السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لِمَ» برنامج يحفز الأطفال على الابتكار واكتشاف مواهبهم

«لِمَ» برنامج يحفز الأطفال على الابتكار واكتشاف مواهبهم
10 مايو 2013 14:21
انطلاقاً من أهمية الابتكار والمساهمة في إعداد كوادر حقيقية في المجالات العلمية كافة، وفي ظل التطورات الحديثة التي أصبح العالم الرقمي يتحكم فيها، أطلقت لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا مبادرتها الاستراتيجية الجديدة «لِمَ» بهدف تحفيز الناشئة في إمارة أبوظبي على الاندماج في المجالات العلمية، من أجل تأسيس قاعدة من الكفاءات في قطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار. وعبر برنامج هذه المبادرة التي تحل ضيفاً على 100 مدرسة حكومية وخاصة في أبوظبي، والعين، والمنطقة الغربية لتُقدم إلى أكثر من 15 ألف طالب وطالبة ومعلميهم من صفوف الثالث، والرابع، والخامس الابتدائي، استضافت مدرسة خليفة (أ) في أبوظبي ورشة عمل لطالبات الصف والخامس بعنوان «تحدي روبوتات الليغو» وعرضاً تفاعلياً بعنوان «جسم الإنسان». (أبوظبي) - حفزت إدارة مدرسة خليفة (أ) طالبات الصف الخامس على متابعة هاتين الفعاليتين، تحت أشراف مرشدين علميين مدربين على تقديم مثل هذه الورش والعروض بطريقة مسلية وجاذبة للأطفال، من خلال تعاون لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا مع شريكها التعليمي مجلس أبوظبي للتعليم، بحيث يعزز ذلك من حضور التعليم غير الرسمي، ويكمل الجهود المستمرة للارتقاء بنظام التعليم في إمارة أبوظبي، ومن ثم تكامل المنظومة التعليمية بكل مكوناتها عبر هذه المبادرة. فعاليات متنوعة وحول هذا المبادرة التي استنفرت حماس طلاب المدارس الصغار للمشاركة في فعالياتها المتنوعة، والتي تكسبهم معارف جديدة وتضعهم على طريق العلم الحديث، يقول مدير عام لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا أحمد سعيد الكليلي: الاهتمام بالعلوم التكنولوجيا والابتكار أصبحا ضرورة في عالم اليوم، فالعصر الذي نعيشه يتطور بشكل سريع، وإمارة أبوظبي تتطلع إلى استكشاف المواهب العلمية في المراحل التعليمية الأولى، ومن ثم تركز مبادرة (لمَ) على تنمية روح الابتكار لدى الطفل، في إطار منظومة علمية، تبعث في نفسه المرح حتى يتقبل البرامج المتكاملة التي نقدمها، وكذلك التجارب العلمية المفيدة التي ندمجهم فيها، والتي سترسخ بدورها في نفوسهم الشعور بقيمة العلم، وأهمية أن يكون كل طفل مفكر وقادر على التحليل الاستنتاج، مما يؤثر في مستوى إدراكه وقدرته على اتخاذ قرارات مستقبلية سليمة، ويشير إلى أن أعضاءً من خريجي برنامج المرشدين العلميين لمهرجان أبوظبي للعلوم سيقدمون فعاليات برنامج (لِمَ) مع خبراء مختصين من مهرجان أدنبرة الدولي للعلوم، ويتم البرنامج على مرحلتين بحيث يكتسب طلاب المدارس القدرة على تعزيز مهارتهم في مختلف الميدان العلمية، وذلك عبر فعاليات متنوعة تتفاعل معهم وترسم لهم خريطة المستقبل، وتدفعهم إلى الابتكار والتعرف إلى أحدث الأساليب التكنولوجية الموجودة في العالم. إلهام الناشئة وعن برنامج المبادرة الحافل الذي يقدم تجارب حية لطلاب المرحلة الابتدائية ابتداءً من الصف الثالث إلى الخامس يبين مدير مشروع مبادرة (لِمَ)محمد حسن بن بريك أن البرنامج الذي تم وضعه بإحكام، وعلى أسس علمية قويمة، يهدف إلى إلهام الناشئة وبعث روح الخلق والإبداع فيهم، من خلال الترويج للعلوم والتكنولوجيا، ومن ثم يثير فضولهم إلى التعرف على ما يدور حولهم في نطاق العلوم التكنولوجية، خصوصاً وأن العصر متسارع وأدواته التواصل بين الناس أصبحت تتحكم فيها هذه العلوم المبتكرة، ويوضح أنه تم تأسيس البرنامج استناداً لرؤية أبوظبي 2030 الاقتصادية التي أبرزت رغبتها في بناء اقتصاد قوامه المعرفة، والعلوم والتكنولوجيا يشكلان الركائز الأساسية له، كما في الاقتصادات المتقدمة الأخرى. وبالنسبة لآلية تطبيق برنامج المبادرة يشير إلى أنه اعتباراً من العام الجاري حتى نهايته سيقوم البرنامج بزيارة المدارس الحكومية والخاصة في أبوظبي، والعين، والمنطقة الغربية، بحيث يشارك جيل الناشئة في حيثيات تجارب التعليم غير الرسمي بحيث تحظى كل مدرسة يتم زياراتها بمجموعة من العروض والورش حتى يساهم ذلك في خلق مواهب حقيقية وكوادر بشرية تنافس ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستويات الدولية كافة. مهام الروبوتات في قاعة مختبر مدرسة خليفة (أ) تجمع ما يقارب من خمسين طفلة، واتخذن وضع الجلوس على الأرض، وكان يتقدم الطالبات اثنان من المرشدين العلميين اللذين اتسما بروح الدعابة واستطاعا أن يخلقا أجواء مرحلة على المكان، وهذا ما شجع الحضور الكثيف من الطالبات على الإنصات لهما، ومن ثم تقبل المعلومات الغزيرة التي كانت تتناول التعريف بالروبوتات وشرح استخداماتها وكيفية ابتكار برامج حاسوبية مبسطة لهذه الروبوتات بحيث تمكنها من إنجاز مهام بسيطة، والجميل في هذه الورشة أن الطالبات تفاعلن مع الشرح المبسط الذي تولاه أحد المشرفين، حيث تحدث عن برامج حاسوبية مبسطة، وتحديد أسباب عدم إنجاز بعض الروبوتات لمهامها، وكذلك شرح استخدام الحساسات المختلفة للتحكم بحركة الروبوتات، وتحديد دور كل نوع منها في تنفيذ المهام المختلفة، وشرح مفهوم الحلقة في البرامج الحاسوبية. وفي أثناء هذا الشرح الممتع والتجاوب الكبير من الطالبات كانت تقف في آخر المختبر معلمة اللغة الإنجليزية، والعلوم، والرياضيات بمدرسة خليفة (أ) سارة التميمي، وتستمتع إلى كل ما يدور من نقاشات بين الطالبات والمشرفين العلميين، وذكرت أنها طريقة شرحهما كانت جديدة عليها، حيث كانا يتعاملان مع الطالبات بأسلوبي التحفيز والمرح، ما أضفى على الورشة أجواء من السعادة، وتلفت إلى أن هذه الطريقة تقلل من حدة الملل، وأن من الممكن أن تعتمد عليها داخل الصفوف المدرسية حتى تكون الاستفادة أكبر، وعن الأسباب التي دعتها لحضور هذه الورشة، توضح أن إدارة المدرسة تجشع المعلمات على التفاعل مع التكنولوجيا، والاندماج مع الطالبات حتى تتكامل منظومة التعليم، في إطار يشجع على اكتساب العلم، وترى أن مبادرة «لم» ستغير مفاهيم تعليمية سائدة، وأن برنامجها يسعى للارتقاء بالمستويات الطلابية، ويحاول اكتشاف المواهب وتنمية القدرات. تجربة مفيدة ومن جهته يقول الباحث العلمي والمشرف العلمي على هذه الورشة، أحمد خضار، إن من مهامه أن يعلم الأطفال طريقة عمل الروبوتات وكيفية استخدامها والأغراض والمهام التي لا يستطيع الإنسان القيام بها، ويشير إلى أنه التحق بدورة لمدة شهر حتى يستطيع التعامل مع فئة الأطفال التي تتمتع بالبراءة، وتحتاج إلى التعامل معها بأسلوب خاص، ويؤكد أن تجربته مع مبادرة «لمَ» أفادته كثيراً، وجعلته يتعرف عن قرب إلى مشاعر الأطفال، خصوصاً حين يتعلقون بالتكنولوجيا، فيتولد لديهم إصرار عجيب من أجل المعرفة، وكان واضحاً من خلال هذه الورشة مدى استعدادهم إلى تقبل المعلومة، في إطار من المرح والفكاهة، ويقول على الرغم من ذلك لم أترك المختبر أنا وزميلي إلا بعد أن تأكدنا من أن الأطفال استفادوا من هذه الورشة. هيكل عظمي وبالنسبة للعرض التفاعلي الذي جرى على مسرح المدارس كان حضور الطالبات كثيفاً للغاية إذ وصل عددهن إلى ما يقارب 150 طالبة، وفي أول المسرح تم وضع هيكل عظمي من البلاستيك، حيث تناول العرض التفاعلي «بناء الجسم»، مع وجود مشرفين علميين أيضاً، ارتدى أحدهما زي طبيب وقام بوصف الجهاز العضلي والعظمي للإنسان، مع الإشارة إلى دور العظام، والمفاصل، والعضلات، والأوتار، داخل الجسم، فضلاً عن شرحه بالتفصيل للجهاز الهضمي، وكيف تتم عملية الهضم، وتخلل ذلك مواقف كوميدية، شجعت الطالبات على الاستماع بأهمية لهذا العرض الممتع، حيث إنه لكي يخطو الإنسان خطوة واحدة إلى الأمام تتحرك معه عشرات العضلات داخل الجسم. جرأة طفلة أصرت الطفلة فاطمة عبد الرحمن الحمادي على اعتلاء قمة المسرح المدرسي من أجل التعرف إلى الهيكل العظمي للإنسان، وراحت تتفحصه في جرأة أمام الجميع، وبتشجيع من مسؤولة قسم مواد اللغة العربية فاطمة الحمادي، حيث تتمنى الطفلة أن تصبح طبيبة في المستقبل، وتذكر أنها موهوبة في العزف الموسيقى، وتشارك في أنشطة المدرسة المختلفة، إذ تجيد العزف على بعض الآلات الموسيقية، وتشير إلى أن أسرتها تهتم بها من الناحية العلمية، وتحفزها على المشاركة في الفعاليات المدرسية التي تنمي مهارتها، وتكتشف مواهبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©