الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تشيريشيف.. هارب من «جحيم» الملكي إلى «جنة» القياصرة!

تشيريشيف.. هارب من «جحيم» الملكي إلى «جنة» القياصرة!
15 يونيو 2018 22:08
محمد حامد (دبي) «هنا روسيا» التي تتغنى بنجمها «دينيس تشيريشيف» الذي كان محوراً لفضيحة إدارية هزت عرش «الملكي» ليعود بعد ما يقرب من 1000 يوم ويصبح ملهماً للقياصرة في الانتصار الأول بالمونديال، والذي جاء على حساب الأخضر السعودي بخماسية، كان نصيب تشيريشيف منها ثنائية جاءت بطريقة مهارية خاصة، وتغنت الصحف الروسية بالنجم العائد بالصدفة إلى تشكيلة المنتخب، فقد كان غائباً لما يقرب من عامين، وعاد في مباراة الروس مع فرنسا الودية في مارس الماضي، بل إنه كان على مقاعد البدلاء في ضربة افتتاح المونديال أمام السعودية، وتم الدفع به بعد إصابة آلان دزاجوف في الشوط الأول. قصة تشيريشيف تؤكد أن من يتأخرون في بلوغ المجد لأسباب لا علاقة لهم بها، سوف يصلون إليه يوماً ما، فقد كان النجم الروسي سبباً في قرار الاتحاد الإسباني بإقصاء الريال من بطولة كأس الملك عام 2015، حينما شارك في مباراة الملكي أمام فريق قادش المتواضع، وحقق الفريق المدريدي الفوز بثلاثية لهدف، إلا أن تشيريشيف كان قد حصل على 3 بطاقات صفراء في النسخة السابقة للكأس، ولكنه خاض المباراة المذكورة ليتم إبعاد الريال عن المسابقة وسط ضجة هائلة، وفضيحة إدارية من العيار الثقيل للنادي الأكبر والأشهر في أوروبا، وحينها غرد النجم الروسي رداً على موجة السخرية التي حاصرته:«هذا لن يقتلني، بل سيجعلني أكثر قوة» وبعد عدة أشهر من واقعة إقصاء الريال من الكأس بسبب تشيريشيف تمت إعارته لفريق فالنسيا ومنه لفريق فياريال بعقد دائم في يونيو 2016، وعلى الرغم من أنه أحد أبناء أكاديمية الريال الذي انضم له قبل أن يتجاوز 12 عاماً، أي أنه استمر في أروقة النادي الملكي لمدة 14 عاماً، إلا أنه لم يحصل على فرصة حقيقية للظهور مع الفريق الأول مكتفياً بمباراتين فقط، وحينما أتت الفرصة كان محوراً لواقعة وصفتها الصحافة الإسبانية، بل والعالمية بـ«المخجلة» صحيح أن الخطأ الأكبر يقع على الجهاز الإداري للريال، إلا أن إدارة النادي قررت الاستغناء عنه لكي لا يطاردها شبح تلك الواقعة. مسيرة النجم الروسي بدأت بالجينات الكروية التي يحملها من الأب ديميتري الذي سبق له تمثيل روسيا دولياً، كما خاض الأب عدة تجارب احترافية في إسبانيا، وهو يعمل في التدريب حالياً، وكان الأب ملقباً بـ«الطلقة الروسية» بسبب سرعته وقوته البدنية الهائلة، والتي كان لها مفعول السحر في انتصارات دينامو موسكو، وكذلك فريقه الإسباني سبورتنج خيخون، وظهر الأب ديميتري بقميص روسيا في 10 مباريات دولية، والآن يواصل الابن المسيرة، ويبدو أنه سوف يفوقه بكثير، فقد حقق تشيريشيف انطلاقة قوية لمسيرته الخاصة، وكذلك لمسيرة المنتخب الروسي في المونديال، خاصة أن الفوز الكبير على المنتخب السعودي أعاد الثقة للروس بعد فترات طويلة من التوتر، والنتائج المخيبة للآمال في مراحل الاستعداد لكأس العالم. ولن ينسى تشيريشيف 14 يونيو 2018 أبداً، فقد سجل ثنائية بطريقة مهارية خاصة في افتتاح المونديال وقاد منتخب بلاده للفوز بخماسية، والمفارقة أنه لم يسبق له تسجيل أي هدف دولي في 11 مباراة سابقة، واكتملت له أسباب السعادة بحصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة، وفضلاً عن جميع هذه المكاسب، فقد دخل التاريخ المونديالي من الباب الواسع، فهو أول لاعب بديل يسجل في افتتاح كأس العالم، مما جعله ينطلق محتفلاً بما حققه، ليطلق صرخة يؤكد بها نجاحه في كسب التحدي، وقهر «النحس» الذي كان يطارده، سواء في مسيرته مع الريال التي امتدت 14 عاماً وانتهت بالتخلص منه بعد واقعة لم يكن هو المذنب الأول فيها. وبتواضع النجوم الذين يحافظون على رؤوسهم فوق أكتافهم، قال تشيريشيف عقب تألقه:«لم أكن أحلم يوماً بكل ذلك، سعادتي لا توصف، ولا يهم أنني لم أبدأ المباراة أساسياً، لا أريد التفكير في مثل هذه الأمور، أشعر بالرضا التام عن نفسي، لأنني حققت المطلوب حينما أتيحت لي الفرصة للمشاركة في المباراة، أما بخصوص هدفي الثاني، فقد سددت الكرة دون كثير من التفكير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©