الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنها ريح جوارديولا

21 سبتمبر 2016 22:12
مؤكد أن بيب جوارديولا لم يقد بايرن ميونيخ إلى ذات الثلاثية التاريخية التي حققها يوب هاينكس قبل أن يترك القيادة الفنية للفريق البافاري، فكل ما جناه بيب من مواسمه الثلاثة مع البايرن، ثلاثة ألقاب للدوري الألماني، ولقبان لكأس ألمانيا وسقوط لثلاث مرات متتالية من المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، ولكن الإرث التكتيكي الذي تركه جوارديولا لخلفه أنشيلوتي أكبر بكثير من أن يثمن أو يقاس بكثافة الألقاب وعدد مرات الصعود. غير السنوات الأربع التي قضاها جوارديولا في برشلونة ليعطي الميلاد لمنظومة لعب أحدثت ثورة نمطية في فلسفات اللعب، فإن السنوات الثلاث لبيب في بايرن كشفت فعلاً ما للرجل من باع في إبداع أنماط تكتيكية تزيد كرته الشاملة التي ورثها عن الراحل يوهان كرويف ألقاً ووهجاً وحصانة ضد الموت تحت غارات المنظومات المعادية؛ لذلك سيكون وصول جوارديولا إلى المان سيتي الإنجليزي إيذاناً باشتعال حرب تكتيكية لا هوادة فيها، لطالما أن فلسفة بيب ستقارع فوق منصات المتعة والإبداع، فلسفات يحملها مدربون مختلفون، منهم من هم من سلالة الكاتناشيو المنقح (رانييري وكونتي ومازاري)، ومنهم من هو سليل كرة القدم الواقعية (يورجن كلوب)، ومنهم من يوصف بالداهية لجرأته في دخول المناطق المحظورة (مورينيو)، ومنهم من يرتبطون بالكرة الرومانسية (كومان وبوكتينو). وبين المان سيتي الذي تركه الشيلي مانويل بيليجريني ظمآن يحفر الآبار من دون أن يصل إلى الينبوع ليرتوي بالألقاب، والمان سيتي الذي قدم نفسه بصورة ولا أروع في الجولات الخمس الأولى من البريميرليج، هناك بالتأكيد فوارق كبيرة على مستوى الشخصية وهوية اللعب والانسيابية الخارقة للأداء باعتماد ذات المفاتيح التكتيكية السحرية التي تفتح ما هو موصود من أبواب، حيث يصبح النهج هو النجم الأوحد داخل فريق يتحالف فيه اللاعبون مع مدربهم، من أجل الاجتهاد كل يوم في الحصص التدريبية، كما في المباريات من أجل الاقتراب إلى درجة الكمال. وعندما نقف على النهج القاعدي المعتمد من طرف جوارديولا (4-1-4-1) وما يحفل به من متغيرات ومن تحويرات، فإننا نقف بموازاة ذلك على الأضلاع التي يتأسس عليها هذا النهج القائم على ثنائية محورية، مهارة امتلاك الكرة والضغط العالي، ونقف أيضاً على ما يجب أن يكون عليه اللاعبون من تركيز شديد لفهم المغازي والغايات التي يرمي إليها النهج الموضوع من قبل بيب. لا أٌقول جازماً إن ما يؤشر عليه السيتيزن في الثلث الأول من الموسم محلياً وأوربياً سيقوده لاحتكار كل الألقاب، فالطريق طويل وشاق ومملوء بالمنعرجات، ولكنني موقن أن هذا الهواء الجميل المنبعث من مانشستر بألوانه السماوية والمصمم بحرفنة من الرائع جوارديولا، سيلطف أجواء البريميرليج ولربما سيرتفع به قليلاً ليحاكي الليجا الإسبانية التي باتت أنديتها السيد المطلق للقارة العجوز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©