الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصحوة» في مواجهة انتحاريي «القاعدة»

23 يوليو 2010 21:36
في إحدى أسوأ الهجمات التي شهدها هذا العام، استهدف متمردو تنظيم "القاعدة" يوم الأحد الماضي مليشيات "الصحوة السنية"، التي لعبت دوراً حاسماً في ارتداد سهم تنظيم "القاعدة" إلى نحره في العراق. فقد أدت التفجيرات التي نفذها مقاتلو "القاعدة" إلى مصرع 43 شخصاً على أقل تقدير، وأعادت إلى الذاكرة أيام موجة العنف العالية التي بلغت ذروتها في عامي 2006-2007، وهي نفسها الفترة التي شهدت ذروة الحرب الأهلية العراقية. وتعد هجمات الأحد الماضي هذه، الأخيرة ضمن سلسلة من الهجمات التي استهدفت قوات الشرطة ومليشيات الصحوة العراقية، أو ما يسمى بأبناء العراق. وكان قد نفذ الهجوم على هذه المليشيات، التي جندتها القوات الأميركية في إطار حربها على تنظيم "القاعدة" أثناء انتظار أفرادها لتسلم رواتبهم من الحكومة العراقية في أحد أطراف العاصمة بغداد. وقد ألقى مسؤولون حكوميون وقادة في مليشيات الصحوة باللائمة عن تلك الهجمات على تنظيم "القاعدة"، فعلى حد تعبير أبومصطفى، نائب قائد مليشيات الصحوة لمنطقة جنوبي بغداد، فقد جاء ذلك الاستهداف من قبل تنظيم "القاعدة" للمليشيات لأنها آذته وتمكنت من شل قدراته القتالية تماماً. ويحاول الآن مقاتلو التنظيم إيجاد ثغرة أمنية ما، حتى يتمكنوا من استعادة تنظيم صفوفهم وقدراتهم مجدداً. ومما لا ريب فيه أن ذلك الهجوم قد تم توقيته ليصادف توتراً سياسياً حاداً يشهده العراق. فلا يزال الخلاف يحتدم بين القادة العراقيين بشأن تشكيل الحكومة الوطنية الجديدة، ما أدى لإحداث فراغ سياسي كبير، استمر لمدة أربعة شهور بعد إجراء الانتخابات العامة. ومع اقتراب موعد انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق في أول شهر سبتمبر المقبل، يخشى العراقيون الآن من أن يستثمر تنظيم "القاعدة" الفراغ السياسي الذي تعيشه بلادهم. فمن رأي أحد مواطني الفلوجة -التي كانت معقلاً رئيسياً لمتمردي تنظيم "القاعدة" في محافظة الأنبار، وتمكنت مليشيات الصحوة من تمشيطها منهم وتحويلها إلى مدينة آمنة- فما لم تتم السيطرة على الوضع الحالي، وما لم يوقف متمردو "القاعدة" عند حدهم، فسوف تتجدد مذابح المدنيين ومجازرهم على نحو أسوأ بكثير مما حدث من قبل. ويدرك المقيمون في المدينة جيداً مغزى الرسالة التي يبعث بها تنظيم "القاعدة" إلى العائلات هنا: "سوف نتعقبكم ونقطع دابركم، متى ما تعقبتمونا وسعيتم إلى قطع دابرنا". وفي الوقت ذاته أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وكذلك قادة الجيش الأميركي، أنه لا شيء يوقف تنفيذ خطة خفض القوات الأميركية المرابطة في العراق. فبعد مضي ساعات فحسب على هجوم الأحد الماضي، قال "بايدن" إنه لا غياب الحكومة العراقية الجديدة، ولا تصاعد موجة العنف من شأنهما وقف تنفيذ خطة الانسحاب التدريجي من العراق. وحسب الخطة المجازة، فلن يبقى في العراق بعد الأول من سبتمبر المقبل، سوى 50 ألف جندي أميركي فحسب، لمهام الدعم والمساندة. وقال "بايدن" في تصريحه إلى شبكة "إي. بي. سي. نيوز" إنه ليس متوقعاً لخفض القوات الأميركية من الرقم الكبير الذي وصلت إليه في أواخر عام 2007: ما يزيد عن 170 ألف جندي، إلى 50 ألفاً، على استقرار العراق. بيد أن قادة في الجيشين الأميركي والعراقي يرون أن العراق أكثر عرضة الآن لتجدد الحرب الأهلية، على رغم عدم نجاح المساعي التي يبذلها مقاتلو تنظيم "القاعدة" وغيره من الجماعات الأخرى المتحالفة معه في زعزعة استقرار محافظة الأنبار وبقية المناطق الأخرى التي كانوا يسيطرون عليها. وبينما تتكرر الهجمات الانتقامية التي يشنها متمردو "القاعدة" وغيرهم على أفراد مليشيات الصحوة يشكوا هؤلاء الأفراد اليوم من إهمال الحكومة العراقية لهم، ومن عجزها في الوفاء بوعدها السابق بإدماج نسبة 20 في المئة منهم -ويبلغ عددهم الكلي نحو 92 ألف فرد- في صفوف القوات النظامية، وكذلك إيجاد وظائف مناسبة للبقية التي لا يتم إدماجها. كما يشكو أفراد المليشيات من عجز الحكومة العراقية عن دفع رواتبهم الشهرية بانتظام، ناهيك عن قدرتها على حمايتهم من الهجمات المتكررة التي يتعرضون لها من قبل تنظيم "القاعدة" وغيره. وعلى حد تصريح أحدهم -اكتفى بذكر اسمه الأول "خالد- فإن تنظيم "القاعدة" لا يكف عن اختراق صفوف المليشيات واستهدافها من الداخل. وأكد خالد أن للجيش العراقي علاقات تعاون جيدة مع المليشيات، غير أنها لا تجد الدعم الكافي من قبل حكومة بغداد. ولكن على المستوى المحلي، توجد علاقات تعاون واضحة بين شرطة الفلوجة ومليشيات الصحوة. فقد أكد قائد قوات شرطة الفلوجة، العميد محمود إبراهيم العيساوي أنه لا عودة لـ"القاعدة" إلى المدينة. وقال: "إنه ليس بمقدور المتمردين النيل من عزم قواته ومليشيات الصحوة المتعاونه معه. فالمقصود من تفجير منازل ضباط الشرطة وقتل أفراد عائلاتهم، هو زعزعة استقرار الأمن. غير أن هذه التكتيكات لن تحقق أهدافها. فلنا من الخطط ما لا نكشف عنه الآن، لكننا نثق في قدرتها على هزيمة المتمردين، ولا سبيل لعودتهم مرة أخرى إلى هذه المدينة". وعلى الصعيد الأميركي، قال الجنرال "توفو"، فقد تكبد تنظيم القاعدة خسائر فادحة خلال الفترة الماضية الممتدة بين موسم ربيع وبدايات صيف العام الحالي وحده، لا سيما عدد الذين قتلوا أو اعتقلوا في صفوف القيادات العليا والوسطية للتنظيم. وبينما فقد التنظيم تماسكه، يلاحظ أن مصادر تمويله قد جففت إلى حد كبير. وفوق ذلك كله افتقار، مقاتليه للتعاطف الشعبي بسبب وحشيتهم واستهدافهم للمدنيين قبل العسكريين. سكوت بيترسون - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة " كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©