المناورات نفسها ستجرى في مياه بعيدة عن المكان الذي أُغرقت فيها السفينة "تشيونان" في البحر الأصفر. وبدلاً من مكان إغراق السفينة، وفيما يبدو على أنه خضوع لاعتراضات أحد الأطراف الإقليمية، ستجرى المناورات في مكان يطلق عليه الكوريون الجنوبيون "بحر الشرق"، وهو موقع يعرف عادة باسم "بحر اليابان"، إلا أن الكوريتين معاً تعارضان التسمية الأخيرة، وسبقتا أن ضغطتا سوياً لتغيير اسم البحر حتى ينسجم مع مطالبهما الحدودية في المنطقة المتنازع عليها في البحر المذكور. والحقيقة أن الحاجة لاستخدام تسمية "محايدة" لوصف المنطقة البحرية، التي ستجرى فيها المناورات العسكرية المشتركة أصبح واضحاً الأسبوع الماضي عندما أدت تصريحات مسؤول أميركي في وزارة الدفاع، الذي كان بصدد الإعلان عن المناورات في سيول إلى استياء الكوريين لأنه وصف المكان بـ"بحر اليابان"، حينها سارع المسؤولون الأميركيون إلى تغيير المسمى واختيار مصطلح فضفاض لا يغضب أحداً، مكتفين بالإشارة إلى "مناطق في الساحل الشرقي"، وهي العبارة الضرورية لتفادي الانتقادات سواء من الكوريتين، أو من اليابانيين؛ وفيما عدا الاتفاق على تسمية المكان التي ستجرى فيه المناورات كان لا بد أيضاً من تحديد المكان نفسه، حيث استغرق الوقت أسابيع من النقاش بين المسؤولين الأميركيين ونظرائهم الكوريين الجنوبيين لاختيار الساحل الشرقي، بدل البحر الأصفر القريب من كوريا الشمالية، وهو الموقع الذي أصرت كوريا الجنوبية في البداية على استضافته للمناورات العسكرية. وعن هذا الموضوع يقول "باييك هاك سون"، الباحث في مؤسسة "سيجونج" البحثية بسيول: "هناك اختلاف في المواقف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إذ فيما تحاول واشنطن إقناع سيول بالتحلي بالواقعية تحاول هذه الأخيرة إقناع الأميركيين بإبداء قدر أكبر من التعاون". وبحلول موعد المناورات المشتركة، ستسود مواضيع التعاون العميق والصداقة والدعم المشترك باعتبارها العناوين الأساسية للعلاقات بين البلدين، وخلال اليوم أيضاً سيضع كل من روبرت جيتس وهيلاري كلينتون أكاليل الزهور على النصب التذكاري للحرب في العاصمة الكورية الجنوبية، كما سيزوران المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين منذ انتهاء الحرب الكورية، ومن غير المتوقع خلال الزيارة ظهور اختلافات بين الجانبين الأميركي والكوري الجنوبي، بحيث سيشارك في الاجتماعات كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مولين، والأدميرال روبرت ويلارد، رئيس قيادة البحر الهادي. وبالإضافة إلى العسكريين سينضم إلى اللقاءات المشتركة بين المسؤولين مساعد وزيرة الخارجية، كورت كامبل، و"سونج كيم"، المفاوض النووي الأميركي، وعلاوة على تعزيز العلاقات المشتركة سيسعى المسؤولون الأميركيون إلى بحث إمكانية استئناف المباحثات السداسية حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية بعد انتهاء المناورات. ويعتقد الباحث "باييك" أن المباحثات بين البلدين "ستركز على كيفية تجاوز المرارة التي تسببت فيها حادثة إغراق السفينة "تشيونان"، متوقعاً بعض "اختلافات بسيطة بين أميركا وكوريا الجنوبية حول توقيت استئناف المباحثات السداسية مع بيونج يانج" المتوقفة منذ آخر جولة لها في بكين خلال ديسمبر 2008، وفيما يتعلق بمكان إجراء المناورات واختيار الساحل الشرقي بدل البحر الأصفر، فإن الصين اعتبرتها "خطوة ذكية وتسوية مقبولة". هذا ويندرج استعراض القوة الأميركي إلى جانب كوريا الجنوبية ضمن المناورات المشتركة في إطار تهدئة مخاوف هذه الأخيرة التي تتراوح بين التساؤل حول مستقبل التحالف بين البلدين ومعارضة "اليسار"، الذي يرى في المناورات العسكرية توتيراً إضافياً للوضع في المنطقة. دونالد كيرك محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©