السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مداخلات

15 يناير 2006

في احدى الحدائق العامة رأيتها تبسط على الأرض الخضراء بعض الألعاب والدمى والسكاكر تبيع للأطفال الذين يلهون ويلعبون من حولها ليس هذا بالشيء الغريب فنحن معتادون على رؤية نساء بائعات في الحدائق يكسبن رزقهن اليومي انما الغريب هي القصة المأساوية التي عرفتها منها وبفضول صحفية دنوت منها والقيت عليها التحية فهبت المسكينة وجاءت بالدمى والألعاب تعرضها لابنتي·
فبدأت بالحديث معها واتضح لي انها سيدة مواطنة مطلقة منذ فترة بسيطة ولديها اربعة ابناء لا عائل لهم ضاقت بها السبل واغلقت كل الأبواب امامها فهي طرقت ومازالت تطرق ابواب الجمعيات الخيرية في الدولة والتي ساعدتها بالشيء البسيط الذي لا يفي باحتياجات اربعة اطفال وامهم مع هذا الغلاء الفاحش الذي يزداد يوما بعد يوم، حتى اننا نحن اصحاب الوظائف والرواتب بالكاد نستطيع ان نلاحق هذا الغلاء المرتفع وان نفي باحتياجاتنا واحتياجات اطفالنا فما بالكم بتلك المرأة المسكينة التي تسعى على كسوة واطعام وتعليم اربعة اطفال·· قالت لي بنبرة حزن شديدة وترقرقت عيناها بالدموع التي انهمرت على وجنتيها الصفراوين الشاحبتين: توجهت الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كي أعرض حالتي لديهم علي أجد من يساعدني انا وابنائي على مواجهة هذه الحياة الصعبة، وتركت اوراقي حسب طلبهم لكني صدمت عندما عرفت ان القانون تغير ان المطلقات اللاتي تقل اعمارهن عن 35 عاما ليس لهن معونة اجتماعية·· وأجهشت في البكاء امامي ولم استطع لحظتها ان اتحمل هذه المأساة وأين؟ على أرض دولتنا الحبيبة، ومن هي صاحبة هذه المأساة؟ سيدة مواطنة شاءت الأقدار ان ترتبط بانسان غير مسؤول عنها وعن ابنائها فطلقها وتركها وحيدة تطرق الابواب تستنجد بمن يغيثها لكن حتى هذا المجتمع لفظها والمؤسسات الاجتماعية لا تساعدها، بالله عليكم اين تذهب هذه المرأة؟ وبمن تستعين؟ ولمن تمد يدها وقد ضاقت بها السبل؟
سميرة أحمد
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©