الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم الهاشمي يكتب حبه في «مسّ»

إبراهيم الهاشمي يكتب حبه في «مسّ»
23 يوليو 2010 21:41
هو كتاب في الحب. لكنّ الشاعر، وقد عذّبه هذا الحب وتركه على شغف دائم، قد صار به «مسّ». هذا هو الملمح الذي يكاد يكون أساسيا في ديوان «مسّ» للشاعر إبراهيم الهاشمي، الصادر مؤخرا عن مشروع «قلم» التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ويقع في 53 صفحة من القطع المتوسط. ويبدو هذا «المس» صوفيا من شدة ما له من صلة مباشرة بالوجدان والروح، ويبدو خالصا لوجه «الحب» لذلك، ربما، جاء الشعر طيبا وبريئا كلمسة الطفل، حيث يكتب: «منتشٍ في القادم المأمول حيت تقول: ضع يديك بين أناملي واعبر يا هداك الله صدري ضع بسمة الوله المؤجل ها هنا بين الضلوع». لكن هذا «المس» هو وجه الغياب، أو شكله، عندما تصبو ذات العاشق إلى الذوبان في ذات المعشوق فيذوب الجسد ويعلو شأن الروح على ما عداه: كأني اعتراض على ما لم يكن أتطهر بالاعتراف. هو القلب يشعلني فأنمو بداخل روحي .. بكِ..» ثم يأتي من بعد الغياب الموت. هل أحدهما واحد من تجليات الآخر؟ ربما، لكنّ كليهما في الحالين أقرب شبها إلى المطهر أو البرزخ الذي على «ذات» العاشق ان تعبره إلى «ذات» المعشوق: «سأكتب مرثيتي بيدي بإغواء شديد يجعل البحر يبكي وأتطهر كبرق مضى حتى لا أقع في المرة القادمة وهل من مرة قادمة ... ... سأفترش الأرض وحدي وأشعل مصابيح قلبي لدربك وأسرد حكايات روحي لكل غريب». وربما من الصعب توصيف قصيدة إبراهيم الهاشمي في «مسّ» بأنها تنتمي إلى الرومانسية، لأن الجذر الكامن فيها حسّي تماما، والتجربة الشعرية يشعر القارئ بها وكأنها نتاج تجربة إنسانية مخيضة من طرف الذات الساردة في هذه القصيدة وتلك، أو في الكتاب بمجمله، هو الذي يكاد يكون كتابا – قصيدةً، ليس لأن مفردات من طراز، الغياب والإياب، تتبادل الحضور في السطر الواحد، بل لأن الدلالة الواسعة لهذا العمل الشعري تكمن، على الأرجح، في تحويله ما هو حسّي ومَخيض وأرضي ودنيوي إلى ما هو علوي وغير دنيوي وتطهري إلى حدّ بعيد: «أيها المدفون في جبّ التردد هيا استقم ومدّ لها يديك لا ضير إن قدّت قميصك مقبلا أو مدبرا وأشعلت يديك خذ بناصية الهوى وارضع حليب بارقة الهوى».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©