الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العبقرية والإبداع

5 نوفمبر 2008 01:15
العبقري هو من يعيش الحاضر ولكن فكره في المستقبل أي أن فكره يسبق عالمه بعشرات أو مئات السنوات، ومن ظواهر العبقرية النظرة المختلفة للأمور أو الأحداث أو المواد إذ يبدو هذا الإنسان للجميع أنه ينظر بطريقه مختلفة عن جميع الناس وهذا يدل على أنه يفكر بطريقة مختلفة عنهم وقد يصفه البعض بالجنون أو شدة الغباء لكنهم في الحقيقة يعانون من عدم القدرة على فهم ما لديه· ومن أمثلة هؤلاء العباقرة: آينشتاين ·· فعندما وضع النظرية النسبية العامة اعتبرها كبار علماء الذرة هراء في هراء ولم يقروها والسبب ببساطة أنهم لم يفهموها· وأديسون الذي تم طرده من المدرسة باعتباره متخلفاً عقلياً ولكن الواقع أن مدرسه قد ضاق ذرعاً بأسئلته والتي يعتبرها غباءً · إذاً هناك عوائق تصادف العباقرة ناتجة عن انهم يتجاوزون الواقع الذي يعيشونه، إضافة إلى نظرتهم المختلفة للأشياء · هناك صفة أخرى مهمة وهي الجرأة في التفكير ،و تحطيم جميع القيود أمام هذا العقل الذي يشطح بالخيال بعيداً، فالعباقرة هم دائما القادة والرواد في تعريف الناس بحقائق وإنجازات لم تطرق من قبل، وهم من هذه الناحية يختلفون عن العامة ممن يؤدون الأعمال بشكل روتيني مكرر منتظرين من يقدم لهم وسيلة جديدة أفضل· والعباقرة كانوا يدركون حقيقة تفوقهم ويؤمنون بمسؤولياتهم تجاه من أخلصوا لأجله ولذلك فإن العبقرية طموح ورسالة وبدون الرغبة فيها لا يمكن تبلورها حتى لو توافر عاملا البيئة والوراثة· إننا في حياتنا العامة ندرك أن رغبة المرء في أن يصبح طبيباً أو مهندساً هي الدافع الأعظم لأن يصبح كذلك في المستقبل والعبقرية بدورها رسالة إن لم يخلص لها المرء فلن ينجح فيها·· فكم من عبقري شغله المنصب أو جمع المال عن مزيد من الإبداع· عبد الرزاق عبد الكريم الزرعوني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©