الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

8 أساليب خاطئة في تنشئة الأبناء

8 أساليب خاطئة في تنشئة الأبناء
10 أغسطس 2017 09:29
خورشيد حرفوش (القاهرة) يستخدم الآباء والأمهات العديد من أساليب التنشئة الاجتماعية التي تتباين وفق محصلة ثقافة الأسرة والمجتمع الذي يعيشون فيه. ومن المعروف أن هذه الأساليب لها تأثيراتها الإيجابية والسلبية على الجوانب الانفعالية والاجتماعية للأطفال، وترتبط مفاهيم التنشئة بلاشك بالنظم الاجتماعيّة التي من خلالها يتحوّل الإنسان لفرد اجتماعيّ يستطيع الاندماج والتفاعل بشكل ميسّر وسهل مع المجتمع المحيط به، وهذه العمليّة يكتسب من خلالها الأطفال الضبط الذاتي والحكم الخُلقي ليصبحوا أشخاصاً راشدين ومسؤولين عن تصرفاتهم أمام المجتمع. ويجمع خبراء الاجتماع والتربية على أن أهم مقومات التنشئة الاجتماعية السليمة، تنبع من اتباع الوسائل والطرق التربويّة التي يقوم بها الأهل في تربية أولادهم. إلا أن هناك ممارسات عديدة خاطئة للوالدين تفسد وتضر بتلك العملية، ومن شأنها أن تفرخ أشخاصاً غير أسوياء، يوجزها خبير التربية العالمي آرلين أيزنبيرج في 8 أبعاد أو أسباب، وهي: 1. الحماية الزائدة: أطفال الحماية الزائدة لا يتعلمون كيف يتعاملون مع المشكلات بأنفسهم، ولا يشعرون بالاستقلالية ولا يحترمون أحكامهم الخاصة، وغالباً ما يصبحون جبناء وخائفين من الوقوع في الأخطاء. إن الآباء يدللون أبناءهم بإعطائهم كل شيء في كل الأوقات، وعدم السماح لهم بالتعامل مع الأزمات أو المواقف اليومية العادية، وهؤلاء الأطفال يشعرون بأنهم مكشوفون، يسهل إيذاؤهم، وغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم، ويبدو بعضهم أحياناً وكأنهم واثقون من ذواتهم على نحو مبالغ فيه، ولكن تحت هذه الواجهة هناك نقص أساسي في الثقة بالذات. 2. الإهمال: عندما يهمل الآباء أطفالهم فإن هؤلاء الأطفال يعتنون بأنفسهم حسب طريقتهم، ومع أن بعضهم يمكن أن يصبح مستقلاً ويكتسب احترام الذات من خلال استحسان الآخرين، إلا أن معظمهم يستجيبون بتقبل الانطباع بأنهم غير جديرين بأن يُعتنى بهم، فهم دونما عناية جسدية أو نفسية، والنتيجة المباشرة المعتادة لذلك هي الشعور بعدم الجدارة، وهذا صحيح، لأنه كلما زادت معرفة الكبار وفهمهم لمشكلات الأطفال، تحسن شعور الأطفال نحو أنفسهم. 3. الكمال الزائد: كثير من الآباء هم من النوع الذي يحمل توقعات عالية جداً تتجه نحو الكمال الزائد، فهم يتوقعون من أطفالهم أن يظهروا جوانب قوة متزايدة دون أي جوانب ضعف، والنتيجة المتوقعة لذلك هي أن يشعر الطفل بأنه غير مناسب وغير قادر على تلبية التوقعات، وهؤلاء الأطفال تتم مقارنتهم كما يقارنون أنفسهم على نحو سلبي مع نجاحات متميزة، وغالباً ما يبالغون في تصور العناصر السلبية في المواقف، ولأنهم يشعرون بأنهم غير قادرين على النجاح فعلاً فهم يستسلمون أو يؤجلون أو لا يجربون أو يسوفون. وفي النهاية لا يحصدون سوى الفشل. 4. التسلط والعقاب: يضع بعض الآباء حول أنفسهم هالة من السيطرة التامة والحكم الطاغي، فهم يستخدمون طرقاً تسلطية ويعاقبون بشدة، وتفتقر علاقاتهم مع أطفالهم للتفاعل الإيجابي والاحترام المتبادل، فيدرك الأطفال أنفسهم بأنهم غير جديرين بالاعتبار، وأكثر الأوضاع سوءاً هو عندما يكون الأب متسلطاً مع ابنه وذا متطلبات عالية في آن واحد، لأن هذا النمط هو عكس نمط استخدام المكافآت والحوافز التي ترفع من اعتبار الذات. 5. النقد وعدم الاستحسان: يؤدي تقبل الآباء وتعاطفهم واستحسانهم وتفهمهم وامتداحهم للطفل إلى ارتفاع في اعتبار الذات وارتفاع في الكفاح للإنجاز، بينما يؤدي النبذ والنقد إلى شعور بعدم الجدارة وإلى اتجاه من نوع (ما جدوى المحاولة)، ويؤدي اللوم المستمر على أن تكون صورة للطفل عن ذاته بأنه طفل شقي، وغالباً ما يتصرف بناء على هذه الصورة. فالأطفال الأشقياء يتصرفون بشكل سيئ وهم بذلك يؤكدون الصورة لأنفسهم ويبرهنون لآبائهم بأن التسمية السيئة كانت في مكانها، وكذلك فإن الأطفال الذين يخبرون بأنهم خرقى وتعوزهم البراعة يشعرون بأنهم بلهاء فعلاً ويتصرفون على هذا النحو، وهؤلاء الأطفال تتم الإشارة دائماً لفشلهم ولا يعطون أي ردود أفعال إيجابية، وعندما يكون أحد الزوجين كثير النقد لأساليب تنشئة الأطفال التي يستخدمها الآخر فإن هذا يخفض من مستوى اعتبار الذات لدى الأطفال كما يخفض من اعتبار الذات لدى الطرف الآخر. ومن المؤثرات القوية في الطفل طريقة المعلمين في التعبير عن الرضا، فالطلاب الذين يشعرون بـأن معلميهم غير راضين عنهم ينخفض اعتبار الذات لديهم كما ينخفض تحصيلهم العلمي وغالباً ما يتصرفون على نحو سيئ. 6. التقليد: إن الآباء الذين يشعرون بضعف في اعتبارهم لذواتهم يقدمون نماذج غالباً ما يقلدها الأطفال، فهم يعاملون أطفالهم بعدم الاحترام نفسه الذي يشعرون به نحو أنفسهم، ويشعر الأطفال أن عدم اعتبار الإنسان لنفسه أمر طبيعي، وهم يقلدون تعليقات والديهم بأن الآخرين أكثر نجاحاً، والجو الذي يكبر فيه هؤلاء الأطفال لا يتضمن مشاعر إيجابية نحو الذات والآباء الذين لا يحرصون على بذل جهدهم غالباً ما يكون لديهم أطفال يتصرفون بالطريقة نفسها، ويتأثر الأخوة والرفاق أيضاً بالطريقة التي يعامل بها الراشدون الطفل، فكلما عبر الآباء والمعلمون عن استحسانهم لطفل كلما زاد تقبل الرفاق له، ومن ثم تقبله لنفسه، ولذا فإن الكبار هم نماذج واقعية تظهر سلوك التقبل للطفل أو لا تظهره. 7. الإسقاط والإنكار: كثير من الآباء لا يعترفون بما يشوبهم من عيوب أو نقائص أو سلبيات، ويمارسون «الإنكار» بينهم وبين أنفسهم للاعتراف بأي نقيصة، ومن ثم التعامل الإيجابي والموضوعي معها، فالإنسان عادة لا يرى عيوب نفسه، ومن ثم إن جاء الأبناء وهم يحملون من تلك الصفات شيئاً، يجد الأب أو الأم مشكلة نفسية كبيرة في التعامل مع تلك النقيصة، لأنه في الأساس يفتقد إصلاحها في نفسه، ويمكن أن يسقط عيوبه بطريقة خاطئة على الأبناء دون أن يمتلك الطرق الصحيحة لتقويمها وتعديلها. فإذا كان الأب على سبيل المثال لا يحترم الوقت، أو دائم النكوص بالعهد، أو أنه مسرف في الإنفاق بطبيعته، فإنه يجد صعوبة كبيرة في تعديل اتجاهات ابنه أو ابنته إن حملا تلك الصفة. 8. سوء التنشئة: فيما يتعلق بأساليب التربية الأسرية والاجتماعية للأبناء، وتضارب، وتنافر، وتناقض الآراء والاتجاهات ووجهات النظر حيال المواقف والمشاكل الاجتماعية اليومية، أو حتى فيما يتعلق بمنظومة القيم والعادات والمعايير الأخلاقية والاجتماعية التي يتبناها كل من طرفي العلاقة الزوجية، من شأنه أن يلحق بعملية التنشئة أضراراً وتصدعات خطيرة. طرق العلاج تقول د. حنان عبد الحميد: يجب تعليم الطفل وإكسابه منذ وقت مبكر كيفية استخدام الوقت بشكل مجد، ولا سبيل عملياً في ذلك سوى أن يكون الأبوان نموذجاً له في ذلك، ويساعدانه في فهم وإدراك قيمة الوقت والزمن، بداية من تحديد أوقات اللعب والنوم والاستيقاظ ومواعيد الأكل، ومواعيد الخروج، وموعد متابعة الواجبات المدرسية. وتكمل المدرسة وبرامجها وأنشطتها هذا الدور بشكل فاعل ومؤثر، فالأطفال يعيشون منذ طفولتهم المبكرة الوقت حسب الطريقة التي تنظمه بها أسرهم، فيتعلم الرضع عن طريق الإشراط أن حاجاتهم يجب أن تشبع فوراً أو أن عليهم الانتظار مدة تتزايد تدريجياً. وحتى الأطفال الصغار يستمتعون بإنجاز مهمة ما في وقت محدد. فالطفل حديث المشي يمكن أن يتعلم اتباع روتين محدد ومعقول يعتاده مهما كان بسيطا، ويمكن أن يعتاد تنظيم غرفته كل مساء، أو أن عليه مسؤولية إعادة ترتيب المائدة بعد الغذاء. فالأطفال يشعرون بالنجاح إذا قاموا بإعداد المائدة أو المساعدة في تنظيف الحديقة المنزلية، أو تنظيف وتجميل الفصل الدراسي، والانخراط في العمل الجماعي والأنشطة التي يحبها الطفل، وما إلى ذلك. كذلك لابد أن يعتاد الطفل مبكراً على عدم تأجيل واجباته اليومية إلى الغد. ويمكن تعويد الطفل على تحمل نتيجة تكاسله بعدم اصطحابه إلى نزهة مثلاً. وفي المقابل ينصح بتشجيعه عند سرعة الإنجاز، حتى يدرك قيمة ما يحققه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©