عبد الرحيم حسين، علاء المشهراوي (القدس المحتلة، غزة)
أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك أمس، تحت حراب قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في المدينة المقدسة، وغصت ساحات المسجد الأقصى المبارك ومصلياته وأروقته بالمصلين الذين قدموا من عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.. ويهرع الفلسطينيون في كل عيد إلى المسجد الأقصى متحدين قوات الاحتلال ومعبرين عن وقوفهم في وجه مخططات تهويد المدينة.
وبعد انتهاء صلاة وخطبة العيد نظم عشرات الشبان وقفة في الأقصى مطالبين برفع العقوبات عن أهالي غزة، فيما تبادل الأهل والأصدقاء التهاني ووزعت الهدايا والسكاكر والبالونات على الأطفال، من قبل المهرجين الذين انتشروا في ساحات المسجد.
ومنعت قوات الاحتلال عشرات آلاف آخرين من المصلين من الوصول إلى الأقصى، خاصة أهالي الضفة الغربية من الشباب باستثناء بعض كبار السن، كما أدى عشرات المقدسيين صلاة العيد على مداخل البلدة القديمة بعد أن أبعدتهم قوات الاحتلال عن منطقة المسجد، ومعظمهم من الشباب والناشطين المرابطين في الأقصى ومن المتصدين لاقتحامات المستوطنين اليومية. وعلت تكبيرات العيد لتهز المدينة وسط فرحة الأهالي.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أدى صلاة العيد في رام الله، على المضي في تطبيق التوصية الدولية بوضع «آلية حماية دولية» للأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي اعتبره «نصرا مؤزرا» للفلسطينيين.
وقال عباس للصحفيين عقب وضعه إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إن «مطالبتنا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني أمر مشروع لأننا نريد من العالم أن يحمينا من العدوان».
وأضاف «مع ذلك فان دول مثل أميركا ترفض مثل هذا القرار، ولكن هذه المرة تم تحقيق نصر مؤزر كغيره من الانتصارات التي حققناها في الأمم المتحدة».
من جانبه، أكد رئيس الوزراء رامي الحمد الله في كلمة بمناسبة العيد أن «جماهير شعبنا التي توجهت إلى القُدس لأداء الصلاة طيلة أيام شهر رمضان، أثبتت رغم القيود والممارسات والحواجز الإسرائيلية، بأنَ القُدس ستبقى قبلتنا وبوصلتنا وعنوان هويتنا الوطنية الجامعة وعاصمتها غير القابلة للمساومة».
وفي قطاع غزة، أدى آلاف المواطنين صلاة عيد الفطر، في مخيمات العودة في منطقة ملكة شرق مدينة غزة، بحضور قيادات الفصائل الفلسطينية، والهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار.
وصعد جيش الاحتلال أمس من استهدافه لمطلقي البالونات والطائرات الورقية المشتعلة عند حدود قطاع غزة، وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات الاحتلال أطلقت صاروخين صوب مطلقي الطائرات الورقية شرق البريج وسط قطاع غزة. فيما أعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال أن طائرة أطلقت نيرانا «تحذيرية» باتجاه متظاهرين كانوا يستعدون لإطلاق بالونات مشتعلة، كما أطلقت النار باتجاه سيارة كانت تنقل هذه البالونات إلى الحدود.
وأضاف الناطق في بيان وزعه على وسائل الإعلام العبرية أن الجيش ينظر بخطورة بالغة إلى ظاهرة إطلاق البالونات والطائرات المشتعلة باتجاه حقول ومزارع ومنازل المستوطنين في محيط قطاع غزة، وقالت المصادر العبرية إن حريقين شبا أمس بسبب الطائرات الورقية المشتعلة، في حقول بمحيط قطاع غزة.
إلى ذلك، أصيب شابان برصاص الاحتلال صباح أمس، على مدخل قرية النبي صالح شمال غرب رام الل، وقال الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان محمد التميمي لـ«وفا»، إن جنود الاحتلال المتمركزين في البرج العسكري المقام على مدخل القرية أطلقوا النار اتجاه شابين، وأصيب أحدهما برصاصتين في القدم، والآخر بشظايا في الرأس والكتف، وتم نقلهما إلى المستشفى وحالتهما متوسطة.
واستهدفت طائرة استطلاع «إسرائيلية»، مجموعة من الشبان الفلسطينيين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقال أحد الناجين من الغارة: «إنهم كانوا يطلقون طائرات وبالونات من داخل ساحة خيام مسيرة العودة، قبل أن تستهدفهم طائرة بدون طيار بصاروخ سقط بجوارهم، وأدى لأضرار مادية في جدار ساحة خيمة مسيرة العودة».
وبعدها بساعتين ونصف، أطلقت طائرة بدون طيار صاروخاً ثانياً على مجموعة أخرى كانت تستعد لإطلاق طائرات ورقية، ما أدى لأضرار مادية في خزان المياه داخل ساحة خيام مسيرة العودة دون وقوع إصابات.
في المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تطويره منظارا خاصا لتشخيص الطائرات الورقية الحارقة والبالونات الحرارية المطلقة من قطاع غزة وإسقاطها عبر الرصاص، وذكر موقع «والا» العبري أن المنظار عبارة عن تلسكوب يُركّب على بنادق ويحتوي على مجسات تمكنه من اكتشاف الطائرات الورقية البعيدة في السماء.
ونجح الشبان مؤخرًا بإحراق آلاف الدونمات المزروعة للمستوطنين في مستوطنات «غلاف غزة» بواسطة تلك الطائرات ردًا على «مجازر» قوات الاحتلال بحق متظاهري مسيرة العودة السلمييِّن.
عدد اليوم
