الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الكردستاني» يبدأ الانسحاب من تركيا إلى العراق

«الكردستاني» يبدأ الانسحاب من تركيا إلى العراق
9 مايو 2013 00:26
أنقرة (وكالات) - بدأ متمردو حزب العمال الكردستاني أمس انسحابهم التاريخي من تركيا إلى شمال العراق، محذرا من أي “استفزاز”، في خطوة تندرج في إطار عملية سلام ترمي إلى إنهاء نزاع دام مستمر منذ ثلاثين عاما لكنها تبدو هشة. وجدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تأكيده على ضرورة مغادرة المتمردين الأكراد الأراضي التركية بأسلحتهم. وأكد زعيم أكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا أمس بدء انسحاب متمردي الحزب. وقال صلاح الدين ديمرتاش الذي يشارك في رئاسة حزب السلام والديمقراطية “نعرف أن حركة انكفاء المتمردين بدأت”. إلا أنه لم يتمكن من تحديد موعد بدء الانسحاب، مكتفيا بالقول إن “المقاتلين يستفيدون على الأرجح من ظلام الليل لينكفؤوا إلى معسكرات كردستان العراق”. وقالت مقاتلة في حزب العمال الكردستاني استخدمت الاسم المستعار دلال أحمد لوكالة الفرات نيوز القريبة من الأكراد “بدأ الانسحاب”، محذرة في الوقت نفسه تركيا. وقالت “حتى إذا انسحبت قواتنا إلى خارج الحدود التركية، لن يتردد المقاتلون في المقاومة إذا احتاج الأمر”. وذكرت النشرة الالكترونية لصحيفة “حرييت” أن عدة أرتال من المتمردين شوهدت من قبل قرويين تتوجه في وقت مبكر من أمس إلى العراق من الطرقات المتعرجة والجبلية في هكاري أقصى جنوب تركيا. وقالت جولتان كيشاناك الشريكة في رئاسة حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد إن الانفصاليين الأكراد بدأوا الانسحاب من الأراضي التركية أمس، مما يدفع عملية السلام التي تهدف إلى إنهاء تمرد أودى بحياة 40 ألف شخص، إلى الأمام. وكان الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني أكد أن انسحابه إلى قواعده الخلفية سيبدأ في وقت مبكر من أمس، في إطار عملية سلام جارية مع أنقرة. وقال “بعد النداء الذي وجهته قيادتنا واستنادا إلى القرار الذي اتخذته قيادة الحزب، سيعمل مقاتلونا على بدء عملية الانسحاب اعتبارا من 8 مايو”، لكنه حذر من أي “استفزاز” يمكن أن يزعزع العملية. وتابع حزب العمال أن “عمليات الاستطلاع المستمرة للطائرات بلا طيار تؤخر عملية الانسحاب”، مضيفا أن تحرك القوات المسلحة في جنوب شرق الأناضول ساحة نشاط الحزب “لا تؤثر على الانسحاب فحسب بل تمهد الأرض لاستفزازات ومواجهات، ومع كل ذلك ينتظر أن تصل طلائع مجموعات المتمردين في غضون أسبوع” إلى قواعدها في شمال العراق، حيث يوجد للحزب معسكرات محصنة بجبال قنديل العراقية. وحول احتمال بروز “استفزاز” عبر النائب الكردي النافذ ديمرتاش أيضا عن قلقه من تدخل ممكن “لقوى ظلامية”. وقال “لا نتوقع هجوما من قبل الجيش التركي، لكن قوى ظلامية أو ناشطين من قوات شبه عسكرية لا تخضع للقوات الحكومية يمكنها تخريب العملية”. وأكد أردوغان أمس للصحفيين في أنقرة مجددا ضرورة مغادرة المتمردين الأكراد الأراضي التركية بأسلحتهم. ونقلت عنه وكالة الأناضول قوله “يعرفون من أين دخلوا إلى تركيا وسيعرفون كذلك طريق الخروج نفسها”، عبر الطرق الوعرة في جنوب شرق البلد على الحدود مع العراق. وردا على أسئلة صحفيين قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج إن السلطات “تتابع العملية”. وأضاف أن “المهم بالنسبة لنا هو النتيجة، ولدينا انطباع بأننا قريبون من الهدف”، بدون أن يكشف تفاصيل سير العملية. بالمقابل، قال الرجل الثاني في حزب العمال مراد قرايلان في مقابلة نشرتها صحيفة تركية إن الانسحاب يفترض أن ينتهي في الخريف. وأكد أن الكرة الآن في ملعب أنقرة، مطالبا بإصلاحات تخدم الأقلية الكردية. كما شدد على رغبة الحزب الذي يعتبر تنظيما إرهابيا في عدد من الدول، في الإفراج عن زعيمه عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة. وسبق أن استبعدت أنقرة بشكل قاطع الإفراج عن أوجلان أو وضعه قيد الإقامة الجبرية. ويطالب أكراد تركيا بالاعتراف بحقوق محددة لهم مثل حق التعلم باللغة الكردية، إضافة إلى الحكم الذاتي لهذه القومية التي يتراوح عدد أفرادها في تركيا بين 12 إلى 15 مليون. ويشكل هذا الانسحاب المرحلة الثانية من عملية سلام بدأت بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد في نهاية مارس. وأكد الحزب أنه سيحترم التزامه الانسحاب من الأراضي التركية طالما لم يتعرض لهجوم من القوات التركية المسلحة. وفي السابق استغل الجيش التركي فترات هدنة أعلنها الحزب من طرف واحد لإلحاق خسائر كبيرة بقواته. لكن هذه المرة كل شئ يبدو مختلفا. وقدم رئيس الوزراء التركي ضمانات بهذا الخصوص. ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالي ألفي مقاتل، يضاف إليهم 2500 في القواعد الخلفية في شمال العراق. وكان الحزب أعلن في 25 أبريل أن قواته المقاتلة ستنسحب من تركيا اعتبارا من 8 مايو في إطار مفاوضات السلام الجارية منذ أواخر العام الفائت بين أوجلان والسلطات التركية. وكان أوجلان دعا في مارس الحزب إلى وقف إطلاق النار والانسحاب من تركيا. وأقرت الحكومة التركية الأسبوع الماضي إصلاحا لقانون مكافحة الإرهاب يحد من نطاق الملاحقات ضد ناشطين من أجل القضية الكردية. لكن جزءا من الرأي العام التركي ما زال يرفض بشكل حازم قرارات الحكومة ويعتبر هذا الحزب “إرهابيا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©