تعتزم إسرائيل الحفاظ على علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة بمعزل عن نتائج الانتخابات الرئاسية، وبالرغم من ان المعارضة اليمينية قد عبرت عن مخاوف من فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما· وأفادت صحيفة ''معاريف'' العبرية أمس، أن القيادة السياسية في إسرائيل تنتظر بنفاد صبر حسم الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة· وتقليديا، يحرص الإسرائيليون على عدم اتخاذ أي موقف في صالح أي من المرشحين·
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ييجال بالمور ''إن الصداقة مع إسرائيل هي احدى ثوابت السياسة الأميركية ولا ترتهن بنتيجة الاقتراع· لأنها ترتكز على قيم ومصالح مشتركة في آن''· وفي الواقع فإن أوباما وخصمه الجمهوري جون ماكين، قاما بزيارة إسرائيل في الأشهر الأخيرة كما كثفا خلال حملتهما التصريحات المؤيدة للدولة العبرية التي لقيت صدى كبيرا في إسرائيل·
وكان لمواقف أوباما خصوصا مع اعلانه في الرابع من يونيو الماضي أن القدس ينبغي ''ان تبقى عاصمة إسرائيل'' و''موحدة''، وقع خاص غير لهجة وسائل الاعلام الاسرائيلية بشكل جذري تجاهه· فبعد أن كانت متحفظة جدا في البداية، باتت الصحافة الاسرائيلية ايجابية أكثر فأكثر تجاه المرشح الديمقراطي أمس مقالة بالقول ''نحن نستحق أيضا أوباما'' ممتدحا الديمقراطية الأميركية ومنتقدا المجتمع الاسرائيلي· وكتب ''إن الأمة الأميركية تستند إلى مثال أعلى مشترك وليس إلى أسطورة شعب متحدر من راع، قبل 4 آلاف سنة'' في إشارة إلى التوراة· لكن المعارضة اليمينية التي يتوقع بحسب استطلاعات الرأي ان تفوز في الانتخابات العامة في العاشر من فبراير المقبل في اسرائيل، ما زالت متحفظة مع الحرص في الوقت نفسه على عدم التعبير عن موقفها علنا· وعبرت صحيفة ''معاريف'' عن هذه المخاوف أمس، فكتبت قائلة ''إسرائيل تخشى ان تكون تأكيدات أوباما كلاما في الهواء''·
وأشارت الصحيفة إلى قلق بعض الأوساط بسبب عزم أوباما المعلن على اجراء حوار مع النظام الايراني العدو اللدود لإسرائيل في وقت تواصل فيه طهران برنامجها النووي المثير للجدل· وفي هذا السياق عبر يوفال شتانيتز الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في الكنيست قبل 3 أشهر عن قلقه لموقف أوباما من إيران، لافتا إلى موقف منافسه الجمهوري جون ماكين الذي وصفه ''بالصديق المخلص لإسرائيل والملتزم بشأن أمنها والناشط جدا بشأن التهديد النووي الايراني''·
وقال مسؤول كبير طالبا عدم كشف اسمه،''إنه أمر واقع أن موقف أوباما تجاه طهران يثير المخاوف· لكن الهدف الأولي للمرشح الديمقراطي، في حال انتخابه، هو اخراج القوات الأميركية من العراق وفي ضوء هذا الهدف فإن الحوار منطقي''·
عدد اليوم
