الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التكنولوجيا بأيدٍ إماراتية في مركز التعليم والتأهيل المهني

التكنولوجيا بأيدٍ إماراتية في مركز التعليم والتأهيل المهني
24 يوليو 2010 21:29
تقوم عملية التنمية البشرية على الإنسان في المقام الأول، باعتباره أداة وغاية التنمية وهدفها الأهم، ولتحقيق الرفاهية والرخاء للمجتمع، وذلك عن طريق تنمية وتطوير وتوسيع الخيارات المتاحة أمام الإنسان للعمل والعطاء والإبداع باعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها، وهو المحرك الرئيسي للحياة في أي مجتمع على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ترجمة للأبعاد العميقة للتنمية البشرية واهتمامها بمستوى النمو الإنساني وطاقاته، واستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة الاقتصادية التي تولد الثروة والإنتاج لتنمية القدرات البشرية عن طريق الاهتمام بتطوير الهياكل والبنية المؤسسية التي تتيح المشاركة والانتفاع بمختلف القدرات لدى كل الناس. كان الاهتمام بإعداد الشباب المواطنين وتأهيلهم إلى أرقى المستويات التعليمية والمهنية حتى يُسهموا بفعالية في التنمية الاقتصادية والنهضة الصناعية في الدولة. وعلى نفس النهج تم إنشاء «مركز التعليم والتأهيل المهني» بموجب القرار رقم 28 لعام 2005م، بتوجيهات سامية من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كأحد المشاريع التربوية المتميزة وبإشراف معهد التكنولوجيا التطبيقية، وذلك تطبيقاً لنهج الحكومة الرشيدة في تطبيق سياسة التوطين لتصبح صناعة التكنولوجيا بأيدٍ إماراتية. حجر الزاوية يشير المهندس حسين الحمادي، رئيس مجلس أمناء معاهد التكنولوجيا التطبيقية، إلى أهمية هذا الصرح التعليمي والمهني، ويقول: «يعتبر التعليم الفني حجر الزاوية في صرح البناء الصناعي الحديث، ويعتبر القطاع الصناعي من دعامات الاقتصاد السليم. وبفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة، تم إنشاء مركز التعليم والتأهيل المهني لخدمة تلك الغايات، فقد تأسس مركز التعليم والتأهيل المهني في عام 2006 باعتباره جزءاً لا يتجزأ من نظام معهد التكنولوجيا التطبيقية وبالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تحققت إنجازات عظيمة منذ إنشائه، أحدثها اعتراف وزارة التربية والتعليم ومعادلتها لشهادة التعليم التطبيقي التي يمنحها المركز لخريجيه. وذلك بإعداد الشباب المواطنين وتأهيلهم إلى أرقى المستويات في التعليم الفني، حتى يُسهموا بفعالية في التنمية الاقتصادية والنهضة الصناعية التي تعم دولة الإمارات. إن ذلك الهدف لن يتم إلا باستغلال التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها من خلال إعداد مناهج تعتمد على الجانب العملي التطبيقي، وتراعي متطلبات القطاع الصناعي بالدولة، وهذا ما تم فعلاً بمركز التعليم والتأهيل المهني. إن أسلوب التدريب العملي التطبيقي يشجّع المتدربين على البحث العلمي، ويتطوّر لديهم موهبة الاستكشاف والابتكار، وهو أساس التطور الصناعي. فالمركز يعمل على توفير احتياجات قطاع الصناعة في الدولة من الأيدي الإماراتية الماهرة، ومن أجل ذلك تم إعداد برنامج «التلمذة الحرفية» وبرنامج «التدريب أثناء الدراسة» لمزيد من صقل مهارات المتدربين. وتتويجاً لكل ذلك، فقد حصل المركز على موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لبرنامج الدبلوم الفني التطبيقي. فمركز التعليم والتأهيل المهني يمثل مورداً مهماً لرفد القطاع الصناعي بالكوادر الوطنية الشابة المؤهلة، والتي سيكون لها النصيب الأكبر في دعم الاقتصاد وتسيير دفة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة. رؤية ورسالة يعمل المركز على إدخال برنامج الدبلوم الفني التطبيقي باعتراف من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كذلك فإن معادلة شهادة الثانوية الفنية «الأكاديمية والوظيفية» التي يحصل عليها خريجو المركز قد بثت طموحات كبرى وأتاحت فرصاً طيبة للشباب المواطنين وفتحت آفاقاً جديدة لهم. وبذلك سيكون في وسع أولئك الشباب أن يساهموا في تنمية الوطن. فالهدف أن يصبح مركزنا مركز تدريب فني ومهني متميزاً، يكون منارة للمعرفة في مجال التدريب المهني داخل الدولة وعلى نطاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتحقيق الرسالة الأهم من خلال توفير مسار تعليمي مهني بديل للشباب المواطنين، وغرس مهارات التعليم المهني لطلاب المركز، وتطوير شخصية الطلاب، وتعزيز المعرفة النظرية والمهارات العلمية، فضلاً عن تأهيلهم للحصول على وظائف، أو مواصلة تعليمهم لمراحل دراسية أعلى. سياسة القبول يقول محمد إسماعيل الزعابي، مدير الموارد البشرية في المركز: إن المركز يقبل الطلاب من الشباب الإماراتي لمن يبلغ عمر «13 - 23 سنة»، وممن أنهوا مرحلة الصف السادس الابتدائي فما بعدها. ويقسم الطلاب المقبولون إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى: من ذوي المستوى الدراسي المنخفض الذين لا يتمتعون بقابلية تعليمية، ويتم تدريبهم تدريباً عسكرياً لمدة ثلاث سنوات، وتعليمهم اللغة وبعض المواد العلمية، ومن ثمّ توزيعهم على العمل بالوحدات العسكرية بالقوات المسلحة والشرطة وجهاز حماية المنشآت، أما الفئة الثانية «الأكاديمية» فمدتها أربع سنوات، وفيها يدرس الطالب المهن الفنية المختلفة ومهارات العمل التي يتطلبها القطاع الصناعي العام والخاص من تكنولوجيا الكهرباء، وصناعة توليد الطاقة، والميكانيكا، وميكانيكا السيارات، وعمليات النفط والغاز، وإدارة المرافق والبيئة، وعمليات الأمن والدفاع المدني، وتكنولوجيا المعلومات «الشبكات»، ووفق احتياجات سوق العمل، ويمنح الطالب فيها شهادة الثانوية العامة الفنية التي تؤهله لدخول مجال العمل، وبخصوص الفئة الثالثة فمدتها خمس سنوات، ويحصل فيها الطالب على شهادة الثانوية الصناعية المؤهلة للالتحاق بأي كلية جامعية حسب تخصصه الذي يختاره، والمركز يتيح الفرص أمام بعض هؤلاء الطلاب الذين لا تتناسب قدراتهم وطرق التعليم التقليدية، مما اضطرهم للبحث عن طرق بديلة، ممن يتطلعون إلى المساهمة بفاعلية في المجتمع، ويتم لهم ذلك من خلال توفير الإشراف والتوجيه اللازمين من قبل القائمين على المركز. هذا ويحصل طلابنا على الرعاية والاهتمام بجانب التوجيه والانضباط والتدريب الهادف من خلال برنامج مهني عملي يستند إلى تحقيق الخبرة العملية للطلاب أنفسهم. ويتيح البرنامج التدريبي تنمية روح المواطنة لدى الطلاب، والاندماج في المجتمع، والإحساس بتحقيق الذات، وتنمية طموح الطالب وتعزيز ثقته بنفسه، وتحفيزه على العمل الجاد. واكتساب الدراية والمهارات التي تعين الطالب على أن يختار المهنة الملائمة له، والمتوافقة مع قطاعات العمل، وتوفير المسارات التي تتيح للطالب مواصلة التعليم. ويتيح البرنامج التدريبي إعداد كوادر فنية من الشباب الإماراتي لرفد قطاع الصناعة بالفنيين ذوي الخبرة والمهارة العالية، وغرس الدوافع إلى المشاركة في تنمية المجتمع والإسهام في بناء مجتمع متكامل. الدراسة التطبيقية ويكمل الزعابي توضيحه: «إن الشهادات التي يمنحها المركز لطلابه هي شهادات مهنية تصدر من مؤسسة «شالنجر تيف» الأسترالية المعترف بها عالمياً ومن وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات، في تخصصات الهندسة الميكانيكية، تكنولوجيا كهربائية، ميكانيكا السيارات، شبكات الكمبيوتر، عمليات الأمن والدفاع المدني، إدارة المرافق والبيئة، ووفق منهاج مُركز للمواد الدراسية العامة مثل اللغة الإنجليزية المرتكزة على مهارات الحياة، والرياضيات والعل واللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية وتكنولوجيا الكمبيوتر والإنترنت، إلى جانب المواد المهنية من تكنولوجيا الكهرباء، وصناعة توليد الطاقة، والميكانيكا، وميكانيكا السيارات، وعمليات النفط والغاز، وإدارة المرافق والبيئة، وعمليات الأمن والدفاع المدني، وتكنولوجيا المعلومات «الشبكات». ويسعى المركز إلى تحقيق التطوير الشخصي للطلاب من خلال التدريب العسكري، وتعلم فن القيادة والمبادرة والعمل الجماعي، والتدريب البدني والنشاط الترفيهي، والإدارة الشخصية والتوعية العامة، والتدريب على الإسعافات الأولية، والاستشارات فيما يخص اختيار التخصص والمهنة إلى جانب التربية الثقافية، ومهارات العمل والوظائف والتواصل والعمل الجماعي والتغلب على الصعاب والإدارة الذاتية والتكنولوجيا والمبادرة والإقدام ومهارات التخطيط والتنظيم. كما يقدم المعهد برنامج التدريب الاستكشافي على صورة معسكر لمدة أسبوع خارج المركز وتمارس فيه مختلف الأنشطة التي تهتم بتطوير المتدرب بدنياً وذهنياً وتغرس فيه الكثير من المهارات تُعينه على تطوير شخصيته. ويشتمل البرنامج على سبيل المثال لا الحصر، على تسلق الصخور الجبلية، ركوب الدراجات في المناطق الوعرة، أنشطة المبادرة والعمل الجماعي والرياضات المائية، هذا بالإضافة إلى أنّ المركز يؤمن للطالب طيلة سنوات الدراسة السكن المناسب، والإقامة الدائمة وتأمين العلاج الطبي، والمواصلات من وإلى المركز خلال فترة الدراسة. الأنشطة الثقافية والاجتماعية تزداد أهمية النشاط الاجتماعي والترفيهي للطلاب في هذا السن ولذلك ينظم المركز الكثير من الأنشطة مثل تجهيز المكتبة والزيارات الخارجية الهادفة وعرض الأفلام الوثائقية التي تعزز روح الانتماء والمواطنة وبعض الألعاب الترفيهية التي تطور من التفكير الإيجابي لدى الطلاب. كما تشمل الأنشطة زيارات الوعي الثقافي التي تهتم بتنمية المستوى الثقافي للطلاب وربطهم أكثر بالوطن من خلال زيارة المتاحف والمراكز التراثية والمواقع الأثرية والجغرافية بالدولة، كما يقوم الطلاب بالاشتراك في مشروعات المجتمع التي تقام خارج المركز.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©