الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صبحي حديدي يقرأ تعريف القصيدة وأسباب التسمية وغياب القواعد

صبحي حديدي يقرأ تعريف القصيدة وأسباب التسمية وغياب القواعد
8 مايو 2012
استضاف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام أمس الأول في مقره بأبوظبي الناقد السوري صبحي حديدي في محاضرة بعنوان “قصيدة النثر وإشكالية التعريف الموسوعي.. أية قواعد؟ أي معايير؟” حضرها حبيب الصايغ مدير عام المركز وأدباء ومثقفون. وفي تقديمه للمحاضر أكد الإعلامي نايف النعيمي على ضرورة فصل الأجناس الأدبية بمصطلحات قارة، وأن ما تسعى إليه المحاضرة هو مناقشة المصطلح الملتبس ومعايير شكل قصيدة النثر وتعريفها. وعرض النعيمي سيرة صبحي حديدي العلمية ونتاجاته الأدبية عبر تجربته في الكتابة من خلال الكتب التي ترجمها وبخاصة “الأسطورة والرواية” لميشيل زيرافا و”الأسطورة والمعنى” لشتراوس ورواية “طيران فوق عش الوقواق” لكيني كيس و”ضجيج الجبل” لكاواباتا. استهل صبحي حديدي محاضرته التي ظلت بمجملها في إطار التنظير وتحديداً الغربي -بحسب قوله- وأكد في مقدمتها أنه “ليس جديداً التذكير بأن من المتعذر على أي تصور نظري لقصيدة النثر أن يتفادى مناقشة الإشكالية الكبرى الأولى، الكامنة في التسمية ذاتها، أي سعي هذا الشكل في الكتابة الشعرية إلى خلق مقولة ثالثة تتوسط بين، أو أحياناً وظائف المقولتين الرئيسيتين الراسختين في خطاب التعبير الأدبي مقولة الشعر، ومقولة النثر”. وتحول حديدي إلى قراءة التعريف لقصيدة النثر بين التنظير والقصيدة، وحاول في هذا القسم من المحاضرة الدخول إلى التسمية، كونها ليست مستقرة، وهذا المفصل من المحاضرة ليس جديداً، إذ تظل معضلة هذه القصيدة هي في التعريف بها وتسميتها، وسبق لحديدي أن عرض ذات المعضلة في أكثر من محفل نقدي سابق، إلا أنه هنا أراد أن يناقش تعريفاً لموسوعة أكاديمية بالرغم من أن قصيدة النثر جاهدت طويلاً كي تخرج من أطر المعايير وقيود الأكاديمية كونها قصيدة نثرية حرة. ويتوزع التعريف ذاته حسب صبحي حديدي إلى سمتين، مشكلتين في تسمية قصيدة النثر وهما أولاً اجتماع لفظتين متعارضتين دلالياً هما “قصيدة” و”نثر”، وثانياً قيام الشكل على تناقض بين جنسين خطابيين، وأن الإتكاء على هذه الحصيلة - التقليدية - هو الذي يتيح فتح قصيدة النثر على فضاء عريق من القدرة في أنها شكل شعري يناسب نطاقاً واسعاً مدهشاً من حاجات الإدراك والتعبير. استخدم صبحي حديدي في محاضرته الكثير من المصطلحات المتداولة في تجنيس قصيدة النثر من مثل “الإيجاز” و”اليومي” و”الإنساق التكرارية” و”التكثيف المتدرج” و”التراص”. ويرى حديدي أن قصيدة النثر تستهدف معرفة أو العثور على شيء لا يمكن بلوغه في ظل أعراف الوزن الأكثر تقييداً “حسب الفرنسي ميشيل بوجور”. ويؤكد أن قصيدة النثر عند بعض النقاد “هيرمين ريفاتير” مثلاً تناصية بالضرورة، وبذلك تطرق إلى آراء النقاد الغربيين، بالإضافة إلى الموسوعة الأكاديمية. واعتبر حديدي النموذج الفرنسي من قصيدة النثر الأوروبية كان هو الرائد عملياً، قبل أن ينقلب إلى مثال قياسي نقدي تطبيقي ونظري. اعتمد حديدي تعريف موسوعة برنستون، وذكر أشهر قصائد النثر الفرنسية وبخاصة مجموعة بودلير “قصائد نثر صغيرة” و”استنارات” رامبو. وتساءل حديدي في عنوان آخر من المحاضرة “كيف يكون النثر شعراً وبالعكس؟”، وعرض آراء الشاعرة الأميركية سنثيا رايدر في مقالتها “هل هناك حقاً شعر نثري؟ وما هي، إذاً قواعد كتابية”. ويتطرق بذلك إلى تعريف آخر لقصيدة النثر ويسترسل حديدي في هذا التعريف الجديد، ويرى في موقع ثالث تعريفاً ثالثاً لقصيدة النثر ويسترسل فيه طويلاً أيضاً ونكتشف أخيراً خلال عشر صفحات من المحاضرة أن الباحث قد استغرق في التعريفات الغربية لقصيدة النثر ابتداء من موسوعة برنستون حتى تعريفات المواقع الإلكترونية. ويختتم صبحي حديدي محاضرته بقراءة واقع “قصيدة النثر ومشكلات المشهد الشعري العربي المعاصر” وأيضاً يتطرق إلى المصطلحات المتعددة لقصيدة النثر وتعريف مجدي وهبة وجرجي زيدان 1905 ومعروف الرصافي 1925 لها. وأخيراً يخلص حديدي إلى أسئلة ومشكلات خمس ناقشها مع الحضور بالرغم ان هذه التعريفات لا تغني إزاء النموذج التطبيقي الغائب الذي لم يتناوله حديدي في محاضرته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©