الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائشة عبدالهادي: انتظروا إنجازاتي ودعْكم من شهاداتي

15 يناير 2006

القاهرة- 'الاتحاد': مشكلة الحاجة عائشة عبدالهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة في حكومة الدكتور أحمد نظيف الجديدة أنها وزيرة بلا شهادة جامعية في بلد 'بتاعة شهادات'·· ولأنها حمراء الخدين وبلا شهادة انهالت عليها السهام والسكاكين قبل ان تجلس على مقعدها الوزاري وقبل ان تفتح اي ورقة في الملف المتخم لوزارتها·· فقد قالوا انها وزيرة فوق السن حيث تخطو نحو السادسة والستين·· وقالوا انها أول وزيرة محجبة في الدولة·· وهذا طعن فيها وغمز ولمز ضدها وليس مدحا، على أساس ان الوزيرة المحجبة تعني مغازلة الدولة للتيار الاسلامي أو للاخوان المسلمين على وجه التحديد·
التخريجات والاجتهادات اكثر من اللازم وكلها متجنية وخاطئة والتاريخ يقول ان وزراء كثيرين تسلموا حقائب على مر العصور ولم يكونوا أصحاب شهادات لكنهم نجحوا وحققوا انجازات اضعاف تلك التي حققها ذوو المؤهلات العليا وفوق العليا·
ووزارة القوى العاملة منذ نشأتها تقلب عليها وزراء كثيرون من حملة الدبلوم الصناعي أو خريجي مراكز التدريب المهني واسماؤهم جميعا معروفة·· ولكن أحدا لم يجرؤ على الطعن فيهم عندما كان الكلام أو حتى التفكير من المحرمات والكبائر·· كما أن هؤلاء الذين لا يحملون مؤهلات حقق كثير منهم طفرات وانجازات أنست الناس مؤهلاتهم بينما بقيت إنجازاتهم في الذاكرة·
اسمها عائشة عبدالهادي عبدالغني·· وتعود أصولها إلى محافظة بني سويف وكان أبوها صاحب محل فطاطري في القاهرة والتحقت بالعمل في احدى شركات الادوية بعد أن حصلت على الابتدائية·· وكان ذلك في العام 1957 وبدأ اجرها بأربعة عشر قرشا في اليوم أي انها بدأت عاملة يومية، وتبنتها مدام ريزراك وهي واحدة من طاقم الادارة البلجيكية لشركة الادوية وثبتتها في العمل بالشركة بمرتب ستة جنيهات شهريا وتوقعت لها مستقبلا واعدا·· ومازالت مدام ريزراك على قيد الحياة وعلمت باختيار الحاجة عائشة وزيرة فأرسلت اليها برقية تهنئة·
وعينت عائشة وهي في سن السابعة والعشرين مشرفة تدريب وتثقيف سياسي وزاملت الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل والوزير الراحل الدكتور محمد حلمي مراد في عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الاشتراكي بالجيزة·
وتكره الحاجة عائشة أن يناديها احد باسم 'عيشة' كما تصر على ان يسبق اسمها لقب الحاجة لانها كما تقول حجت خمس مرات وهي أم لمهندس ومحاسب ناجحين ويكملان دراساتهما العليا·
وقد أراحت الحاجة عائشة الجميع كما فعل المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم الذي تحدث بتفصيل ممل عن حياته الخاصة ولم ينكر انه مكوجي رجل ولم يترك فرصة لأحد كي يفتش لاستخراج اسرار لم يقلها·
فعلت الحاجة عائشة نفس الشيء وتحدثت عن كل تفاصيل حياتها وأصلها وفصلها·· بل قالت ان بعضهم قال انني وزيرة بالشهادة الاعدادية وانا اصحح له معلوماته واقول انني وزيرة بالابتدائية القديمة ولم احصل على الاعدادية لانني مرضت في وقت الامتحان ولم ادخله وتركت التعليم بعد ذلك وعملت بشركة الادوية·
دموع الوزيرة
وتفخر وزير القوى العاملة والهجرة بانها تحمل بطاقة شخصية منذ عام 1957 ومهنتها في البطاقة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن عاملة في شركة تنمية الصناعات الكيماوية 'سيد للأدوية'· وقد انهمرت الدموع أكثر من مرة من عيني الحاجة عائشة عندما توجهت إلى شركتها الأثيرة 'سيد للأدوية' واستقبلها زملاؤها وأبناؤها في الشركة بالزغاريد والهتاف واقاموا لها احتفالية ضخمة بمناسبة توليها الوزارة·
وفي هذا اللقاء تحدثت الحاجة عائشة على سجيتها وقالت ان تعيينها وزيرة ليس ذنبها وانها لم تسع يوما إلى هذا الموقع ولم تحلم به حتى عندما حجت في المرات الخمس كانت تدعو لنفسها ولمن تحب بكل الخير لكنها ابدا لم تتوجه إلى الله بالدعاء ليجعلها وزيرة·
وقالت: مارست العمل النقابي أكثر من خمسة وأربعين عاما وكان شغلي الشاغل هو الدفاع عن حقوق العمال·· وسأظل وأنا وزيرة عند مبدأي ولن أحيد عنه ولن أضحي بتاريخي النضالي كنقابية من أجل موقع وزاري زائل·
وقالت ان المنصب هو الذي جاءها يسعى ولم تذهب هي إليه ولم تقبل هذا المنصب إلا بعد ان أكد لها رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ان الدولة سترعى كل حقوق العمال ولن تمسها·· كما ان الرئيس حسني مبارك والسيدة قرينته شجعاها وقال لها الرئيس وهي تحلف اليمين: 'شدي حيلك يا حاجة عائشة' وطلب منها ان تثبت للجميع انها الأجدر بالمنصب·
وأكدت انها لن تتنازل عن أي حق لأي عامل ولن تنسى جذورها ولن تخلع نفسها من الطبقة العاملة وليس لديها ما تخفيه أو تخجل منه·
وأضافت الوزيرة: لم أضيع وقتي في الكلام والرد على ما يثار حولي وبدأت العمل فورا وأنا أدرى بكل دهاليز الوزارة فقد بدأت من الصفر ومن داخل العنابر وأعرف كل كبيرة وصغيرة·· وقد شكلت لجنة لمراجعة الأوضاع الوظيفية بالوزارة وضبط الأقدميات في ديوانها العام· وقالت ان الوزارة يتبعها احد عشر مكتبا عماليا بالخارج وقررت إجراء مسابقات شفافة ومحايدة وتحديد مواصفات دقيقة لمن يشغلون مواقع في تلك المكاتب وأهم هذه المواصفات اتقان اللغة الإنجليزية·· ولا مجال للوساطات في التعيينات ولا مجال لمراكز قوى بالوزارة·
وأضافت: سأثبت للجميع ان الوزيرة القادمة من عنابر العمال تستطيع حل أعقد المشاكل وتذليل أخطر العقبات·· ولن أنسى انني أيضا وزيرة للهجرة وسأعيد ترتيب أوضاع اتحاد المصريين بالخارج وإعادة تشكيل مجلس إدارته وعقد مؤتمر عام للمصريين بالخارج وتطبيق نظام تأميني خاص لهم عبر احدى شركات التأمين وسنطرح ذلك النظام في مناقصة عالمية بحيث يتم التأمين على العاملين بالخارج ضد مخاطر الغربة·
وتقول الوزيرة: انا عضو معين في مجلس الشورى وقد تقدمت باقتراح لإعادة تقييم سياسات الخصخصة المعمول بها·· وانا الآن في موقع حكومي ولدي حقيبة وزارية والمطلوب مني ان أدافع عن موقف الحكومة، ولكني لن أدافع عن شيء ضد قناعاتي ومبادئي وبدلا من ان استجوب الحكومة حول الخصخصة يمكنني من خلال موقعي ان اشارك في تقييم هذه السياسات والأولوية القصوى عندي للعمال وحقوقهم·
وتضيف الوزيرة: أنا لست محجبة ولكني أرتدي البونية مثل كثير من السيدات العاملات وهذا لا يعني انني غير ملتزمة دينيا فقد أديت فريضة الحج خمس مرات وأعرف واجباتي الدينية، ولا ينبغي تقييم الإنسان على أساس مظهره أو زيه ولقد اختارني الدكتور أحمد نظيف لموقعي وهو يعلم تماما انني صريحة وقوية في الحق وأرفض ما لا يعجبني 'ودماغي ناشفة'· والوزيرة التي يقولون عنها انها حاصلة على الابتدائية وبلا مؤهلات علمية تعلمت الكثير في مدرسة الحياة وعلمت نفسها بنفسها وتجيد اللغة الإنجليزية وحصلت على كورسات في اللغة من الجامعة الأميركية وتفهم جيدا في الاقتصاد والاجتماع والمنظمات العمالية وهي عضو منتخب بمجلس إدارة منظمة العمل الدولية وحصلت على 121 صوتا من اجمالي الأصوات البالغ عددها 125 صوتا·
وقالت: العالم كله يعرف إمكانيات عائشة عبدالهادي ويحمل لها التقدير والاحترام وعلى الذين يبادرون بالهجوم والنقد ان ينتظروا ماذا ستفعل الوزيرة التي لم تحصل سوى على الشهادة الابتدائية ويكفي أنني لم أزيف شهادة ولا عندي دكتوراة مضروبة ولم أخجل من الابتدائية أو من أصلي وفصلي ونصيبي من التعليم وأنا واضحة مع نفسي ومع الآخرين ويشرفني ان أكون العاملة عائشة عبدالهادي وكل هذا كان ينبغي ان يكون مثار اعجاب ومدح لا مثار ذم ونقد وهجوم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©