الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إقبال ضعيف على الانتخابات التشريعية في سوريا

إقبال ضعيف على الانتخابات التشريعية في سوريا
8 مايو 2012
شهدت عملية التصويت لانتخاب أعضاء مجلس الشعب في سوريا امس، إقبالاً ضعيفاً وسط مقاطعة قوى المعارضة في الداخل والخارج وإجراءات أمنية مشددة. وشل إضراب عام معظم المدن السورية استجابة لدعوة نشطاء الثورة والمعارضة رداً على الاقتراع الذي وصفته بـ”المهزلة”. ورفض المحتجون السوريون التوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار المرشحين لانتخابات مجلس الشعب التي وصفوها بـ”المهزلة” رافعين لافتات كتب عليها “شهداؤنا مرشحونا”. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة صباحا لإجراء انتخابات يسعى النظام من خلالها الى كسب شيء من الصدقية، بينما أكدت المعارضة ان المشاركة فيها ستقتصر على مؤيدي النظام. ودعت السلطات 14 مليون ناخب في مختلف انحاء البلاد للادلاء بصوتهم واختيار ممثليهم لشغل 250 مقعداً في مجلس الشعب من بين 7195 مرشحاً يفترض ان يصادقوا على سلسلة من الاصلاحات التي وعد بها الرئيس. كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض، من جهته، السوريين “للإضراب او التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية”. واضاف بيان صادر عن المجلس “بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لإجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع وجرائم الابادة والعقوبات الجماعية”. واعتبر البيان ان اجراء هذه الانتخابات “يستهين بدماء آلاف الشهداء السوريين” ويدل على “استهتار نظام الرئيس بشار الاسد بالمبادرة الدولية العربية”. واضاف البيان “لقد أقسم ملايين السوريين منذ أكثر من سنة أنهم يريدون إسقاط النظام القاتل وهم بالتأكيد ينظرون بكثير من الاستخفاف لدعوتهم لتجديد شرعية النظام عبر انتخابات هزلية”. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي اصطفاف ناخبين أمام مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى، وأكد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية وجود انتشار أمني كبير من الجيش والشرطة، وأشار شاهد من دمشق أنه تم نشر أكثر من مائة نقطة تفتيش في مناطق داخل العاصمة وبالقرب من مراكز الاقتراع. وأكد مراقبون مستقلون في دمشق لوكالة الأنباء الألمانية أن الإقبال ليس كما كانت تتوقعه الحكومة. وأكدت وزارة الداخلية السورية أن “الانتخابات تسير بشكل طبيعي ومراكز الاقتراع تشهد إقبالاً ملحوظاً”، بينما وصفت وزارة الإعلام الانتخابات بأنها “يوم استثنائي”. وتؤكد السلطات السورية أنها وضعت كل المستلزمات التي تحقق سير العملية الانتخابية “بشفافية وديمقراطية”، وتضيف أن لجنة الانتخابات لجنة قضائية مستقلة. وكانت بعض أطياف المعارضة في الداخل أعلنت مقاطعتها للانتخابات على خلفية الأزمة الراهنة، فيما شاركت قوى من معارضة الداخل بمرشحين عنها في هذه الانتخابات، خاصة الأحزاب السياسية المرخصة حديثا وهي تسعة أحزاب. ويرى قدري جميل الأمين العام الحزب الإرادة الشعبية السوري أنه من “الممكن أن نصل إلى نظام تعددي خطوة خطوة وليس من الضرورة أن نصل له بشكل فوري”، مشددا على أن “النظام الانتخابي الحالي غير عادل، ولا يعطي المتنافسين في الانتخابات النيابية الحظوظ نفسها”. وأشار جميل إلى أن هذا القانون “يعطي الأفضلية إلى المدعومين من الدولة”، معتبرا أن “غير المدعوم من جهات الدولة حظوظه قليلة في النجاح”. وأكد شهود عيان وجود انتشار أمني كبير من الجيش والشرطة، وأوضح شاهد من دمشق أنه تم نشر أكثر من مئة نقطة تفتيش في مناطق داخل العاصمة وبالقرب من مراكز الاقتراع. وتشارك الأحزاب والكتل والقوى السياسية والمستقلون ترشيحا واقتراعا في الانتخاب بقوائم وتحالفات حزبية وسياسية ومستقلة وبشكل فردي تحت إشراف قضائي مستقل يضمن النزاهة والحرية والديمقراطية للناخبين في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب القادم وفقا لقانون الانتخابات العامة في وقت تشهد فيه البلاد إصلاحات حقيقية وجوهرية، شملت مختلف مناحي حياة المجتمع السوري توجت بإقرار دستور جديد للبلاد”. واستطلعت وكالة الانباء الالمانية آراء ناخبين في دمشق قال أحدهم إنه يريد المشاركة في الانتخابات، في حين أشار آخر إلى أنه سينتخب “لا أحد”، معربا عن اعتقاده أن نتائج الانتخابات في جزئها الأكبر تبدو معروفة. بالمقابل ترى نورا أن مقاطعة الانتخابات واجب على كل سوري يريد التغيير، وقالت “أتيت إلى مركز الانتخابات لأتأكد بنفسي من ضعف إقبال الناس على المشاركة”. وتحدث بعض الأشخاص عن ممارسة عدد من وكلاء المرشحين لنوع من الإحراج والضغط المعنوي على الناخبين، عندما يأتون لزيارة المراكز، ويطلبون منهم انتخاب مرشحيهم، ملمحين إلى إمكانية “تكريم” الناخبين الذي يختارون مرشحيهم دون أن يوضحوا ما المقصود بكلمة “التكريم”. كما تحدث بعض الطلاب الجامعيين عن أن بعض المرشحين يقدمون مساعدات مالية للطلاب الذين يختارونهم، وأشاروا إلى أن هذه المساعدات تتراوح بين ألف وخمسة آلاف ليرة سورية. وأكدت الموظفة الحكومية فاطمة أنها ستختار حزب البعث، وأوضحت :”أود دعم السلطات السورية لأنهم يمثلونني. أعترف أن هناك بعض الأخطاء والفساد، ولكن في وجهة نظري هذه أمور لا تكفي لتغيير موقفي”. وأكد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار أن انتخابات أعضاء مجلس الشعب “تسير بشكل طبيعي” وأن مراكز الاقتراع تشهد “اقبالا ملحوظا من قبل الناخبين” بحسب ما نقلت عنه وكالة سانا الرسمية. واضاف الشعار “لا مشكلة حتى الآن باستثناء بعض الأمور التي قد تحصل في أي جو انتخابي”. وبث التلفزيون السوري منذ الصباح صورا لعدد من المراكز الانتخابية في عدد من المحافظات السورية وكتب في اسفل الصور “السوريون يقولون كلمتهم في صناديق الاقتراع”. كما اجرى لقاءات مع عدد من المشاركين في الانتخابات، وقال احدهم من حمص إن “الانتخابات تجرى بأجمل صورة، خاصة بوجود التعددية الحزبية”. واعتبر آخر انها “البداية الحقيقية لبناء سوريا المتجددة”. ويشارك في هذه الانتخابات سبعة احزاب من بين تسعة، اعلن عن تأسيسها منذ إصدار قانون تنظيم الاحزاب الجديد، بالاضافة الى المستقلين وقائمة الوحدة الوطنية التي اعلنت عنها الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث، وتشرف على الحكم في البلاد. وقالت شهبا كريم (18 عاما) لوكالة فرانس برس لدى خروجها من العازل في مركز الاقتراع في ساحة السبع بحرات وسط دمشق “آمل ان تشكل هذه الانتخابات حلاً نهائياً للأزمة”. واضافت “لقد انتخبت لأنني اؤيد الإصلاحات، لكنني آمل من اعضاء المجلس الجديد ان يؤمنوا فرص عمل للعاطلين عن العمل كي لا يضطر الشباب للهجرة”. ويقوم مؤيدو المرشحين بتوزيع بطاقات الاقتراع امام المركز داعين الى انتخاب مرشحهم. وقال الطالب في جامعة دمشق ليث الحلاج (22 عاما) “يجب ان يكون للانتخابات صدقية كي يقبل الناخبون بالاقتراع، وبذلك يظهرون اهتمامهم بالازمة التي تمر بها البلاد ويجدون لها حلا”. وفي مشهد مختلف، شهدت مناطق عدة في ادلب ودرعا وحماة اضراباً عاماً احتجاجاً على إجراء الانتخابات، اضافة الى بعض احياء العاصمة دمشق وبلدات ريفها، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال ناشطون في المكتب الاعلامي للثورة في حماة، إن “احياء حماة واسواقها شهدت اضرابا كاملا ردا على انتخابات مجلس الدمى “. واضافوا أن الاضراب يشمل بلدات الريف، مشيرين الى ان قوات الأمن “تقوم بإجبار الاهالي على فتح محالهم في طيبة الامام”. وقام ناشطون في حي الاربعين في حماة بإلصاق صور قتلى الاحتجاجات على انهم مرشحوهم لمجلس الشعب فيما اطلقوا عليه اسم حملة “شهداؤنا مرشحونا” بحسب ما اظهرت مقاطع بثت على الانترنت. وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في ادلب نور الدين العبدو في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس “لا يوجد في ادلب وريفها أي علامات على وجود انتخابات في البلاد”. واضاف “النظام يحاول ان يوهم نفسه أنه مازال قائما من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى إلا بقبضة الدبابات”. وفي محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية افاد ناشطون في تنسيقيات الكرد وكالة فرانس برس ان “مدن الحسكة والقامشلي والدرباسية وعامودا ورأس العين (سري كانيه) ومعبدة والمالكية والقحطانية (كركي لكي) والهول والشدادي شهدت مقاطعة واسعة للانتخابات”. وقال هفيدار الناشط في تنسيقيات الكرد “انتخابات مجلس الشعب بالنسبة للنظام ليست سوى دعاية انتخابية لأن النظام قد قام بتحضير القوائم الناجحة مسبقا لأحزاب الجبهة التقدمية والمستقلين الذين قام النظام بتزكيتهم”. واظهرت مقاطع بثها ناشطون تظاهرة في مدينة الدرباسية رفعت فيها لافتات “انتخابات مجلس الشعب مسرحية هزلية انتخابا وترشيحا”. وفي دمشق، قال فادي (47 عاما) إنه لن يشارك في الانتخابات مضيفا “لقد شاركت في الاستفتاء على الدستور، ولم اوافق عليه لكن الأمر مختلف الآن، لأن المشاركة اليوم موافقة على الوضع القائم”. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان “مدينة حلب وريفها شهدت اضرابات وتظاهرات امس احتجاجا على الانتخابات”. وبحسب الحلبي، فإن السلطات “استقدمت موالين لها الى المركز الانتخابية الاساسية في المدينة لتوحي ان هناك حركة انتخاب، فيما المراكز الفرعية في المدينة مقفرة”. وافادت لجان التنسيق المحلية أن مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية شهدت “اعتصاما داخل نقابة المهندسين “رفضا للحل الامني، ورفضا لانتخابات مجلس التصفيق، وتضامنا مع جامعة حلب”. وفي لبنان، قال الناشط السوري شكيب جبري، إن “السوريين اهتموا بالانتخابات الفرنسية اكثر من اهتمامهم بالانتخابات السورية”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©