الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الحلم العربي

15 يونيو 2018 22:20
مع نهاية كل حدث رياضي من الحجم الثقيل، يتم اختيار فريق نجوم العالم، وفي أغلب الأحيان تتم برمجة مباريات رفيعة المستوى بين هذا الفريق وفرق أخرى من مختلف أرجاء الكرة الأرضية.. كما أنه عند اعتزال أي نجم عالمي يتم تجميع أصدقائه النجوم بطريقة تشبه سرعة الصوت، حتى صار التقاؤهم أسهل من التقاء أفراد الأسرة الواحدة عندنا، وأنا شخصياً أكاد أحسدهم على ما يصنعونه في هذا الشأن، وأتساءل لم لا نصنع لأنفسنا حدثاً يضاهي ما نراه بالعين المجردة، ولماذا يدخل ويخرج علينا اللاعبون الكبار من المحيط إلى الخليج، من دون أن نستغل نجوميتهم الضاربة في كل شبر من الأرض، وبكل بساطة لماذا لا نجمع نجومنا العربية في منتخب واحد يمثلنا جميعاً في أكثر من مناسبة، نقارع به بقية لاعبي العالم.. الفكرة راودتني من زمان، وأنا أرى بأمي عيني «وأبيها أيضاً» نجوماً يأتون إلى الملاعب العربية، وينثرون سحرهم هنا وهناك، ثم يذوبون مثل قطع السكر في ماء النسيان، فأين الجوهرة السوداء المغربية العربي بن مبارك، ومن بعده محمد التيمومي وبادو زاكي وعزيز بودربالة، وأين الساحر الجزائري رشيد المخلوفي، ومن بعده رابح ماجر ولخضر البلومي وعلي الفرقاني، وأين الإمبراطور التونسي طارق ذياب، ومن ورائه زبير بية وعيادي الحمروني وإسكندر السويح، وأين «كابتن ماجد» السعودية، وجاسم يعقوب الكويت، وأحمد راضي العراق، وأين محمود الخطيب المصري، وأين فوزي العيساوي مهندس الكرة الليبية، وأين الفلتة الكروية الحية على الدوام الإماراتي عدنان الطلياني.. وأين.. وأين.. وأين؟ النجوم كما ترون بعدد شعر الرأس في كل شبر من المحيط إلى الخليج، لكن نصف الجمهور العربي لا يعرفهم ولم يرهم ولم يتمتع بهم، كما يتمتع الجمهور الأوروبي بنجومه، لأن بطولاتنا محدودة وأحلامنا محدودة ومحبتنا لبعضنا أيضاً محدودة، وإلا كيف نحرم هذا الجمهور العربي الممتد من الصحراء إلى الماء، من لمسات عمر عبد الرحمن «عموري»، وكيف نمنع عليه سحر يوسف المساكني، وكيف لا نقدم له لاعباً برتبة مهندس اسمه رياض محرز، وسهماً لا يرد ولا يصد اسمه محمد صلاح، وكيف نغفل عن لاعبين ـ نجوم مثل بوصوفة وسليماني والخزري وبالهندة وبونجاح وغيرهم كثير، والسؤال الأكبر متى نجمع هؤلاء «الفلتات» الكروية في منتخب واحد يرفع لواء الأمة الواحدة، حتى نلتحق بالركب ونشعر أننا فعلاً نواكب العصر.. عندما أشاهد الحارس المصري عصام الحضري وهو في سن الخامسة والأربعين «19 يناير 1973» يقفز كالغزال على معشب المونديال أتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الله حبانا بأشياء لم يمنحها لغيرنا، وأؤمن أن الحلم العربي سيظلّ شاباً على الدوام، لكن متى يتحقق؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©