الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكمبيوتر اللوحي الهندي قفزة واسعة نحو «رقمنة» التعليم

الكمبيوتر اللوحي الهندي قفزة واسعة نحو «رقمنة» التعليم
24 يوليو 2010 21:28
في عام 2008، فاجأت الهند العالم بأسره بإطلاق أرخص سيارة في العالم ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمعرض نيودلهي حّدد سعرها بمبلغ يقارب 2000 دولار؛ وهي من ابتكار وصنع شركة “تاتا” الهندية الخاصة. ويبدو أن النجاح الذي حققته هذه السيارة الرخيصة قد أوحى للهنود بنجاح فكرة ابتكار الأجهزة الرخيصة وبيعها بأعداد كبيرة. ولا يكاد يظهر جهاز يتميز بشعبية الاستخدام على المستوى العالمي، إلا ويسارع الهنود إلى ابتداع نسخته الرخيصة بهدف السيطرة على أسواقه. وأحدث ما سجّلوه في هذا الإطار، هو ابتكار كمبيوتر لوحي جديد يحاكي في وظائفه ذلك الذي ابتدعته شركة “آبل” وأطلقته تحت اسم “آي باد” والذي يحقق الآن نجاحاً ساحقاً في الأسواق العالمية بالرغم من أن سعر نسخة القمّة منه يبلغ 800 دولار. وعندما وجد الهنود أن الشهرة الطائرة التي حققها “آي باد” خلال الفترة القصيرة التي انقضت على إطلاقه، يصعب اختراقها، فلقد قررت الحكومة اختطاف جزء من هذا المجد التجاري عن طريق طرح كمبيوتر لوحي جديد بسعر لا يكاد صدق. وأعلن كابيل سيبال، وزير تطوير الموارد البشرية في الهند شخصياً يوم الخميس الماضي عن إطلاق الكمبيوتر اللوحي الهندي الجديد وقال إنه سيباع بمبلغ 35 دولاراً أميركياً فقط أو ما يساوي أقل من جزء من عشرين من سعر “آي باد”. وأكدت مصادر هندية مسؤولة أن هذا الحلم سيتحول إلى حقيقة عام 2011 وسوف يمثل نقطة تحوّل في عالم صناعة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية. وقال ديمتري مولتشانوف المحلل في مجموعة “يانكي جروب” المتخصصة بتحليل أسواق الأجهزة الإلكترونية في تعليقه على هذا الابتكار: “لم يفاجئني هذا الخبر كثيراً؛ وأعتقد أن أجهزة الكمبيوتر اللوحية الرخيصة سوف ستصبح شائعة خلال السنتين المقبلتين”. وقال سيبال إن الهند بدأت بالفعل بإجراء مفاوضات مع صنّاع الأجهزة الإلكترونية لإنتاج الجهاز عام 2011 وفضّل أن يطلق عليه وصف “الرد الهندي على الجهاز الذي ابتدعه طلاب معهد ماساشوسيتس التكنولوجي بحيث يباع بمبلغ 100 دولار”. ووكان البروفيسور نيكولاس نيجروبونتي من معهد ماساتشوسيتس التكنولوجي قد ترأس مشروع “كمبيوتر لكل طفل” في عام 2005 على أن يباع بمبلغ 100 دولار. إلا أن المشروع واجه بعض العراقيل التي دفعت المعهد لبيع الجهاز إلى الحكومة وبعض المنظمات غير الحكومية المهتمة برقمنة التعليم الابتدائي بمبلغ 200 دولار للجهاز الواحد. وعمدت مبادرة “كمبيوتر لكل طفل” مؤخراً إلى العمل على مشروع لإنتاج كمبيوتر لوحي بسعر 99 دولاراً. وينبغي التفريق في هذا الصدد بين الكمبيوتر اللوحي واللاب توب؛ ويقول مولتشانوف إن الكمبيوتر اللوحي الذي يعمل بطريقة اللمس بالأصابع أكثر قابلية من الكمبيوتر المحمول “اللاب توب” على غزو المدارس لأن من الممكن إنتاجه بسعر أرخص نظراً لعدم احتياجه للكثير من الأجهزة الطرفية وأهمها لوحة المفاتيح. ويستخدم الكمبيوتر اللوحي الهندي نظام “لاينوكس” للتشغيل ويحمل الكثير من عناصر التشابه مع الكمبيوتر اللوحي “آي باد”. ويمكن استخدامه في معالجة النصوص والإبحار في الإنترنت وعرض مؤتمرات الفيديو. وتكمن في هذه الوظائف أهم وسائل التواصل التعليمي وبين التلاميذ وغرف الصف والمعلمين وبما ينقل العملية التربوية برمتها إلى العصر الرقمي. ولم ينسَ المهندسون الهنود أن يضيفوا إلى جهازهم الجديد خاصية القدرة على امتصاص الطاقة الشمسية لشحن بطارياته؛ وهي الميزة التي يرى المحللون أنها تنطوي على أهمية كبيرة بالنظر لأن الكثير من المناطق الريفية في الهند لم تتصل حتى الآن بشبكة التوزيع العمومية للطاقة الكهربائية. وباستخدام الكمبيوتر اللوحي، يمكن للتلاميذ تلقّي الدروس واكتشاف الظواهر المدروسة بطرق جديدة تماماً نظراً لما توفره شبكة الإنترنت من وسائل إيضاح ومعلومات مفصلة. وكان إطلاق الكمبيوتر اللوحي “آي باد” في شهر مارس الماضي قد أوحى للكثير من الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الكمبيوتر ببناء أجهزة الكمبيوتر اللوحية الرخيصة التي تساعد وزارات التربية في كل من الدول المتطورة والنامية على تنفيذ مبادرة “كمبيوتر لكل تلميذ”. وكانت شركتا “إنتل” الأميركية و”توشيبا” اليابانية أعلنتا بداية الشهر الجاري عن إطلاق كمبيوتر مدرسي جديد تحت اسم “سي إم1” CM1 يجمع بين الكمبيوتر اللوحي وجهاز “اللاب توب”؛ وهو مصمم خصيصاً لتلاميذ المدارس الابتدائية والمراحل الأولى من المدارس الإعدادية. وهو مجهّز بلوحة مفاتيح تتصل بشاشة اتساعها القطري 10.1 بوصة تعمل بتقنية اللمس بالأصابع ويمكنها الدوران حول محور ثابت بزاوية تبلغ 180 درجة. والجهاز مزوّد أيضاً بقلم إلكتروني للكتابة على الشاشة يمثلّ إضافة تربوية مهمة لأنه يسمح للتلاميذ بالتعبير الشخصي عن أفكارهم بواسطة الخطوط والرسوم. ويعدّ “سي إم1” أو كمبيوتر لوحي مجهّز بممحاة إلكترونية يمكنها الانزلاق على محور مستعرض مثبّت على حافة الجهاز. ولعل الصفة الأكثر أهمية في الكمبيوتر اللوحي “سي إم1” هي التي تكمن في قدرته على الاتصال بطريقة لاسلكية بالسبورة الإلكترونية التي يشترك في متابعتها كل تلاميذ الصف؛ وتتيح هذه التقنية لكل تلميذ المشاركة بنشاطاته الشخصية مع التلاميذ الآخرين وبإشراف المعلّم. وتم تجهيز الكمبيوتر اللوحي “سي إم1” بمعالج من طراز “إنتل أتوم إن450” تبلغ سرعته 1.66 جيجاهرتز. فيما عمدت شركة توشيبا إلى تصميم الجهاز بناء على خبرتها العريضة في بناء أجهزة “اللاب توب”. ويعمل الجهاز بنظام التشغيل “ويندوز7 بروفيشونال 32 بيت” وتبلغ سعة ذاكرة الدخول العشوائي 160 جيجابايت وذاكرة القرص الصلب 2 جيجابايت، ويتضمن بوابتين لذاكرة الفلاش. ويأتي الجهاز “سي إم1” في وقت تعمل فيه مبادرة “لابتوب لكل طفل” One Laptop Per Child العالمية على التعاون مع شركة “مارفيل” الأميركية لإنتاج كمبيوتر لوحي جديد تحت اسم “موبي” Moby بحيث يمكن بيعه للتلاميذ بسعر 100 دولار أميركي. ويستخدم “موبي” معالجاً من طراز “آرم” ARM بدلاً من “إنتل”. وتوحي هذه التطورات المتلاحقة باقتراب عصر التعليم الرقمي الذي سيتخلّى فيه التلاميذ عن دفاترهم وكتبهم وأقلامهم ليبدأوا بتلقي العلوم عن طريق الكمبيوترات اللوحية الخفيفة التي يحملونها وهي تحتوي بداخلها على كل ما يحتاجونه لتحصيل العلوم والمعارف بطريقة أسهل وأقل هدراً للوقت. والآن، يأتي الكمبيوتر اللوحي ليمثل نقلة نوعية في هذا الاتجاه. عن موقع npr.org ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©