السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلقات غير مترابطة

15 يناير 2006
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل العمر وأخطرها حيث تكون حياة الطفل عجينة من السهل تشكيلها وفق معطيات الظروف المحيطة، وتختلف نفسيات الأطفال حسب موقعهم من المنطقة التي يعيشون فيها·
فالمنطقة تلعب دوراً بارزاً في تكوين شخصية الطفل ولقد كان الطفل برأس الخيمة وقبل دخول المدينة وما فيها من متعلقات نفسية يعتبر طفلاً مرحاً وسعيداً بالرغم أن هناك نواقص كثيرة يتمناها كما أن الأسرة كانت تعيش في حدود المعقول، ولها رحلتان (في الشتاء والصيف، وكانت نسبة الأمان المنتشرة في تلك الفترة تعطي مجالاً أوسع للانطلاق والتعبير عن الشعور ومتطلباته النفسية، والدليل أن الأطفال الذين أصبحوا رجالاً، يتذكرون كل خطوة خطتهم أرجلهم، ويتذكرون أيامهم الحلوة الجميلة، وحتى اخواتنا المواطنات واللاتي عشن حقبة طيبة، وتعفرت أرجلهن بتلك الأرض الطيبة مازلن يشتقن لتلك الأيام·
شريط جميل من الذكريات فتدمع عيونه بالحسرة على وقت ومطر جميل مضى، لكن أطفالنا الآن لا يمتلكون جزءا من ذاكرة الامن وليس لديهم ماض يختزلون فيه الذكريات، فالحضارة، وما فيها من متعلقات ومن أجهزه حديثة كمبيوتر، الكترونيات، ألعاب، كل هذه سرقت من أطفالنا طعم ولذة طفولته، وحولته إلى رجل صامت أو جهاز آخر لا يعي من مدخلات حياته شيئا، وحتى بعض حياة الأطفال اصبحوا في سجون معلقة، ينظرون إليك من خلال النوافذ والاستمتاع بجزء من حياتهم بالقرب من ظل شجره، حديقة، رمال بحر رمال بر، ويلقون بما في انفسهم خارجاً بدل هذا الضغط الذي يعيشه·
للأسف الشديد لقد أصبحت شخصية الطفل في عصرنا الحاضر عبارة عن عنصر مركب ضعيف البنية وغير متحد لمعطيات الحياه، ضعيف الموروث الأسري، فالخادمة أو حتى المربية هي التي تصنع وتدخل في نسيج حياته وتصنع تاريخه وتصوغ بعضا من معتقداته النفسية واليومية وطفلنا اليوم وحتى يكبر ويصبح رجلاً ليس لديه منطلق وطني واحتكاك ثقافي من الموروث الشعبي، عاشه كما عاشه الآباء والأمهات ونهلوا منه وأصبح هو الواقع والحقيقة·
إن اختلاف المتغيرات المناخية والطبيعة وما فيها من مواد طبيعية، صاغت لنا فكر وموروث عظيم تسلل في عقليه ووجدان الرجال والنساء وما اتجاه الرجال والنساء وهم في مراحل عمرية متقدمة لتجميع وترتيب مسكن، أدوات قديمة، وغيرها الكثير الا امتداد لحياتهم الأولى، وحنينهم إلى الماضي ولكن ماذا سيحفظ شباب أمتنا وبناتنا لمن سياتي من بعدهم، وهم بالاصل لا يمتلكون شيئا فكل ما لديهم مصنوع ومبرمج، حتى انهم يعتبرون كالآلة التي تحرك تلك المعدات، ساعتها تضيع الهوية وتضيع الوطنية، ولهذا الزاماً علينا أن تتواصل حلقات الترابط التراثي والأسري بدون انقطاع·
عبدالله حميد
رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©