الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: الابتكار يعزز استدامة نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات

خبراء: الابتكار يعزز استدامة نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات
21 سبتمبر 2016 21:22
مصطفى عبد العظيم (دبي) طالب خبراء وأكاديميون أمس، أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بضرورة وضع الابتكار في صدارة أولوياتهم وجعله ركيزة أساسية في دعم وتعزيز نمو أعمالهم، والاستفادة من البيئة الداعمة لرواد الأعمال المبتكرين والمبدعين في مختلف الأنشطة الاقتصادية التي توفرها الدولة، مؤكدين أهمية نهج الابتكار في ترسيخ القدرات التنافسية لهذه الفئة من المشاريع في السوق المحلي والعالمي على حد سواء، وأكد عبد الباسط الجناحي، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة على أهمية دمج نماذج العمل مع التقنيات الحديثة لدفع مسيرة الابتكار والارتقاء بالخدمات والمنتجات وتعزيز تنافسية الشركات والمشاريع الناشئة، مشيراً إلى أن العالم شهد تغيرات جذرية في نماذج العمل ضمن مختلف القطاعات أحدثتها شركات ناشئة سرعات ما توسعت وباتت عملاقة على المستوى العالمي. وأوضح الجناحي خلال قمة الابتكار العالمي 2016، التي انعقدت أمس في دبي، أن مثل هذه التوجهات والتجارب لدى رواد الأعمال المحليين ما تزال دون المستوى المطلوب وذلك لأسباب عديدة، من ضمنها توافر المعلومات والمعطيات السوقية وفهم آليات العمل في كل القطاعات، لاسيما أن التغيير الجذري يعتمد بشكل كبير على البيانات، وهو ما بادرت الحكومة بتوفيره من خلال قانون البيانات المفتوحة وغيرها، لافتاً إلى أنها مجرد مسألة وقت، فهناك العديد من الأفكار المبتكرة والناجحة في الإمارات وسائر دول المنطقة لكن بوتيرة متوسطة قد لا تظهر بشكل بارز، فهناك العديد من الشركات التي حققت إنجازات تحسب لها. إشكالية ثقافية ولفت الجناحي إلى وجود إشكالية ثقافية تجاه ريادة الأعمال والتخوف والتردد من المخاطرة في عالم المشاريع، مؤكداً أن المطلوب ليس فقط ابتكار أفكار جديدة، بل تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، مشيراً إلى أن دبي توفر البيئة المثالية للابتكار في ظل ما تتميز به من انفتاح واستقطاب لمختلف الخبراء والشركات والأفكار الريادية من شتى دول العالم، مما يوفر فرصة لرواد الأعمال للاطلاع على مختلف الأفكار وتطوير مبادرات خاصة بهم بشكل مبتكر وجديد من خلال تقديم حلول إبداعية لمشاكل في الأسواق أو ردم الفجوة في أي من القطاعات. وأشار إلى أنه من الضروري التأكيد على أن الابتكار ليس محصوراً فقط بالتقنيات الحديثة والاختراعات، فأي مشروع في أي قطاع سواء كان في اللوجستيات أو المطاعم أو حتى المفروشات وغيرها يمكن أن يتميز بنموذج مبتكر ولمسات إبداعية». وأكد الجناحي على أهمية اعتماد أفكار مبتكرة لاستثمار الأصول في حال تغيرت ظروف الأسواق أو اختلفت متطلبات الأعمال، ولفت إلى أن بعض العاملين في بعض القطاعات كالمفروشات مثلاً يطالبون بإجراءات لحمايتهم من المنافسة التي تفرضها المنتجات المستوردة من بعض الدول الخارجية، لكنهم لا يدركون أهمية تعزيز المقومات التنافسية لمنتجاتهم أو تحسين نقاط الضعف في العمليات، إذ قد يكون الخلل مثلاً في التسعير المبالغ فيه، أو التصميمات التي لا تلبي متطلبات العملاء. وأشار إلى أن المستهلك اليوم بات مطلعاً على كل ما يحدث في العالم من خلال جهاز الهاتف الذكي، وبالتالي أصبح أكثر انتقائية وإدراكاً لمختلف الخيارات والمستجدات في مختلف الأسواق وليس المحلية فقط. وانطلقت أمس فعاليات قمة الابتكار العالمي 2016 في دورتها الرابعة تحت عنوان «تحقيق السعادة والمستقبل الذكي»، حيث ناقشت القمة القضايا التي تعنى بالابتكار خاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة في القطاعات الحيوية، فضلاً عن عرض أبرز التجارب التي توصلت إليها الحكومات والقطاع الخاص عالمياً. وكرم الجناحي على هامش القمة ثلاثاً من الشركات المبتكرة في مجالات الرعاية الصحية، والتعليم، والطاقة والاستدامة وهم أستر دي إم للرعاية الصحية (الرعاية الصحية)، وشركة الابتكارات الأيكولوجية (الطاقة والاستدامة)، وشركة هيلدر للتكنولوجيا (التعليم). وشهدت القمة نمواً كبيراً في عدد الحضور والمشاركين في دوراتها الثلاثة الماضية، حيث انطلقت دورتها الأولى عام 2013 تحت عنوان قمة التطبيقات الذكية العالمية، وحضرها 8 آلاف مشارك من مختلف بلدان آسيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الماضية، وتميزت الدورة الرابعة بمشاركة 2000 مشارك من نخبة المختصين وصناع القرار من القطاعين الحكومي والخاص والمهتمين بمجالات الابتكار، بما في ذلك المعنيون بالمدن الذكية، والذكاء الصناعي، والشبكة العنكبوتية، والهواتف الذكية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والحوكمة الذكية، وغيرها. الحلقات النقاشية وضمت قمة الابتكار العالمي 2016 سلسلة من الحلقات النقاشية لعدد من المتحدثين والخبراء العالميين، ومنهم تيم جونز، مؤسس شركة مستقبل وجدول أعمال نمو وابتكار القادة في لندن، والبروفيسور جيمس ودهويسن من جامعة ساوث بانك لندن، وريتشارد كاستيلين، مؤسس شركة بلوك شين الإخبارية، ومونيك ماكينون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الطاقة التطويرية في كندا. وتناولت القمة جوانب مختلفة حول الابتكار والآثار المترتبة عليه في الصناعات المختلفة، وكيفية استدامة الابتكار لتحقيق مستقبل أكثر ذكاء، كما تحدث ممثل عن حكومة الهند عن تعزيز سياسة الابتكار في الهند. وقال الجناحي في كلمته الرئيسية:«خطت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات ملحوظة في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات، وخاصة في مجال الابتكار ودعم التنمية المستدامة، لتحقيق السعادة للمواطنين والمقيمين، وذلك بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة والمبادرات والبرامج النوعية التي أطلقتها الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، ونعمل نحن في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة على تعزيز البيئة الداعمة لرواد الأعمال المبتكرين والمبدعين في مختلف الأنشطة الاقتصادية . محرك مهم وعلى نحو متصل، قال لي مايلز، المدير العام لريد هات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا:«ليست تكنولوجيا المعلومات اليوم وظيفة دعم فقط، ولكن محرك مهم لنمو ونجاح الأعمال. وعلى هذا النحو، يحتم على مديري تقنية المعلومات ومديري تكنولوجيا المعلومات التفكير الإبداعي، وتحديد وحل المشاكل، واستخدام التكنولوجيا بأسلوب مبتكر، في سبيل تقديم قيمة حقيقية لمنظماتهم. وتعد قمة الابتكار العالمي 2016 مبادرة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وهي منصة ممتازة لإظهار القوة التحويلية للتكنولوجيا، ونحن حريصون على الدخول في مناقشات مع المشاركين في المؤتمر، وعرض ابتكاراتنا التي ساعدت الشركات في جميع أنحاء العالم على زيادة الكفاءة، وتوفير التكاليف». وقال شانتانو بهانساكار، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أس بي آي»، الجهة المنظمة لقمة الابتكار العالمي:«التكنولوجيا والابتكار هما محور الأعمال التجارية في المستقبل، ولا يمكن أن يكون هناك مكان لعرض أفضل التجارب المبتكرة، إلا من خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار 2016. وتعد القمة من أهم المحطات التي تلهم القادة والمؤسسات المبتكرة على مستوى المنطقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©