الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فيلبس: تشكيك الآخرين في قدراتي وراء صناعتي لـ”المستحيل”

فيلبس: تشكيك الآخرين في قدراتي وراء صناعتي لـ”المستحيل”
3 يناير 2010 01:01
وقع اختيار صحيفة التلجراف البريطانية على السباح العالمي مايكل فيلبس ضمن قائمة أصحاب اللقطات والإنجازات الأكبر خلال السنوات العشر الماضية، حيث جاءت لحظة التتويج بالذهبية الثامنة في أولمبياد بكين لتضعه في مصاف أساطير الرياضة بشكل عام والألعاب الأولمبية بشكل خاص، وأصبح السباح الأميركي في قائمة واحدة مع العداء الجامايكي أوساين بولت، وأسطورة سباقات الفورمولا - 1 مايكل شوماخر، ونجم الجولف تايجر وودز، وأيقونة التنس روجيه فيدرر. رصد دقيقة ومن جانبها رصدت صحيفة التايمز الشق النفسي لتفوق مايكل فيلبس، وعبر تقريريها أبرزت الصحيفة تصريحات فيلبس التي تدعم هذا الجانب وتؤكد على أن سخرية الآخرين من قدراته وخاصة في مرحلة الطفولة كان لها الأثر الأكبر في دفعه إلى تحدي المستحيل ثم صناعته فيما بعد، وهو الأمر الذي يشير إلى توفر قدرات كامنة داخل كل إنسان وفي شتى المجالات. التقرير الذي رصد بعض الجوانب الأخرى في صناعة أسطورة اسمها مايكل فيلبس جاء فيه: “إنها لحظات غريبة تلك التي تغير التاريخ، ففي عام 1997 قال مدرسو المدرسة عن طالب خجول لديهم من عائلة متوسطة الحال من بالتيمور في مقاطعة ميريلاند بأنه لن يحقق شيئاً أبداً في حياته، وقد كانت تلك الكلمات قاسية وحاسمة بالنسبة لمايكل فيليبس حيث قرر أن يغير كل شيء في حياته. ذكريات مؤلمة ويتذكر فيلبس تلك الكلمات التي قالها المعلم عنه جيداً، ويحكي كيف دفعته إلى السباحة بجد ونشاط، وأنه كان عازماً على أن يثبت للمعلم أن قوله خطأ وأن ما يعتقده عنه غير صحيح، وبدءاً من هذا اليوم، أصبحت حياة فيليبس سلسلة من المساعي خلف المستحيل، وأصبح روتين حياته اليومية هو الصمود والوقوف في وجه الصعاب، فلم يرد فقط أن يفوز ولكنه أراد أن يحقق أرقاماً قياسية وأهدافاً مذهلة، وأراد أن يثبت للناس جميعاً أنهم على خطأ فيما يظنون. فعندما أعلن مسبقاً قبل دورة الألعاب الأوليمبية في بكين أن فيلبس ينوي الحصول على ثماني ميداليات ذهبية في السباحة في تلك الدورة، علق أسطورة السباحة الأسترالي، إيان ثورب قائلاً إن “هذا السباح الأميركي لن يستطيع تحقيق هدفه”. وكان رد فعل فيلبس أنه علق قائلاً بأنه عندما يشك الآخرون في قدراته فإن ذلك يعطيه دافعاً قوياً يجعله يتقدم يوماً بعد يوم، فهو يريد أن يثبت لهم أنه باستطاعته أن يحقق أشياء يعتبرونها مستحيلة. وقد كان أول من حفزه هو معلمه بتعليقاته، والآن يستعرض هو الإنترنت بحثاً عن أي شخص لا يعترف بقدراته مثل منافسيه أو الصحفيين مثلاً أو أياً كان هذا الشخص كي يستمد من تعليقاته دافعاً له للعمل والانتصار، فكلما كان الآخرون سلبيين معه في تعليقاتهم عليه كلما زاد تحديه وتصميمه كي لا يوقفه أحد على الإطلاق. مشاكل التركيز والنشاط المفرط ولد فيلبس في عام 1985، وانفصل والده بعد سنوات قليلة، وتولت أمه تربيته، والتي يصفها بأنها أم حكيمة وعاقلة وقوية، حيث استطاعت أن تربيه هو وأختيه وهي في ظروف قاسية. ولكن مشكلة فيليبس في البداية كانت هي عدم قدرته على التركيز في شيء واحد لعدة دقائق، فقد كان مفرط الحركة والنشاط وكثير الأسئلة ولا يكف عن طرح الاستفسارات حتى يحصل على الإجابة، وكان هذا هو السبب في أنه تعرض للكثير من المشكلات مع رفاقه في الفصل الدراسي، واعتبره معلموه تلميذاً غير مطيع. وكان فيليبس يتعاطى علاجاً للتحكم في تلك الحالة من فرط النشاط ثلاث مرات في اليوم، ولكنه وجد شفاءه من تلك الحالة في حمام السباحة، فلأول مرة بعد أن مارس السباحة يشعر بالتخلص من تلك الحالة، والقدرة على التحكم في نفسه، وكان هذا النجاح الذي حققه هو محصلة تهميشه في المدرسة ومحاولته كي يثبت للآخرين أنه على عكس ما يظنون تماماً وكان يسعى دائماً للحصول على القبول الاجتماعي، والظهور اجتماعياً. عناق خاص وقد كان يعانق أمه بعد كل فوزه بالميداليات الثماني الذهبية، ولحظتها كان عقله يتذكر ذلك المدرس وتعليقاته عليه، ولكنه لم ير ذاك المعلم منذ أن غادر المدرسة ويتمنى لو يراه الآن. وتحدثت عنه الكثير من وسائل الإعلام مثل البرامج التلفزيونية والصحف والمجلات التي عرضت صورته مع تفاصيل عن حياته، وعندما سئل إذا كان ما تفعله معه وسائل الإعلام يعد تطفلاً على حياته، رد بأن الرياضة أصبحت تهم الجميع في العالم، وأنه لابد وأن يتوقع اللاعب أنه عندما يصل إلى مرحلة معينة فإنه لابد وأن يقبل بتدخل الصحافة ووسائل الإعلام في حياته الخاصة، وهذا يستدعي من اللاعب أن يكون أكثر حذراً وأن يتعلم من أخطائه. ويتطلع فيلبس الآن بقوة وإصرار لمنافسات أولمبياد لندن عام 2012 وتحقيق قفزة جديدة في تاريخه، ويرى أن ما يحدث من الآن وحتى موعد بطولة لندن 2012 سوف يكون دافعاً له لتحقيق المزيد من الإنجازات التاريخية في الأولمبياد، وعندما سئل عن أهدافه في لندن 2012 هل وضعها وحددها، أجاب بقوله نعم تم تحديدها وكتبها وأعدها ولكنه لن يخبر أحد عنها لفترة من الوقت. ولا حتى أمه، ولكن الشخص الوحيد الذي يعلمها هو مدربه بومان، ويرفض فيليبس وصف الناس له بأنه موهوب، حيث يؤكد أن التفوق لا طريق له سوى التصميم والعمل الجاد وإصرار الفرد على تحقيق أهدافه. من داخل عقل البطل وعن الأداء المذهل الذي قدمه في الألعاب الأولمبية يقول فيلبس إنه لا يفكر في أي شيء ويجعل عقله صفحة بيضاء، ويكون خالياً تماماً من أية أفكار سلبية، ويرى أن التدريب الجيد والصحيح وتكـراره يسـاعدان على استقامة العقل والجسم كما يساعدان على الثقة في القدرات. أما فيما يتعلق بالأداء داخل حمام السباحة فيعد الجزء الأسهل من الأداء بكل عام، فالتدريب والإعداد النفسي والتغذية وغيرها من مقومات صناعة البطل أكثر صعوبة من الدقائق أو الثواني التي يتواجد خلالها البطل في حمام السباحة أثناء السباق
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©