السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الاتحاد» في «الدريهمي» البوابة الرئيسة إلى مركز الحديدة

«الاتحاد» في «الدريهمي» البوابة الرئيسة إلى مركز الحديدة
16 يونيو 2018 12:12
ماجد عبدالله (الحديدة) تعد الدريهمي إحدى مديريات محافظة الحديدة غرب اليمن، بوابة رئيسة للوصول إلى مركز المدينة من الجهة الجنوبية والغربية، وتكتسب أهمية إستراتيجية كبيرة لكونها تبعد عن المطار الدولي 10 كيلومترات، وتمتلك ساحلاً يمتد لأكثر من 15 كيلومتراً. وتمكنت قوات المقاومة المشتركة بإسناد من قوات التحالف العربي من التحرير الكامل للمديرية، وإحكام السيطرة على مناطقها، عقب طرد ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية. وتمكنت صحيفة «الاتحاد» من الدخول إلى المديرية التي لا تزال تشهد عمليات تمشيط لنزع مئات الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها الميليشيات قبل فرارها وهزيمتها، بصورة تعكس مدى وحشيتها وإجرامها. وقامت قوات المقاومة المشتركة بتطهير المناطق المحررة في الدريهمي من جيوب وأوكار الانقلابيين لاسيما في منطقة وقلعة الطائف الساحلية، ومنطقتي غليفقة والمنتجع السياحي الريفي. وتقع الدريهمي في الجزء الغربي، وتطل على البحر الأحمر، يحدها من الشمال مديرية المراوعة، ومديرية الحوك من مدينة الحديدة، ومن الجنوب مديرية بيت الفقيه، ومن الشرق مديريات السخنة والمراوعة وبيت الفقيه، ومن الغرب البحر الأحمر، ويبلغ عدد سكانها 55 ألف نسمة، وتضم 84 قرية. ونظراً لموقعها المتميز على شاطئ البحر الأحمر فإن ذلك أكسبها أهمية إستراتيجية دفاعية، إذ شهدت بناء عدد من القلاع التاريخية والأثرية أثناء الاحتلال العثماني، من بينها «قلعة الدريهمي» غرب المدينة، وتستخدم حالياً مقراً لإدارة المديرية، و«قلعة الطائف» و«قلعة قضبة». وتجولت «الاتحاد» في أنحاء المديرية، وعاينت ما تبذله الفرق الهندسية من عمليات انتزاع عبوات الموت من تحت الأشجار والطرقات والمنازل، وبحسب مصدر في الفرق فإن الألغام تم زرعها عشوائياً من دون خرائط من أجل استهداف المدنيين، موضحاً أن هناك أنواعاً من الألغام محرمة دولياً، وأخرى إيرانية الصنع. وأثناء التجول، شوهد أهالي وهم يتفقدون منازلهم وسط تحذيرات من قبل قوات المقاومة من عدم الاقتراب لعدم استكمال تطهير المناطق كافة من الألغام التي تمثل عائقا في عودة النازحين إلى ديارهم، وقال الحاج عبده زيني من أبناء المديرية لـ«الاتحاد»، العائد بعد ثلاث سنوات من النزوح والهروب لتفقد منزله: «ميليشيات الحوثي مارست بحق الأهالي كل أنواع الظلم والبطش، ولن تتوارى حتى عن اختطاف الأطفال وابتزاز أسرهم، من أجل دفع مبالغ لإطلاق سراحهم». وروى زيني حكايته التي بدأت بالهروب من بطش وإجرام الحوثيين، بعد أن ذاقت أسرته ويلات الاستعباد والمهانة. وقال: «أكسب رزقي من دخل قيادة دراجة نارية، ومع دخول الحوثيين تم فرض رسوم المجهود الحربي على الأهالي برغم الأوضاع الصعبة التي نعيشها قبل أن تتطور تلك الانتهاكات وتصل إلى حد اختطاف الشباب والأطفال والزج بهم في جبهات القتال والمطالبة بفدية لإطلاق سراحهم». وأضاف: «الحوثيون اختطفوا طفلي البالغ من العمر 11 عاماً، وطلبوا مني دفع مبلغ نصف مليون ريال يمني مقابل الإفراج عنه، توجهت إليهم وتوسلت لكي يتم إطلاق سراحه ولكن لم يرحموا كبر سني وضعفي، لهذا دفعوني لبيع دراجتي النارية ومجوهرات زوجتي لإعادة طفلي إلى حضني»، وأضاف: «ما تعرضنا له دفعنا إلى النزوح والفرار من جحيم الحوثيين باتجاه مدينة المخا المحررة، وفور تحرير الدريهمي عدنا كي نتفقد ممتلكاتنا ومنازلنا التي تعرضت للنهب والسلب من قبل تلك العناصر الإجرامية التي لم تفر من المديرية حتى تأكدت أن ألغاماً قاتلة ستدمر كل شيء». «فرحة النصر»، لم يكتمها محمد إبراهيم أحد المعلمين في الدريهمي، فأوضح لـ «الاتحاد» أن فرحته واسعة وهو يشاهد الانتصارات واستعادة المديرية من سيطرة الميليشيات الإرهابية التي جثمت على صدور الأهالي لسنوات. وقال: «تحررت الدريهمي من عصابات الجهل والظلام والتخلف.. نعم اليوم الفرحة والبهجة لا تسعني، فكم تمنيت هذا اليوم والنصر والتحرير الكبير والانتصار على الميليشيات، بعد أن فقدنا الأمل بالعودة إليها مرة أخرى». وأضاف: «لقد اقتلعت هذه الجماعة الجاهلة كل ما هو جميل، وقامت باستبداله بلغم يقضي على حياة المدنيين الأبرياء حتى بيوت الله لم تسلم من ألغام إيران»، وشكر باسم كل أبناء المديرية، الإمارات، وقال: «الأشقاء يعملون على نزع الشوك والموت الذي تزرعه الميليشيات ويستبدلونه بالورود والسلام». أما الشاب هيثم فايد فقال لـ«الاتحاد»: «نشكر حضوركم وزيارتكم إلينا، وها هي ميليشيات الحوثي اليوم تلهث مثل الكلاب المسعورة بعد أن تم دحرها وطردها وقتلها شر قتل، وسحقها شر هزيمة». وأضاف: «نعم تحررت الدريهمي وهذا نصر من الله ونصر عظيم، فبالرغم من كثرة الألغام والمتفجرات والعبوات فإن الناس لم يتخوفوا ولا يمنعهم أي عائق أو لغم من العودة إلى مديريتهم»، وتابع قائلاً: «لقد سقط أخي هنا شهيداً ليروي تربة بلاده بدمائه الزكية.. نعم سقط أخي شهيداً بانفجار لغم زرعته عناصر الحوثي أمام منزله ولم يعلم إلا بصوت الانفجار، ومن ثم فارق الحياة». وقالت رئيسة مركز التجمع النسائي في المديرية، إلهام محمد سعيد: «تحررت مدينتي بعد ما سلبتها الميليشيات كل شيء جميل فيها». وأضافت: «من يعيد إلينا كل ما سلبته هذه المليشيات من مزارعنا المحترقة ومن منازلنا والمقرات الخدمية التي تم تدمير والأضرار بها خلال الثلاث السنوات والنصف الماضية». وتابعت: «عدت مع طفلي بعد نزوحنا إلى مناطق محررة في الساحل الغربي بظروف صعبة، فكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية المنقذ الأول لنا، فقد أغاثتنا بالأكل والشرب والدواء، خصوصاً وأن ميليشيات الحوثي تسببت في تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في المديرية أثناء وجودها، فكانت الأوبئة القاتلة والأمراض الخطيرة هي السائدة في الدريهمي». واختتمت بالقول: «شكراً إمارات الوفاء والصدق، شكراً إمارات الشجاعة، إمارات البسالة، شكراً إمارات الخير أرضاً وشعباً وحكومة ورئيساً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©