السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهرجان المغربي يفتح نافذة تواصل حضاري مع سكان أبوظبي

المهرجان المغربي يفتح نافذة تواصل حضاري مع سكان أبوظبي
9 مايو 2012
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - صناعات تقليدية ومطرزات، ومأكولات، وطقوس تراثية، ولوحات فنية بثت على جدران القاعات تعبق بتاريخ المغرب، أجواء استطاعت أن تسافر بالحضور مسافات بعيدة وتطوف بهم في أنحاء من المغرب، إذ تعرض جانبا من جوانب هذا البلد العريق بتاريخه وحضارته، في إطار المهرجان المغربي، الذي أقيم أمس الأول بفندق الخالدية بلاس ريحانا من روتانا أبوظبي، بحضور محمد آيت وعلي السفير المغربي لدى الإمارات، الذي استقبل الحضور على الطريقة المغربية بالتمر والحليب المعطر بماء الزهر، لتنطلق بعدها زفة العروس على أهازيج فرقة «الدقة المراكشية». سفير متجول انطلق المهرجان بزفة العروس على أهازيج فرقة «الدقة المراكشية»، وبعد ذلك قام الحضور بجولة في المعرض الكبير، الذي ضم رواق منتوجات تقليدية مغربية عديدة، حيث كان هذا المعرض فرصة لتعريف الزوار بعمق عراقة التقاليد المغربية من خلال الصناعة التقليدية التي باتت سفيرا متجولا لأصالة المغرب وحضارتها، حيث زين بهو الفندق بمنتجات تقليدية تنتمي للمدن العتيقة المغربية كفاس ومراكش والرباط وتطوان، كما زينت الجدران بلوحات فنية رسمت بأنامل فنانين مغاربة يجسدون فيها مناظر طبيعية، وصورا تحكي قصص عراقة زقاق أو شارع في الماضي الغابر. أما الرواق الداخلي والذي فرد يديه معانقا مختلف المعروضات من الصناعة التقليدية أو جانب منها فقط لأنه يصعب حصرها واختزالها في مكان مصغر، حكى للحضور قصصا عن كل قطعة تعرض ونسبها لمدنها الأصلية ومرجعتيها من خلال ألبوم صور إلكتروني على شاشة مكبرة، تناوبت عليها صور كل من صناعة الجلد بفاس، وساحة جامع الفنا بمراكش، وصومة حسان بالرباط، ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء وغيرها كثير، وتجول الحضور مستمتعا بتناول مأكولات مغربية خفيفة وكؤوس الشاي المنعنع إلى جانب الحلويات المغربية. إلى ذلك، تقول حليمة مستطراف، إحدى العارضات المشاركات، «تعتبر الصناعة التقلدية في المغرب من أعرق القطاعات الاقتصادية وأكبرها دلالة على رقي البلد وتقدمه، وهذه الصناعة التقليدية التي تجمع كل الصناعات والحرف التي توارثها الأبناء عن الآباء أسهمت في إشعاع هذا البلد بل وأثرت الحضارة العربية والإسلامية عبر الحقب، نظرا لموقعه الجغرافي الذي أثر في غنى هذه الصناعات، التي تدرجت عبر مراحل تاريخية طويلة ترجع لآلاف السنين، فمن صياغة الحلي وفن الخزف عند الأمازيغ سكنة المغرب الأوائل إلى الصالونات وما يطلق عليه الأسلوب الجمالي المغربي الذائع الصيت خارج البلد حاليا، ومرورا بفن المعمار الشاهد بالأندلس». وتضيف «المنتوجات في القرى تدل على أصول القبيلة أما في الحواضر ففن الخزف يزاوج بجمالية بين هندسة الفن الإسلامي والزخارف المستوحاة من النباتات، ففي آسفي يمكن اعتبار هذا الفن عريقا عراقة هذه المدينة، أما سلا فتمزج أمازيغية الأرض وتأثير الأندلس، أما مراكش فبحكم تهافت الزوار على اقتناء منتوجاتها تفنن المصممون في المزج بين ما هو قروي وما هو حضري ليمنحوا الزبائن خزفا ذا جودة عالية». رائحة الوطن عما تعرضه وعن الصعوبات التي تصادفها، تقول مستطراف «أستمتع بالبحث عن كل قطعة من القطع، فيها أشتم رائحة بلادي، وبها أكسر قسوة غربتي، أجول كل المدن المغربية العتيقة من أجل الحصول على كل منها، وأغلب قطعي من مراكش والرباط، بالإضافة إلى فاس وغيرها من المدن التي تمنحنا خصوصية صناعتها التقليدية التي لم تدخل فيها الآلة ولم تعبث بها وتقلل من قيمته، هكذا تجدني ألاقي الصعوبات لأشحنها من المطار إلى دبي، لكن بعد أن تصل وأشارك بها في أحد المعارض أشعر بالفخر». وتضيف «أشعر أن هذه الأشياء تعوضني النقص الذي أشعر به من خلال بعدي عن مكاني الذي ولدت فيه وتربيت بين أحضانه، وهذا المعروض يضم منتجات خزفية، وجلود وزرابي، وأحجام مختلفة من «الطيافر» وغيرها كثير وكلها صناعة يدوية أصيلة». وتوضح مستطراف أنها ترغب في المستقبل أن يرافق معرض مثل هذا صناع تقليديين يعملون أمام الناس، حتى يتعرف الزائر على سير العمل ولو بشكل مبسط. من جهتها، تقول سليمة المريني، منظمة المهرجان، إن هذه الخطوة جاءت لفتح نافذة تواصل بين الجاليات المقيمة على أرض الإمارات ومع المغرب من خلال المنتوجات التقليدية التي أصبحت تلاقي الاستحسان. وتضيف أن «المطبخ المغربي وتنوعه الكبير بات مطلوبا على قائمة المطاعم الفخمة»، موضحة أن الخطوات الأولى دائما تعتريها بعض النواقص، نظرا لصعوبة وصول البضائع من المغرب، وإيجاد رعاة للحدث، لكنها تضيف أنها عازمة على تطوير المهرجان وستعمل على إقامته في الوقت نفسه من كل سنة ليصبح تقليدا سنويا. وتضيف «يتيح المعرض خيارات واسعة من خلال ما نعرضه من منتوج الصناعة التقليدية، وقد لاحظت إعجابا في عيون الناس، وهذا أنساني تعب الأيام التي استغرقناها في التنظيم والتنسيق». وتوضح «تلقينا الكثير من الأسئلة عن المغرب، وعن المناطق السياحية فيه، لكن وددنا لو تواجد معنا أحد من ذوي الاختصاص إلى جانب بعض الكتيبات التي تعرف بالوجهات السياحية في بلدنا، كما أن هناك من طرح فكرة القيام برحلات منظمة للمغرب في جميع فصول السنة، نظرا لما يعرفه البلد من تنوع كبير، وغنى ثقافي، فالناس تبحث عما يشبع نهمها المعرفي». نموذج مصغر فيما يخص زفة العروس، تقول المريني إنها «نموذج مصغر جدا أردنا من خلالها إظهار طريقة دخول العروس إلى كوشتها، أما العروس الحقيقية المغربية فإنها تزين بطريقة لافتة، وتتحلى بأغلى الحلي، بالإضافة لذلك فإنها تغير زيها أكثر من 7 مرات ليلة عرسها، وينسب جزء منه لبعض المدن العريقة، فهناك «اللبسة الرباطية»، والفاسية، والأمازيغية، بالإضافة إلى ليلة الحناء التي تقام لها طقوس خاصة». وعن مشاركتها، تقول ليلى مكوار، التي تعرض أزياء تقليدية من المغرب ومنتوجات من المطرزات، إنها سعيدة بهذا الإسهام في التعريف ببلدها، إذ تعمل على نقل ما ينتج داخل البلد وآخر ما توصلت له يد الصانع المغربي لحضن الإمارات لبسطه أما العديد من الجنسيات التي تبحث عن اللمسة التقليدية، مضيفة «جلبنا البضاعة من معملنا في الدار البيضاء، وتشمل التكشيطة والقفطان المغربي، كما نعرض جانبا من المطرزات، واقتصرنا على أشياء قليلة نظرا لصعوبة الشحن وجلب البضاعة، فنتمنى أن تفتح لنا أبواب التسويق مستقبلا، وتكون هناك تسهيلات للتعريف أكثر بمنتوجاتنا المتنوعة». وعن هذه التجربة، تقول مكوار «لا يهم الوصول بقدر ما تهم الانطلاقة، لذلك نحن انطلقنا والنجاح يكمن في الاستمرارية والتطور، وبالتأكيد نحلم بتطوير المهرجان ليشمل العديد من الجوانب منها عروض الأزياء، وجلب فرق موسيقية، وفلكلورية، وجلب صناع تقليديين يعملون في عين المكان، يخصص لهم جانب ليتحدثوا عن صناعتنا التقليدية، كما نتمنى أن يشمل المعرض رسامين وفنانين تشكيلين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©