الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إنقاذ ماء الوجه!

15 يونيو 2018 22:09
بالطبع نحتاج إلى كثير من الوقت لنفيق من صدمة مباراة الافتتاح، التي شهدت خسارة «الأخضر» السعودي أمام منتخب روسي، تحمله لعنان السماء ملايين المهج، ولكنه لا يملك ذاتياً مولدات الإبداع الرهيب، تماماً كما يحتاج لاعبو المنتخب السعودي ومدربهم بيتزي، إلا ما يخرجهم من حالة الذهول التي هم عليها الآن، وقد تكبدوا الخسارة التي تدمر النفسيات أكثر مما تنهش حظوظ التأهل للدور الثاني وتقضمها. غير الجلد المبرح للذات الذي يمارسه اليوم النقاد والمحللون والقيمون على شأن «الأخضر» السعودي، وقد كانت المباراة أمام روسيا بكل محصلاتها كابوساً للكرة السعودية، وغير الجزم بأن هذا المنتخب قدم سريعاً أوراق استقالته، وكشف الكثير من نواحي القصور، هناك أسئلة ساخنة تتوارد على الذهن جراء هذا الذي حدث وقد كان صادماً للجميع. ما الذي جعل «الأخضر» السعودي ينهار بتلك الصورة؟ ما هي الخطايا التي ارتكبها لاعبو «الأخضر»، فعوقبوا جراءها أشد ما يكون العقاب؟ وهل نعدم كل أمل في ردة فعل للمنتخب السعودي تداوي الكبرياء المجروح؟ إلى الآن لا أستطيع الجزم بأن هذا المنتخب السعودي لا يستحق أن يكون بين صفوة المنتخبات العالمية في الحدث الكروي الأكثر كونية، ولا أشاطر رأي من قالوا أن هذا المنتخب يفتقد للروح وللموهبة وللقدرة على والابتكار، فما كشفت عنه المباراة أمام منتخب روسي، دخل المباراة مرعوباً بسبب ما أصاب ودياته من عطل على مستوى الإبداع، هو أن لاعبي المنتخب السعودي لعبوا فوق إمكاناتهم، لنقل أنهم تقمصوا جلباباً تكتيكياً فضفاضاً، لا هو من مقاسهم، ولا هو متطابق مع خاماتهم الفنية، وإن كانت هناك من جنحة تكتيكية اقترفها المدرب الإسباني الأرجنتيني بيتزي، فهو أنه اختار لنزال روسيا نهجاً تكتيكياً هو من وحي كرة القدم الحديثة، نهج يقوم على الضغط العالي وعلى الاحتكار الإيجابي للكرة، إلا أن ما للاعبي «الأخضر» من ملكات فنية ومن مخزون بدني لم يحقق المطابقة المطلوبة مع هذا النهج، فسقط المنتخب السعودي في أخطاء لا تغتفر على مستوى ضبط الخطوط، وعلى مستوى النجاعة في الانتقال من الحالة الهجومية للحالة الدفاعية، بل إنه بدا عاجزاً حتى عن العودة إلى الأسلوب النمطي الذي تعود عليه، فكان الضياع الكامل، أو لنقل الشروع في الانتحار.. لا خلاف على أن الخسارة موجعة، وما يزيد من هولها على اللاعبين، أن الكل باع جلدهم بعد خماسية روسيا، مع أن ما تبقى لهم مباراتان لابد من تدبرهما بنفسيات معالجة وبمقاربات تكتيكية مختلفة، فإن لم يكن ممكناً المنافسة على بطاقة الصعود للدور الستة عشر، أنقذوا ماء الوجه وذلك أضعف الإيمان. بدر الدين الإدريسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©