الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اغتيال 3 طيارين بسلاح الجو اليمني بكمين في لحج

9 مايو 2013 00:23
عقيل الحـلالي (صنعاء) - اغتال مسلحون مجهولون، أمس الأربعاء، ثلاثة طيارين بسلاح الجو اليمني في كمين بمحافظة لحج (جنوب)، حيث توجد قاعدة جوية رئيسية تستخدمها الولايات المتحدة لشن غارات بطائرات من دون طيار على المتشددين في اليمن. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، أن ثلاثة ضباط طيارين قتلوا صباح الأربعاء برصاص مسلحين مجهولين في شارع رئيسي مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، التي تعاني من انفلات أمني كبير منذ سنوات بسبب انتشار الجماعات المسلحة الانفصالية. وأشار البيان إلى أن الهجوم، الذي نفذه مسلحون كانوا على متن دراجتين ناريتين، وقع أثناء توجه الطيارين، وجميعهم برتبة عقيد، إلى مقر عملهم في قاعد “العند” الجوية، التي تحتضن منذ نحو عام مركزا عسكريا أميركيا في إطار التعاون الثنائي بين اليمن والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. والطيارون المستهدفون، الذين ينتمون إلى محافظات جنوبية، هم من “أكفأ” طياري سلاح الجو اليمني، حسب بيان وزارة الدفاع الذي ذكر أن المهاجمين لاذوا بالفرار دون أن يشير إلى هوياتهم. إلا أن مصادر عسكرية في قاعدة “العند” الجوية، تحدثت لـ”الاتحاد”، رجحت انتماء المهاجمين لتنظيم القاعدة، الذي خسر العام الماضي معاقله الرئيسية في جنوب اليمن إثر هجوم واسع شنته قوات الجيش مدعومة بالطيران الحربي والأميركي. وأوضحت المصادر أن المستهدفين “من كبار مدربي القوات الجوية”، وكانوا على صلة بالنشاط الأميركي العسكري في هذه القاعدة الجوية، المحصنة بإجراءات أمنية مشددة. ووصف مسؤول محلي في لحج هذا الهجوم، وهو ليس الأول من نوعه يستهدف طيارين في هذه القاعدة، بـ”الغادر” و”الجبان”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية. ولا يزال “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، ومقره اليمن، يشكل خطرا كبيرا على الحكومة الانتقالية التي تواجه تحديات اقتصادية جمة لإخراج البلد من أزمته المتفاقمة منذ أكثر من عامين على وقع انتفاضة شعبية أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي العام الماضي. وذكر الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، أن “آفة الإرهاب” ألحقت أضرارا جسمية باقتصاد اليمن المهدد بالإفلاس بسبب استمرار اضطراباته. وقال هادي، لدى استقباله بالقصر الرئاسي بصنعاء فريقا صحفيا أميركيا برئاسة الإعلامي توماس فريدمان: “الفنادق الكبيرة مقفلة والعاملين بالسياحة يقدر أعدادهم بعشرات الآلاف”، مشيرا إلى أن بعض الشركات الدولية رفضت التنقيب عن النفط والغاز في اليمن خوفا من الهجمات الإرهابية “رغم قدراتنا الفاعلة على حمايتها”. ولفت إلى أن اليمن مر خلال العامين الماضيين “بظروف دقيقة وصعبة وحرجة لم يسبق لها مثيل في تاريخه المعاصر”، معتبرا أن الأزمة التي نشبت بداية 2011 “نتاج أزمات متلاحقة منذ خمسين عاماً”. وقال هادي: “لدينا اليوم ستة ملايين من الشباب يحتاجون الى رعاية وفرص للعمل”، مؤكدا ضرورة حصول بلاده على مساعدات لمعالجة أوضاع العاطلين عن العمل “حتى لا يذهب البعض الى متاهات الإرهاب”. وفي سبتمبر الفائت، حصل اليمن، الذي يعيش ثلث سكانه البالغ عددهم 25 مليون شخص بأقل من دولارين للفرد يوميا، على وعود دولية بمساعدته بـ7.9 مليار دولار للخروج من أزمته التي وضعته في 2011 على شفا حرب أهلية بعد تفاقم الاحتجاجات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق. وذكر الرئيس الانتقالي، ردا على تساؤلات الفريق الصحفي الأميركي، أن الأطراف اليمنية المتصارعة في ذلك العام ذهبت للتوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض في 23 نوفمبر 2011 بعد أن استشعرت “خطر الانزلاق الى متاهات الهلاك”، موضحا أن الاتفاق، الذي ينظم انتقالا سلميا للسلطة في اليمن خلال عامين وثلاثة شهور، يقوم “على قاعدة لا غالب ولا مغلوب”. ولفت هادي، الذي انتخب بتوافق لولاية مؤقتة تنتهي في فبراير المقبل، إلى أن احتياجات اليمن لا تزال منذ خمسة عقود مرتبطة بالمياه والكهرباء والصحة العامة والتربية والتعليم والطرقات. وقال: “أينما ذهبت هذه مطالب اليمنيين لا تزال قائمة ولم تلب حتى اليوم”، مشيدا في الوقت ذاته بالإنجازات المحققة منذ التوقيع على اتفاق نقل السلطة، حيث اعتبر اجتماع أطراف الصراع في البلاد على طاولة الحوار للتباحث حول حلول للأزمات الكبرى “معجزة”، على حد تعبيره.من جانبه، حث السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، الحكومة الانتقالية على تحقيق تقدم اقتصادي ملموس من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية. وقال فايرستاين، للصحفيين في صنعاء، إن هناك “مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الحكومة الانتقالية. نتوقع أن نرى الكثير من الجهود التي تقوم بها الحكومة، خصوصا في المجال الاقتصادي”، معتبرا أن الحكومة لم تحقق في هذا المجال “ذات الإنجاز الذي كنا نتطلع إليه”. وأضاف: “نأمل أن يتحسن مستوى التنسيق بين الحكومة والمانحين” الدوليين، متمنيا أن تكون الحكومة “متجاوبة” مع اشتراطات المانحين لتخصيص تعهداتهم المالية في مشاريع اقتصادية واستثمارية. كما تمنى أن تحرز الحكومة اليمنية تقدما “في التعامل مع الإشكاليات المرتبطة بالبنى التحتية” كالتهديدات التي تستهدف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، مؤكدا ضرورة قيام الحكومة بـ”إيجاد فرص عمل” للحد من البطالة، و”دعم القطاع الخاص”، وتحقيق “إصلاحات اقتصادية” واسعة. ونفى السفير الأميركي ما ذهبت إليه مؤخرا تقارير صحفية بتوجهات لإقالة رئيس الحكومة، محمد سالم باسندوة، وقال: “لست مطلعا على أي جهود لتغيير باسندوة”، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء هو مرشح التوافق الوطني “وأعتقد بقاءه في هذا المنصب خلال المرحلة الانتقالية”. وأشاد بالتغييرات التي تشهدها المؤسسة العسكرية على خلفية القرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه هادي في 10 أبريل الماضي. وذكر فايرستاين، الذي التقى مؤخرا نجل صالح أن الأخير “يتطلع إلى هذه الوظيفة”. وردا على سؤال بشأن تزايد الدعوات المطالبة بنزع “الحصانة” عن الرئيس السابق، قال السفير الأميركي إن قانون الحصانة الذي أقره البرلمان اليمني أواخر يناير 2012 “جزء” من اتفاق “المبادرة الخليجية”. ودعا اليمنيين إلى حل خلافاتهم عبر الحوار الوطني “لتقويض المساعي الإيرانية لإفشال مؤتمر الحوار” الوطني الشامل الذي انطلق في صنعاء يوم 18 مارس كأهم خطوة في عملية انتقال السلطة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©