الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غياب العروض الترويجية وحرارة الجو وارتفاع أسعار الفنادق وراء عزوف المواطنين عن السياحة الداخلية

غياب العروض الترويجية وحرارة الجو وارتفاع أسعار الفنادق وراء عزوف المواطنين عن السياحة الداخلية
23 يوليو 2010 22:32
اعتاد بعض المواطنين السفر إلى الخارج لقضاء عطلاتهم وللترويح عن أنفسهم بعيداً عن ضغوطات العمل وروتين الحياة وهرباً من حرارة الجو ولهيب الشمس، عازفين بذلك عن السياحة الداخلية، على الرغم من وجود البرامج السياحية المتنوعة التي تقيمها مختلف المراكز في الدولة. ولتسليط الضوء على عزوف المواطنين عن السياحة الداخلية التقت “الاتحاد” بعدد من المسؤولين في إمارة الفجيرة ومنطقة الساحل الشرقي.. فماذا قالوا؟ يقول سعيد السماحي مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار بالفجيرة إنه لم يكن هناك الاهتمام الكافي بالسياحة الداخلية سابقاً، ويضيف أن عملية استقطاب المواطنين والمقيمين في الدولة تأتي من خلال الترويج للمناطق السياحية التي تزخر بها كل إمارة، وهنا يأتي دور هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، حيث يقع على عاتقها الترويج للأماكن التي تبرز السياحة في إمارة الفجيرة. فنادق جديدة بالفجيرة وأشار إلى أن عدد الاستراحات في عام 2009 في إمارة الفجيرة بلغ 15 استراحة استوعبت 123970 زائراً وسائحاً، و11 فندقاً تضم 1523 غرفة، كما وصل عدد النزلاء في الفنادق تقريباً إلى 312668 نزيلاً، وبلغ إجمالي عدد الذين نزلوا في الفنادق والاستراحات حوالي 436638 نزيلاً من السياح، وسيتم افتتاح فندقين جديدين في الفجيرة قريباً. وترى جمانة الغانم أن السبب الرئيس لعزوف المواطنين عن السياحة في الدولة هو عدم وجود عروض ترويجية تستغل المناطق السياحية في الدولة، بالإضافة إلى ارتفاع حرارة الجو وارتفاع أسعار الفنادق في الدولة مقارنةً بأسعارها في الخارج. ترويج وتوعية تضيف: على هيئات الترويج السياحي وشركات الطيران والسفر الاهتمام بهذا الموضوع، وذلك بعمل كتيبات ترويجية عن المناطق السياحية في الدولة، وعمل معارض للسياحة الداخلية، بالإضافة إلى الدعاية والإعلان وتخصيص برامج توعية تلفزيونية؛ لأن لدينا الكثير من المناطق التي تستحق الزيارة، ولو توافرت لدينا السياحة الداخلية فسيكون أثرها كبيراً على المواطنين من ناحية إلمامهم بمعالم دولتهم ومدنها وقراها وطبيعة أهلها ومناطقها السياحية، بالإضافة إلى تعزيز انتمائهم الوطني. أما زميلتها إيمان العويس، فتقول: من الممكن أن تصيف هذا العام داخل الدولة لتوافر كل سبل الترفيه المتمثلة في الحدائق المائية والرحلات البحرية ورحلات السفاري والتخييم والمنتجعات السياحية والفنادق.. لا تعتقد أن مستوى السياحة لدينا متدن، بل على العكس يزداد عدد السياح لدينا في فصل الصيف لوجود الدعاية والإعلانات التي تصل إليهم خارج الدولة. وتضيف: تخفيض أسعار الفنادق للمواطنين، وتوفير عروض خاصة لفئة الشباب سيقللان بدورهما من تكاليف السياحة الخارجية، وسيسهمان في تعرف هذه الفئة إلى مناطق جديدة يجهلونها في دولتهم. مشروع “كشته” بدورها، تقول ميثاء شعيب: “في الصيف الماضي، قمنا بإعداد مشروع تخرج بعنوان (كشته) الهدف منه تشجيع المواطنين والمقيمين في الدولة على السياحة الداخلية بعد أن اكتشفنا أن الكثيرين منهم لا يعرفون أن لدينا العديد من الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها للتمتع بمناظرها الخلابة دون الحاجة للسفر إلى الخارج”، وتضيف: “من خلال البحث الذي أجريناه لمعرفة أسباب العزوف عن هذا النوع من السياحة، وجدنا أن عامل الجو هو أول العوامل الطاردة للناس، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفنادق، حيث لا توجد عروض خاصة للمواطنين، كما أن اهتمام المكاتب السياحية ينصب على استقطاب الأجانب بشكل كبير خاصةً في عروض السفاري المخصصة لهم، وكان لا بد على هذه الجهات أن تهتم أولاً بجذب المواطن لبلده قبل غيره، ولو تحقق هذا الشيء سيكون للسياحة في بلدنا تأثير كبير من ناحية تعزيز ارتباط المواطن ببلده بعد أن يكتشف المناطق السياحية فيها، وهذا بدوره سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد المحلي”. معالم سياحية عالمية وتشجع أحلام البناي السياحة الداخلية بقوة وتقول عند انشغال الإنسان بعمله لا يجد الفرصة لزيارة كافة الأماكن السياحية في دولته، فالسياحة هي التي تزيد من ارتباطنا بها ونتيجةً لذلك تصبح لدينا معلومات أكثر عن المكان الذي نعيش فيه، وبما أن دولتنا ملأى بالأماكن الجميلة فيحتاج الإنسان إلى أوقات طويلة وإجازة أطول لزيارتها والاستمتاع بها، خاصةً أننا نملك أرقي الفنادق وأجمل الأماكن السياحية ولدينا معالم تغلبنا فيها على دول العالم ومبادرات ربما تحلم بها الدول المتقدمة، وهناك الكثير من السياح الذين تكون دولتنا هي وجهتهم السياحية. اكتشف معالم بلدك بدورها، ترى عائشة المعمري أن السياحة الداخلية تمنح المواطنين فرصةً لاستكشاف مكامن بلدهم لما يحتويه من إمكانات تجعله في صدارة الدول التي يشار إليها بالبنان، تقول: تتوافر لدينا المقومات السياحية كالمعالم الأثرية والتاريخية والثقافية أو ما اشتهر به شعب الإمارات من كرم الضيافة، وفي المقابل اختفاء مثل هذه المعالم عن الأعين وتنحي بعض وسائل الإعلام عن إبرازها بالصورة بالمناسبة من شأنه أن يكون واحداً من عوامل جهل الناس عنها. وتعزو عائشة سبب ابتعاد المواطنين عن السياحة الداخلية إلى إصابة بعضهم بالملل من ارتياد الأماكن المعتادة، وهذا يرجع لعدم إلمامهم بجميع المعالم السياحية الخلابة التي تمتاز بها المنطقة، وربما قد يرى البعض الآخر أن سياحته داخل البلاد لا تعتبر سفراً وإنما جولةً بسيطةً لا يشعر بأهميتها ولا بروح المغامرة والمسؤولية فيها. ويؤيد المصور الفوتوغرافي سعيد عبدالله جمعوه هذا النوع من السياحة لوجود الإمكانات الكبيرة لدولتنا التي يمكن إبرازها على المستويين المحلي والعالمي والمنافسة بها أيضاً، إلا أن هناك أسباباً كثيرة تجعل المواطنين يفضلون السفر للخارج ومنها الترويج الضعيف للسياحة الداخلية في الدولة على الرغم من وجود الإمكانات الضخمة للترويج عنها بشكل مميز لا سيما المناطق والقرى التي تبعد عن المدن. استغلال الشركات السياحية يقول سالم تميم الريامي: “الاستغلال الكبير للمواطن من قبل بعض الشركات السياحية التي تطالبه بدفع مبالغ كبيرة في بعض الأحيان لقاء تنظيم برنامج للسياحة الداخلية يعتبر من الأسباب الرئيسة للسفر إلى الخارج، وحتى إن قام بذلك شخصياً فإنه مطالب بدفع مبلغ أكثر من الذي تتطلبه شركة السياحة والعكس صحيح بالنسبة للسياح الأجانب الذين يزورون الدولة. ويضيف بقوله: في حال تم التركيز على السياحة الداخلية وإعطائها حقها، سيدرك المواطن أن دولته تحوي معالم ومرافق لا تقل أهمية عن التي تحويها البلدان الأخرى، إضافة إلى هذا سيقوم المواطن بالترويج لبلده وهذا ما نلاحظه من القلة الذين قاموا في الفترة الأخيرة بتأسيس شركات تقوم على الترويج السياحي الداخلي. المسؤولية مشتركة ويشير الريامي إلى أن اللوم يقع على عدة جهات أولها المواطن الذي يتقاعس عن الإلمام بما تزخر به الدولة من مرافق سياحية متنوعة، كما أن الإعلام مسؤول كذلك؛ لأنه يروج لبعض المناطق دون غيرها بشكل متكرر، أما شركات السياحة فعليها أن تعمل على تنظيم وتنشيط البرامج السياحية الداخلية بما يتناسب مع متطلبات الفرد، ولا بد أن يكون هناك تعاون بين هيئات وشركات السياحة في الدولة وبين المؤسسات الإعلامية لعمل حملات ترويجية ضخمة تشجع على السياحة المحلية، بالإضافة إلى إنتاج برامج تلفزيونية تروج لمعالم الدولة المختلفة. تطورات سياحية محلية يتساءل سعيد عبدالله المليح عن سبب بدء المواطنين بالسفر قبل استكشافهم لبلدهم التي تعد اليوم من البلدان الاقتصادية والسياحية والعمرانية خاصةً أنه يزداد ازدهارها كل عام، كما أنها تشهد تطورات مستمرة في مجال السياحة، وهنا يأتي دور الجهات المسؤولة في هذا الجانب التي عليها أن تباشر في عمل منشورات سياحية وتكثف من الحملات الدعائية والإعلامية، وتنظم رحلات داخلية للمواطنين خاصةً أن معظم المشاريع الجديدة التي تنجز في الدولة تخدم الجنسيات الأجنبية. يقول مدير مكتب علي بابا للسياحة بكلباء، عمر بن حنيفة: برامجنا المتعلقة بالسياحة الداخلية تتركز في فصل الشتاء وبعد رمضان وفي أيام إجازة المدارس وفي مهرجان دبي للتسوق، ولله الحمد دولتنا في غنى عن الترويج السياحي؛ لأن العديد من السياح يختارونها لقضاء إجازتهم فيها، وقبل سنة اتجه الناس للسياحة الداخلية نتيجة الأزمة المالية العالمية، وهذا بدوره نشط قطاع السياحة المحلية.
المصدر: الساحل الشرقي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©