الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العلي» له العلو المطلق في الذات والصفات

«العلي» له العلو المطلق في الذات والصفات
9 مايو 2013 21:51
أحمد محمد (القاهرة) - الله هو «العلي» البالغ في علو الرتبة بلا نهاية علت عن الإدراك ذاته، وكبرت عن التصور صفاته، وتاهت الألباب في جلاله، وعجزت العقول عن أن تدرك كماله، ارتفع عن كل صفة لا تليق به هو الذي علا فوق جميع خلقه. والعلي من أسماء الله الحسنى ورد في ثمانية مواضع في القرآن منها قوله تعالى: (ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)، «البقرة: الآية 255»، وقوله: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير)، «الحج: الآية 62»، وقوله: (فالحكم له العلي الكبير)، «غافر: الآية 12». ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». حقيقة وجاء في مدارج السالكين أن من لوازم اسم العلي العلو المطلق بكل اعتبار من جميع الوجوه علو القدر والقهر والذات، فمن جحد علو الذات فقد جحد لوازم اسمه العلي. أما علو الفوقية أو علو الذات الذي دل عليه اسمه العلي ثابت على الحقيقة بالكتاب والسنة وإجماع الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، وليس فوقه شيء كما في الصحيح عن النبي «وأنت الظاهر فليس فوقك شيء». وقال الإمام السعدي إن العلي هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه علو الذات وعلو القدر والصفات، وعلو القهر والكبرياء، فهو الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف وإليه فيها المنتهى. صفات وقال ابن كثير فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته لا إله إلا هو ولا رب سواه لأنه العظيم الذي لا أعظم منه، العلي الذي لا أعلى منه، الكبير الذي لا أكبر منه تعالى وتقدس وتنزه عز وجل عمَّا يقول الظالمون المعتدون علواً كبيراً. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو سبحانه وصف نفسه بالعلو، وهو من صفات المدح له بذلك والتعظيم لأنه من صفات الكمال كما مدح نفسه بأنه العظيم. وقال ابن القيم إن الآيات والأخبار الدالة على علو الرب على خلقه واستوائه على عرشه تقارب الألوف وهو العلي فكل أنواع العلو له ثابتة بلا نكران. هو العلي في كلامه قال تعالى: (وكلمة الله هي العليا)، «التوبة: الآية 40»، فكلام الله أعلى الكلام وأحكام الله أعلى الأحكام، والعلي في أسمائه وصفاته والعلي في الملك، قال سبحانه: «فتعالى الله الملك الحق»، والعلي في أسمائه قال تعالى: (سبح اسم ربك الأعلى)، وهو العلى في حكمه «فالحكم لله العلي الكبير»، وفي وحدانيته المنزه عن الصاحبة والولد (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا)، «الجن: الآية 3»، وهو العلي لا شريك له ولا ند. والذي عليه الصحابة والتابعون والسلف الصالح، أن الله عال على عرشه بذاته، بكيفية حقيقية معلومة لله، مجهولة لنا وهو سبحانه فوق عرشه يعلم أعمال خلقه ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم لا تخفى منهم خافية. أما علو قدره فهو كامل الصفات وصفاته كلها كمال محض وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى وأبعده وأنزهه عن شائبة العيب أو النقص. حكيم ولا يكون فوقه شيء في قهره وقوته فلا غالب له ولا منازع بل كل شيء تحت قهره وسلطانه، قال الطبري في تفسيره إن العلي ذو العلو على كل شيء وكل ما دونه فله متذلل منقاد قال تعالى: (وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير)، «الأنعام: الآية 18»، وقد جمع الله في هذه الآية بين علو الذات وعلو القهر وقال سبحانه: (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا)، «الإسراء: الآية 42»، فلو كانت هذه آلهة على الحقيقة لنازعوا الحق في عليائه حتى يتحقق مراد الأقوى منهم. إن قدر الله أعلى وأجل ولذا نجد أنه سبحانه إذا حكى قول المشركين الجاهلين به سبحانه أو أخبر عن شركهم عقبها بقوله: (سبحانه وتعالى عما يصفون)، «الأنعام: الآية 100»، ولنا في صالحي الجن أسوة إذ قالوا (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا)، «الجن: الآية 3».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©