الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المونديال ينعش اقتصاد روسيا بـ123 مليار دولار

المونديال ينعش اقتصاد روسيا بـ123 مليار دولار
15 يونيو 2018 22:10
أمين الدوبلي (أبوظبي) تحولت استضافة البطولات الكبري، وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم، إلى كنز استثماري واقتصادي كبير، يدر الأموال والأرباح على الحكومات، ويدعم اقتصادات الدول، ويحقق القفزات النوعية في معدلات النمو، ويرفع من شأن السياحة، ويعدل موازين الانفاق، ويحقق الدعاية والترويج للمدن بمليارات الدولارات. وبرغم أن روسيا التي تستضيف النسخة الحالية أنفقت 3 أضعاف ما أنفقته جنوب افريقيا في التجهيزات والإنشاءات والمرافق والطرق والفنادق، إلا أن عوائدها سوف تغطي المصروفات التي بلغت 13 مليار دولار، والأكثر من ذلك أنها ستحقق أرباحاً قيمتها 23 مليار كعوائد فورية خلال البطولة، بالإضافة إلى 100 مليار دولار منتظرة، وفقا للأرقام التي نشرتها الحكومة الروسية. وكأس العالم يقام في 11 مدينة روسية، حيث اختارت الحكومة المدن على أسس تاريخية، تجبر المشجعين والفرق المشاركة في المنافسات على زيارة المعالم السياحية فيها لإنفاق أكبر قدر من العملات الأجنبية، كما أن كل المنشآت والبنية التحتية التي تم اقامتها من أجل كأس العالم ليست مصروفات بلا عوائد، ولكنها قيمة مضافة تساهم في تطوير شبكة الطرق بالدولة، ورفع كفاءة الفنادق، وزيادة عدد الملاعب والاستادات المجهزة، بما يعود بالنفع ليس على الجيل الحالي فحسب، ولكن على الاجيال المقبلة، ويقود الدولة إلى تحقيق طفرة اقتصادية في بنيتها التحتية، كقاعدة يمكن التأسيس عليها في المراحل المقبلة. ويرى خبراء اقتصاد روس أن بطولة كأس العالم ستحقق عوائد وأرباح قيمتها 1.6 تريليون روبل، وهو أكثر بنحو 2.5 مرة من الأموال المستثمرة في هذه البطولة، مؤكدين أن مونديال روسيا هو الأغلى في التاريخ على ضوء ما تم إنفاقه من مبالغ على التحضيرات، حيث تم بناء وتجديد 12 ملعباً في 11 مدينة روسية. كما تم تحديث البنية التحتية للنقل، بما في ذلك المطارات والطرق والسكك الحديدية، وتم بناء 72 فندقاً جديداً في مختلف المدن الروسية، التي ستستضيف البطولة، ونشرت الصحف الروسية وفقاً لبيانات حكومية أن حجم المصروفات بلغ بالضبط 680 مليار روبل، أي ما يعادل 13.2 مليار دولار، تم تخصيص 390 مليار روبل منها من الميزانية الاتحادية، و93 مليار روبل من ميزانيات المدن الروسية الأخرى، بالاضافة إلى 196 مليار روبل أنفقها مستثمرون ورجال أعمال من القطاع الخاص. يقول يفجيني ياتاكوف، خبير الإقتصاد الروسي: «إن الأموال التي تم إنفاقها من أجل تنظيم البطولة ستعود على اقتصاد البلاد بتأثير مضاعف، متوقعاً أن تتجاوز عائدات بيع تذاكر المباريات، والتي يفوق عددها 3.1 مليون تذكرة، مستوى خمسة مليارات دولار. كما يتوقع أن ينفق المشجعون الأجانب على السكن والطعام نحو 5 مليارات دولار، كما يعول منتجو وبائعو الهدايا التذكارية أن ينفق 1.5 مليون سائح أجنبي قرابة 1.5 مليار دولار، أي بمعدل 100 دولار للشخص». وقدر ياتاكوف العائد الاقتصادي للبطولة بـ 1.6 تريليون روبل، وهو أكثر بنحو 2.5 مرة من الأموال المستثمرة في هذه البطولة. فيما نشرت جاليانا ديجيتار، الخبيرة في مجال السياحة، أن السائح الأجنبي الواحد الذي سيزور روسيا خلال البطولة، سيساهم في خلق 5 فرص عمل في قطاع الفنادق والمطاعم. كما توقعت ديجتيار أن يدر كل روبل تم إنفاقه نحو 4.5 روبل. وتؤكد أن المكاسب التي ستحققها روسيا من استضافة كأس العالم سوف تجعل من فلاديمير بوتين أفضل رئيس جاء في تاريخ روسيا على مر العصور. وقالت جاليانا: «سيزور روسيا مليون ونصف المليون سائح، لمتابعة الفرق المشاركة في كأس العالم، وعددها 32 فريقاً، في 11 مدينة، هم «كالينينجراد، وسان بطرسبرج، وفولجوجراد، وكازان، ونيجني نوفجورود، وسمارا، وسارانسك، وروستوف، وسوتشى، ويكاترينبرج». وبحسب الحكومة الروسية، فسوف يشاهد كأس العالم عبر شاشات التليفزيون حوالى 3 مليارات مشجع، ممما تطلب بناء 10 آلاف غرفة فندقية جديدة. وتتوقع الحكومة الروسية، وفقاً لما نشرته من بيانات رسمية على مختلف المواقع والصحف، أن تجذب البطولة حوالى 23.89 مليار دولار على الأقل مكاسب مباشرة، خلال كأس العالم 2018، أي 10 مليارات، زيادة عما أنفقته في تجهيز وبناء الملاعب والفنادق والطرق، وشراء المعدات الجديدة. أما بالنسبة للاستثمارات، فإن تقارير الحكومة تتوقع جذب استثمارات بـ100 مليار دولار، بالإضافة إلى أن بيع تذاكر المباريات سوف تجلب إيرادات بحوالي 5.3 مليار دولار. أما بالنسبة لحقوق البث المباشر والعلامات التجارية فسيجلب المونديال حوالى من 8 إلى 10 مليارات دولار، والأرباح من جذب أموال الرعاية من الشركات تصل إلى نحو 4.4 مليار دولار. بدر الحمادي: انتظروا روسيا قبلة للسياحة العالمية أكد المستشار بدر الحمادي، مدير الإدارة القانونية بالهيئة العامة للرياضة أن من يتقدم لاستضافة كأس العالم يكون لديه تصور كامل لاستثمار تنظيم البطولة بأفضل صورة، فهي أفضل ترويج لبلاده التي تكون قبلة للعالم على مدار أكثر من شهر، تتجه إليها الأنظار من مختلف القارات والأقاليم، وتجمع عنها المعلومات، وتستوعب تجربتها مع التحضر والرقي، ولا شك أنها سوف تكون هدف للزيارة سواء لعشاق الكرة من الجماهير المشجعة للمنتخبات، أو لكل من يرغب في السياحة في المستقبل. وقال: أغلب بلاد العالم تقاس تجربتها مع الحضارة والتطور وتحسب بما قبل استضافتها كأس العالم، وما بعدها، لان الاستضافة تترك أثراً كبيراً عليها، وفي حالة روسيا فإنها كانت بحاجة ماسة لهذا الحدث، لأنها دولة تغلب على صورتها النمطية بالنسبة للعالم أنها دولة مغلقة، ومن الصعب التعامل مع أهلها أو زيارتها، ولكننا الأن نتابع أن اللجنة المنظمة العليا للبطولة نظمت دورات تدريبية للمتطوعين وضباط الأمن من العاملين في المطارات ومحطات القطارات والمترو، وكيف يتعاملون معهم بالصورة التي تدعوهم لزيارة روسيا مرة ومرات أخرى بعد انتهاء المونديال. ويقول المستشار بدر الحمادي: الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد أصبحت مجالاً خصباً للاستثمار، والحكومات تتسابق حاليا ليس فقط لتطوير لاعبيها ومنتخباتها في مختلف الألعاب لتحتل مكانة عالمية حتى يكون ذلك أفضل دعاية وترويج للبلاد، ولكنها تتسابق لعرض نفسها من منصات الرياضة من خلال استضافة الأحداث الكبرى، ولمن قدر مكاسب روسيا من استضافة المونديال أقول بأن عوائدها بالقطع سوف تتجاوز الرقم المعلن وهو الـ 123 مليارا لأن العوائد الدعائية من تسليط الأضواء من أهم المحطات التليفزيونية العالمية، ومن خلال أهم الكتاب والصحفيين تتجاوز ذلك بكثير خصوصا، أن مدة كأس العالم طويلة تتجاوز الشهر، وأنا على يقين بأن روسيا سوف تكون هدفاً للسياحة العالمية بعد المونديال. أحمد الرميثي: «القوى الناعمة» أهم المكاسب من البطولة يقول أحمد الرميثي، رئيس شركة الوحدة لكرة القدم إن البعد الاقتصادي أصبح الهاجس الأول بالنسبة لكل الدول التي تسعى لاستضافة المونديال في آخر 20 عاما، لأنها تحقق أرباحا كبيرة، كعوائد مباشرة في الوقت الحاضر، وعوائد غير مباشرة في المستقبل، كما أنه فرصة مثالية لتطوير البنية التحتية للدول، وتعريف العالم بالدول المضيفة بإلقاء الضوء عليها، كمرافق ومنشآت وتجربة حضارية وإنسانية. وتابع: فيما يخص تجربة روسيا مع كأس العالم، فإن الموضوع يتجاوز العوائد الاقتصادية لأن روسيا دولة عظمى، وتريد أن تطل على العالم بعد مرحلة طويلة من البناء بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتريد أن تؤكد أن إمبراطوريتها عادت بقوة، وأنها مركز مهم من مراكز التأثير في العالم، بمعنى أنها تبحث عن القوة الناعمة من وراء الاستضافة، والقوة الناعمة أهم بكثير من السلاح والاقتصاد وذلك لأن القوة الناعمة تزيد قدرتها في التأثير على القرار الدولي. وقال: الرئيس الروسي نفسه فلاديمير بوتين حرص على الظهور في عدو مناسبات تخص المونديال، وكان على رأس المهتمين في حكومته بمتابعة الموضوع حتى فازت روسيا بالتنظيم، ثم كان حاضرا في كل المناسبات الأخرى بما فيها القرعة جنبا إلى جنب مع جياني انفينتينو رئيس الاتحاد الدولي، وقد تابعنا جميعا أن رئيس الشيشان بنفسه والكثير من مسؤولي من حكومته كانوا في استقبال المنتخب المصري عند وصوله إلى جروزني، وهو الأمر الذي يعكس قوة كرة القدم في العالم حاليا. داميان فيداجانيا: 3.6 مليون وظيفة قدمها مونديال 2014 للبرازيل يقول داميان فيداجانيا المدير التنفيذي لنادي فالنسيا الإسباني أن عوائد مونديال روسيا سوف تكون الأعلى في تاريخ البطولة، خصوصا أنها ستقام في 11 مدينة مختلفة، وأنه يتفق مع الدراسات التي أكدت أن كل روبل تم إنفاقه على التجهيز، سوف يدر دخلا يتجاوز الـ 4.5 ضعفا لما أنفق، مشيرا إلى أن الفوائد ليست مالية فحسب، ولكنها ثقافية ورياضية واجتماعية، فكل ملعب تم تأسيسه سوف يكون مصنعا للمواهب، ومنصة لاطلاق النجوم، وكل طريق أو فندق أو محطة أو مطار سوف يكون مصدراً يدر الأموال بعد أن كان قد استوعب الآلاف من الوظائف وفرص العمل في تأسيسه، ناهيك عن فرصة الاحتكاك الحضاري والثقافي الكبيرة بين ثقافة وحضارة روسيا وبين باقي حضارات العالم. وقال داميان: الدافع الاقتصادي أصبح يتقدم كل الدوافع الأخرى حالياً في التقدم لاستضافة الأحداث الرياضية، حيث أن كوريا واليابان البلدين اللذين استضافا كأس العالم حققا مكاسب مباشرة قيمتها 9 مليارات دولار، أما ألمانيا التي استضافت كأس العالم 2006 فقد حققت عوائد قيمتها 13 مليار دولار، فيما حققت جنوب أفريقيا مكاسب مباشرة قيمتها 5 مليارات دولار، أما البرازيل فقد شهد الناتج المحلي الإجمالي لها نموا يقدر بـ 30 مليار دولار خلال الفترة من 2010 وحتى 2014 التي نظمت فيها الدورة الأخيرة، كما أن عدد الوظائف التي أتيحت للمواطنين من استضافة المونديال في البرازيل قدرت بـ3.6 مليون وظيفة، وقد زار البرازيل حتى الآن من بعد المونديال 3.7 مليون زائر، وكلها أرقام لها دلالات مهمة. وأضاف: بالنسبة لمكاسب الفيفا فقد تصاعدت بشكل مذهل في البطولات الأخيرة، حيث أن بطولة 2002 بكوريا واليابان درت عوائد للفيفا قيمتها 129 مليون دولار، ارتفعت إلى 339 مليون دولار في بطولة 339 بألمانيا، ثم 705 ملايين دولار في بطولة 2010 بجنوب أفريقيا، و1.2 مليار دولار في بطولة البرازيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©